على هامش ندوة العمل الخاصة بمفهوم الصحة الإنجابية في الإسلام
تعز/ المحرر:دشنت بمحافظة تعز مطلع هذا الأسبوع ندوة العمل الخاصة بمفهوم الصحة الإنجابية في الإسلام والتي نظمتها وزارة الأوقاف والإرشاد قطاع الإرشاد بالتعاون مع برنامج دعم قطاع الصحة والسكان ( مكون الأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان خلال الفترة 23 - 28 / 8 / 2008 م وقد تلقى خلال هذه الندوة نحو (105) من الخطباء وأئمة المساجد والمرشدين والمرشدات يمثلون مديريات محافظة تعز العديد من المحاضرات لتعريفهم بقضايا الصحة الإنجابية من منظور ديني وطبي وسكاني ورفع كفاءتهم في إيصال الرسالة السكانية التوعوية إلى الجمهور في مديرياتهم وقراهم .وعلى هامش الندوة التقت صحيفة 14 أكتوبر بالشيخ / مهدي صالح اليريمي والذي تحدث وبكل شفافية عن أهمية تنظيم الأسرة من منظور ديني والدور الذي يلعبه الطبيب أو المرشد في عمليات التوعية السكانية في قضايا الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وعن التحرجات التي يواجهها الخطباء والمرشدون أثناء حديثهم عن هذه القضايا ، وكيف يمكن التغلب على هذه التحرجات .. حيث أكد الشيخ مهدي الريمي أن تنظيم الأسرة من منظور ديني وشرعي لا يتعارض مع الشريعة ولا يتعارض مع العقيدة بل ولا حتى يتعارض مع تقاليد وأعراف البلاد فالتنظيم قد جاء به القرآن في قولة تعالى ( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين ) واليوم قضية تنظيم الأسرة وعندما يتكلم الأطباء عن الوسائل لتنظيم الأسرة فهو بديل عن العزل كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم “ كنا نعزل والقران ينزل “ فقد جاء ت السنة بقضية التنظيم وكذلك جاء الحديث عن الرسول (ص)أن رجلاَ جاء إلى النبي (ص) وقال له : يا رسول الله إن لي امرأة أو أمة تشتغل في النخيل وأنا أريدها أن تحمل ..افأعزل ؟ فقال له النبي (ص) : “إن شئت “ فقال شراح الحديث أراد هذا الصحابي أن يتزوج بهذه المرأة وأن لا تنجب لسببين الأول أن تبقى قوية على العمل والثاني أن تظل أيضاَ تؤدي حقوق الزوج . فكثرة الحمل والولادة يؤثر على خصوصية الزوج ويؤثر على صحة المرأة وعلى صحة الطفل ولهذا فنحن ندعوا إلى تنظيم الأسرة ونقصد به المباعدة بين الولادات بين مولود وآخر وليس كما يفهمها البعض أن قضية تنظيم الأسرة هو تحديد النسل ، فعندنا تنظيم وعندنا تحديد وعندنا قطع .. فالتنظيم هو الذي جاء به القران وجاءت به السنة أما التحديد فهو بإجماع العلماء والفقهاء بأنه محرم وأما قطع النسل فيجوز في حالة ولا يجوز في حاله مشيراَ إلى ان التوعية عبر الدروس أو عبر المساجد وخطب الجمعة والمحاضرات واللقاءات الفردية والمجالس الجماعية وسائل تساعد على إنجاح التوجه لتنظيم الأسرة ورد أيضاَ للشبهات لان بعض الناس قد ينظر إلى تنظيم الأسرة بنظرة خارجية على أنها مؤامرة خارجية على النسل وهذا كله بسبب الجهل . داعياَ الدعاة والخطباء وأئمة المساجد إلى الجلوس مع الأطباء المتخصصين ومع الطبيبات المتخصصات ليشرحوا لهم مخاطر الحمل والولادة وكثرة الإنجاب .. وأضاف نحن نقول لهم لابد من توازن بين دخل الفرد وبين الإنجاب فليس من المعقول مثلاَ أن ينجب الإنسان (8) أولاد أو (10) وراتبه محدود ففي هذه الحالة لا شك أنه سيضطر إلى أن يؤكلهم حرام وان النبي (ص) يقول : أيما جسم نبت في الحرام فالنار أولى به “ وقال مخاطباَ الخطباء والمرشدين الذين يتحرجون من طرح هذا الموضوع من خلال الخطبة أو المحاضرة ان الله يقول “ واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون “ فما المانع مثلما هو يدعي شيخ أو يدعي عالم ليلقى محاضرة أسبوعية أو درس أسبوعي ، ما المانع أن يتفق مع الطبيب أن يأتي إلى المسجد وان يجعله يتكلم عن الصحة الإنجابية من منظور طبي وصحي وهو يسانده ويساعده ويشرح له من منظور إسلامي وكذلك المرشدة فبعض المرشدين أو المرشدات قد لا يحسن الأداء أو قد لا يتجرأ فنقول للأخت المرشدة ما المانع أن تستعيني بطبيبة متخصصة في هذا الجانب وتدعيها إلى المدرسة .. بالإضافة إلى أن هناك منظمات مثل اتحاد نساء اليمن ، اللجنة الوطنية للمرأة بكل فروعها في كل محافظات الجمهورية ، لماذا لا يتم التنسيق مع القطاع النسائي مع منظمات المجتمع المدني وأن نطرح مسألة القضية السكانية من منظور صحي وتربوي واقتصادي وأخلاقي وغيره مختتماَ حديثه بالتأكيد على وجود قصور في الجانب التوعوي حول الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة ، محملاَ مسؤولية التقصير وزارة الصحة والمجلس الوطني للسكان باعتبارهم يعلمون ما لا يعلمه الخطيب ، فعليهم أن يأتوا إلى الخطيب لا أن يأتي إليهم ، وأن يأخذوا بيد الخطيب ويقولوا هذه مشكلتنا .. فما من مشكلة في الحياة إلا وأوجد الإسلام لها الحل فلا بد أن يكونوا شركاء حتى تنجح وتصل الرسالة بشكلها السليم والصحيح إلى كافة فئات المجتمع .