غضون
- تنتج السعودية نحو عشرة ملايين برميل من النفط يومياً، وتنتج بلادنا ما يزيد قليلاً على 300 ألف برميل، أي اقل بثلاثين مرة من جارنا الكبير، ومع ذلك نريد أن نعيش مثلهم ونتبع أنماط سلوك في العيش يجاري ما لديهم، وهذا غير معقول ولا مقبول خاصة وأن قلة من السكان عندنا هم الذين يتبعون هذا السلوك ويتأثرون بمعظم براميل النفط.نستهلك 110 آلاف برميل نفط يومياً في السوق، وهذا كثير، وهذه الكمية مدعومة من الخزانة العامة بمئات مليارات الريالات، أي أن الخزانة تصرف على النفط من أموال النفط والضرائب لكي يتم الحصول عليه بسعر مخفض.- قبل أشهر قال الرئيس جورج بوش إن مشكلة أمريكا هي أن الناس فيها مدمنو نفط! فرد عليه الخبير الاقتصادي لوفينز بالقول: حسناً لنقلل الكمية إذناً، فإذا كان إدمان المخدرات يتطلب تخفيض الجرعة فكذلك يمكن أن يفعل مدمن النفط.. وقدم ذلك الخبير عدة بدائل لخفض استهلاك النفط من بينها مثلاً اصنع أو اشتري سيارة أقل استهلاكاً للوقود.. لا تقم برحلة أو مشوار غير ضروري.. اختر سكناً قريباً من عملك أو مكان تسوقك.. والبدائل كثيرة.. بينما تكثر في سوقنا السيارات التي صنعت للسوق السعودي والتي تشفط الوقود شفطاً!.- وأصحاب هذه السيارات التي تستهلك نفطنا المدعوم لا يبالون بقضية الوقود سواء ارتفع سعره أو انخفض بحكم ثرائهم لدرجة أنهم عندما لا يحتاجون للسيارات يمكنون أطفالهم منها لشغل أوقات الفراغ و(الفحاط) واستفزاز الفقراء الخاسرين في النفط مرتين .. مرة لأنهم أقل المستفيدين من عائداته، ومرة لأنهم يدفعون من الخزانة العامة أموالاً لدعم أسعاره، وفي المقابل يكسب الآخرون مرتين .. مرة من الحصول على وقود مدعوم ومرة من خلال الاستفادة من عائدات النفط بحكم وظائفهم ومواقعهم.- إذا كان الرئيس بوش قد أهمل أفكار وبدائل ذلك الخبير الاقتصادي فإن حكومتنا أحق بالاستفادة منها.