أثمار هاشمفي لغتنا العربية كثير من المصطلحات والمفاهيم التي تحمل أكثر من معنى ودلالة وبعض هذه المصطلحات يتغير معناها بمرور الوقت ومنها الجهل الذي يمكن ان يعرفه الكثيرون بانه عدم حصول المرء على المعرفة التي تمكنه من الإلمام بمجالات شتى لتكون عوناً له على مجابهة تحديات العصر الذي نعيش فيه: إلا أن مفهوم الجهل قديماً وتحديداً في العصر الجاهلي كان يحمل معنى آخر وهو تغليب العاطفة على العقل ومن ذلك قول الشاعر العربي:[c1]الا لا يجهلن احد علينافنجهل فوق جهل الجاهلينا[/c]وهكذا نجد أن مفهوم الجهل منذ العصر الجاهلي وحتى وقتنا الراهن قد تغير كثيراً وفقاً للمراحل والعصور التي مر بها، وهن هنا ينبغي لنا تذكر ما كتبه د. طه حسين عن العصر الجاهلي: أن تسميته تلك تسمية مجحفة بحق ذلك العصر من شعراء وخطباء والذين مازالت كتاباتهم باقية فينا حتى وقتنا الراهن وأن الغرض من تسمية ذلك العصر إنما كانت بغرض تمييزه عن عصر الإسلام الذي جاء وجاءت معه الكتابة لتفتح آفاقاً أوسع أمام العرب لتدوين أعمالهم.لقد وصل الحد في تغير مفهوم الجهل إلى وصف بعض المثقفين والجامعيين بأشباه الأميين وذلك لجهلهم بأمور عدة كان عليهم معرفتها.ومن هذا المنطلق علينا التذكير بأن كثيراً من تلك المفاهيم يتم إسقاطها على سلوكيات الأفراد والجهل أحد تلك المفاهيم سواء أكان بمعناه الذي نعرفه في وقتنا الحالي أو بذلك المعنى الذي كان يحمله في العصر الجاهلي والذي يتضح لنا جلياً عند الدخول في نقاش مع بعض الأشخاص الذين نفاجئ بعد حين بعدم جدوى النقاش معهم أما لجهلهم وعدم معرفتهم بالنقاط التي يتم التحاور فيها أو تعصبهم لفكرتهم ورفضهم لفكر الآخر، ما يعني تغليب عواطفهم على العقل الذي يفترض أن يكون الحكم في أي نقاش يدور.وهنا نسأل أنفسنا هل بمقدورنا تجاوز الجهل بكافة معانيه وأشكاله للوصول إلى مرحلة من رقي الإنسان في كافة النواحي.
|
ثقافة
الــجــهـل بــيــن معــنـيــيـــن
أخبار متعلقة