مـع الآخـرين
الذي يمر هذه الأيام بمقر فرع نقابة الصحفيين اليمنيين في مدينة التواهي م/عدن سيحس بالراحة وسترسم البسمة فوق شفتيه وهو يرى السور الجميل الذي أخذ يحيط بحديقة المقر وترميم وطلاء مبنى المقر الذي اخدت معالمه في الظهور بحلته القشيبة.الروح التي أخدت تدب في ارجاء المقر .. المبنى والحدييقة أبهجت الصحفيين جميعهم وخاصة في م/عدن.... لما لا..ألا يسرنا أن نرى بيتنا نظيفاً لامعاً.لقد خصصت العمود السابق للحديث عن المقر وبينت مخاوفنا من ضياعه لعدم وجود مايثبت ملكيتنا له رغم وجودنا فيه لأكثر من (25) عاماً ونوهت بتوجيه الأخ/علي عبداله صالح رئيس الجمهورية الى المعنيين بتمليك المقر للنقابة وقلنا إن موقفه ذلك ليس بالوحيد أو الجديد ووعدت بذكر مواقفه من الصحفيين ونقابتهم منذ عام 90 وخاصة تلك التي عايشتها منذ ذلك التاريخ حتى اليوم، لا لشيء ولكن لوضع العديد من النقاط على الحروف وايضاح الحقائق والاستفادة من التجارب.في البدء لابد لي من القول إنه في أعقاب عقد المؤتمر التوحيدي لنقابة الصحفيين اليمنيين في 9-11يونيو 1990م وقيام النقابة الموحدة وجدت قيادتها المنتخبة (المجلس المركزي+الأمانة العامة) نفسها أمام وضع معقد للغاية، خزينة النقابة خاوية وموازنتها السنوية لاتزيد عن (120،000) مائة وعشرون ألف ريال بواقع عشرة آلاف ريال شهرياً نصفها أجور لعدد من العاملين فيالمركز الرئيسي والنصف الآخر ايجار المقر، لامصادر دخل اضافية،أما اشتراكات الأعضاء فلايمكن الاعتماد عليها هذا إذا سدد جميع الاعضاء ماعليهم من اشتراكات ،كذلك لاوسيلة مواصلات لدى النقابة ولامعدات لائقة للعمل.واسقط في يد قيادة النقابة ولم ندر ماذا نعمل وإلى أين نتجه؟ هل نعرض أمرنا على وزير الاعلام أو وزير المالية أو..أو. ولكن أعضاء الأمانة العامة قالوا وبصوت واحد إن مطالبنا كثيرة وكبيرة وليس لنا إلا الذهاب الى الأخ الرئيس /علي عبدالله صالح.وبالفعل استقبل الأخ الرئيس الأخ النقيب وأعضاء الأمانة العامة في الأسابيع القليلة التي أعقبت قيام النقابة الموحدة، ومع أن مثل هذه النقابات تكون في العادة للسلام وتقديم الشكر لما لقيناه من تسهيلات مالية وإدارية وضمان حرية وديمقراطية عقد المؤتمر التأسيسي إلا أنّا حملنا معنا كل مشاكلنا وهي من النوع الثقيل دون العمل حتى على تقديم أو تمهيد مسبق لها على أمل أن نحصل على بعض الحلول أو جزء منها.ومع أن معظمنا كان يحضر مثل هذا اللقاء للمرة الأولى إلا أن ماأضفاه الأخ الرئيس من جو الألفة جعلنا نتحدث معه في الكثير من شؤوننا، ثم بدأنا في تقديم طلباتنا إليه. والمعروف في مثل هذه الحالات وخاصة إذا كانت الطلبات كثيرة ومكلفة فإن المسؤول يحيلها الى المعنيين للنظر فيها أوالمساعدة على حلها لكن أسلوب الأخ/ الرئيس علي عبدالله صالح معنا كان مختلفاً ومفاجئا.كنا قد حددنا طلباتنا بأربع نقاط أو أربعة مواضيع خصصنا لكل موضوع رسالة خاصة به، ولكي لانصدم الأخ الرئيس بكثرة طلباتنا وثقلها فقد قدمنا له الأصغر فالأكبر.قلنا في البداية النقابة بدون سيارة لتنقلاتنا داخل العاصمة صنعاء وبين المحافظات فوجه باعطائنا سيارة ثم عرضنا عليه وضع مقر المركز الرئيسي للنقابة في صنعاء وانه بالايجار ولايتناسب وحجم العمل وهنا أخذ في مناقشتنا عن طبيعة المقر الذي نريد فقلنا في مكان مناسب يكون الوصول اليه سهلاً وأشار البعض الى وجود مبنى مناسب يتبع وزارة الثقافة والسياحة ولاتستعمله في الوقت الحاضر ويحتاج الى ترميم يمكن إعطاءه للنقابة ولم يتردد الأخ الرئيس في التوجيه الى المعنيين بتمكين النقابة من المكان ويقع في التحرير كمقر خاص للنقابة وذلك بعد ترميمه ثم تقدمنا إليه بالطلب الثالث قائلين إن الموازنة السنوية للنقابة لاتزيد عن (120،000) ريال وهي لاتكفي لإيجار المقر ورواتب العاملين فيه وكانت الأمانة العامة قد طلبت رفع الموازنة الى مليون ونصف المليون ريال في السنة أي أكثر من اثني عشر ضعفاً لكني اقترحت التقدم بطلب ثلاثة ملايين تحسباً لرجال المالية الذي سيحاولون تخفيضه الى النصف وقد ابتسم الأخ الرئيس عندما قرأ طلب الموازنة الجديد أي أكثر من 24 ضعفاً موضحاً أنه لاتفوته هذه الأمور قائلاً طلبتم ثلاثة ملايين وتريدون مليون ونصف وهو لكم ووجه بصرف المبلغ كموازنه سنوية للنقابة، وعندما أبدينا تخوفنا من خفضه من قبل المالية قال.. لاستحصلون على المبلغ كاملاً.وأعتقد الأخ الرئيس أن طلباتنا قد أنتهت لكنا قدمنا له طلباً بايجاد هيكل وظيفي جديد للصحفيين وشرحنا له أوضاع الصحفيين والإعلاميين واستمع إلينا بصبر وتفهم ثم هز رأسه وهو يقول وأنا مع الصحافة والصحفيين وحقوقهم ووجه عندها الى الأخ/ رئيس مجلس الوزارء بالعمل على إعداد كادر جديد للإعلاميين على أن يتم وضعه بمشاركه نقابة الصحفيين اليمنيين.لماذ أذكر هذا الآن؟؟لقد حصلت النقابة على سيارة جديدة (ليلى علوي) وحصلنا على الموازنة الجديدة بمبلغ مليون ونصف ريال ابتدأ من عام 91م وارتفع المبلغ إلى خمسة عشر مليوناً بعد المؤتمر العام الثاني للنقابة بطلب من قيادة النقابة الجديدة وثم صرف قطعة أرض كبيرة للنقابة مساحتها (50 لبنة عشارية).والآن يعود الأخ الرئيس ويوجه بتمليك النقابة لمقر فرعها في عدن وإعطاءها مقر خاص في صنعاء وعلمت من الأخ النقيب / نصر طه مصطفى إن الاتصالات قد بدأت مع وزارة الخدمة المدنية حول رواتب وعلاوات ومكافآت الصحفيين .لماذا أذكر هذا الآن ؟لأذكر بأن الموقف بل المواقف الايجابية للأخ / علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية من الصحفيين ونقابتهم الآن ليست بجديدة أو طارئة بل هي كذلك من البداية منذ عام 90م .والسؤال الآن ترى كيف استفادت النقابة من كل ما قدمه الأخ الرئيس وما هو مستعد لتقديمه فقد أثبت لنا على الدوام اهتمامه بالصحافة والصحفيين ، كيف استفادت النقابة بما هو بين أيديها وهل حافظت عليه وعملت على تطويره ؟ هل خططت لما تريد القيام به خلال السنوات القادمة لمصلحة الصحافة والصحفيين وتقدم البلد وتطورها.من حقنا التقدم بمطالبنا والحصول عليها ولكن من واجبنا لعب دورنا في التنمية فبدونها لا نستطيع توزيع إلاّ ما انتجناه وجمعناه ، وحول دور النقابة هذا لنا حديث قادم .[email protected]تيليفاكس :241317