وسط محيط ذكوري في سوق السيلة الشعبي
كتبت /فاطمة رشاد ناشر :في سوق السيلة في منطقة كريتر - عدن كان لابد أن نأتي إليها حيث اتخذت محلا لها.. محلا استطاعت من خلاله أن تبدأ خطوة من أحلامها .أم بشرى جمال هكذا عرفتنا على اسمها فهي خريجة ثانوية عامة /علمي حلمت بأن تدخل كلية الصيدلة وان ترتدي ذلك الرداء الأبيض ولكن لظروف قاهرة جعلتها تقف أمام تلك الأحلام المستحيلة وفي ظل الوساطة.أم بشرى ربما تفكيرها كان أول خطوة جريئة ونقلة نوعية لتغيير حياتها من خلال فتح ذلك المحل الخشبي الصغير في سوق السيلة لتخيط الملابس وتبيعها بنفسها لقد استفادت من هوايتها التي اتقنتها منذ الصغر فهواية الخياطة التي تعلمتها من المرأة التي ربتها لتشكرها طول حياتها عليها لأنها منحتها هذه الحرفة لتصل إلى أهدافها وطموحاتها من إنشاء هذا المشروع البسيط الذي استطاعت أن تثبت نفسها فيه التقيناها وحاورناها رأيناها مثالاً للمرأة المكافحة في الحياة أرادت أن تشارك رجلها العمل فكان لها هذه الوقفة الرائعة في الحياة .[c1]تفاصيل منها[/c] أم بشرى متزوجة ولديها طفلة فلقد وقف بجانبها زوجها وقفة رجل تقف أمامه بإجلال لأنه دعمها معنويا كثيرا منحها شئياً من فيضه لكي تبدأ وتصل إلى ماتريده ولكي تقف على أقدامها في هذا المجتمع الذكوري المتحفظ ولكن الحاجة تظل هي الدافع لكي تبدأ قصة الكفاح التي نسمع عنها ونقف أمامها بكل ذهول فالنقش في الحجر لاياتي من فراغ بل يأتي من معاناة تجعل الفرد يسعى إلى الأفضل وهذا ما تسعى إليه لقد فتحت المحل منذ أربعة أشهر من خلال مبلغ بسيط اقترضته من معارفها واستطاعت أن تمتلك هذا المحل وان تشتري بعض القماش لتبدأ مشروعها المتواضع برغم أنها كانت قد بدأت أول مشروعها في منطقة الشيخ عثمان وكان وجودها في المنطقة وهي تعمل في السوق أمر عادي ولم تجد أي مضايقات ولكن عندما انتقلت إلى منطقة كريتر كانت المضايقات تحاصرها من كل جانب لان المكان يحيطه الرجال ولكن العزيمة التي تمتلكها جعلت الجميع يصمت ويحترمها جل احترام وفي الحقيقة كما تقول أن تخرس مئات الألسن عن الحديث أو أن تقنعهم في هذا المحيط ولكن تظل العزيمة كما هي لايغيرها أية كلمة مجرحة بل الصبر لان كفاح المرأة ليس بالهين [c1]جهود حثيثة[/c]لم تقف في بدايتها الأولى حين فكرت بهذا المشروع بل أنها ذهبت إلى الجمعيات التي تدعم المشاريع الصغيرة إلا أن الروتين في المعاملة يصير متعب كثيرا والذي يعرقل أكثر من مشروع نسوي ولكنها لم تفقد عزيمتها في التغلب على الصعاب لأنها كانت اكبر من كل العراقيل التي واجهتها فلم يكن المال هو العائق فقط ولكن نظرة المجتمع لها فهي منذ أن فتحت المحل وحب الفضول في عيون من يراها حتى الزبون دخوله إليها هو بدافع انه رأى امرأة تقف في محل وسط محلات كل من فيها رجال فرغم أنها تملك مكينة خياطة قديمة بالكاد تفي الغرض إلا أنها تواصل مسيرة كفاحها ومسيرتها التي بدأتها دون أن يصيبها الملل والكلل لأنها تؤمن بأنها تستطيع الوصول إلى هدفها .[c1]أشياء[/c]مع كل عزيمتها أن مشروعها ينقصه الكثير كما تقول في ظل طموحها الواسع في تطمح بان تمتلك مكينة جديدة وحديثة وان يكون لديها رأس مال تستطيع أن تمشي مشروعها بشكل الصحيح وان تحقق طموحها في تحويل المحل إلى مشغل يضم كل امرأة تملك القدرة على الخياطة والتفصيل كما تقول إنّ المادة تقف عائقا أمامها فهي تحتاج الكثيرو الكثير ولكنها تقف عند الحاجة فكل الذي تشتريه من القماش تبيعه والدخل مايزال قليل والإمكانيات ضعيفة جدا برغم أن هناك حركة شراء وطلب كبيرة. [c1]اشراقة [/c]بعد كل هذه العزيمة والطموح تقول أم بشرى الرجل هو سر نجاح المرأة فلولاه ماكانت المرأة ناجحة ونجاحها هو نجاح زوجها الذي ساعدها كثيرا ربما تركناها في محلها لتواصل مسيرة كفاحها ولكنها لم تتركنا حماستها في وترك الخجل بعيدا لكي تصل إلى ما تريده بمساعدة زوجها فلها كل الأماني و لها كل النجاح .