صباح الخير
إجراء صارم قامت به دائرة النظافة في العاصمة التجارية عدن تمثل بإلزام جميع الباعة المتجولين والمفترشين للطرق وجوانبها الانتقال إلى سوق السيلة الشعبي الذي كان قد تم نقلهم إليه قبل عدة سنوات ولكن لبعد الموقع , ومعاناة الباعة فيه من كثير من المشاكل التي نفرت الباعة وجعلتهم يعودون إلىأدراجهم من حيث أتوا بينما أستقر البعض الآخر وتقبل الوضع بما هو عليه في انتظار أن يتحسن وضع السوق , ولكن بقاء السوق على ما هو عليه وبما يعاني من عيوب أدى إلى عودة الباعة إلى الشوارع ثانية , فالسوق الجديد بعيد ويفتقر إلى كثير من المقومات التي تغري البائع بالبقاء فيها والمشتري بالتوجه إليها , فعاد الباعة من جديد إلى الشارع .هذه المرة قرار صندوق النظافة جاء أكثر جدية وصرامة وتم تشكيل مطاردة شبه يومية لهؤلاء الباعة لإجبارهم للعودة إلى السوق , وبالرغم من معاناتنا كمواطنين من جراء نقل هؤلاء الباعة , إلا إننا لا نفضل حالة الفوضى والقذارة التي آلت إليها الشوارع والمضايقات التي عانى منها الراكب والراجل على حد سواء .وقد ساهم نقل حركة المواصلات إلى سوق السيلة في إعطاء بعض الأهمية للموقع من خلال زيادة حركة المواطنين فيه , والتي كانت أحد مسببات هروب الباعة من الموقع من قبل , إلا أن الموقع ظل على حاله وبسيئاته ولم تنفذ أي من الوعود التي أعطيت للباعة في تحسين حال الموقع , وأولها رصيف أرضية الموقع حتى لا يعاني الباعة من تلف في بضائعهم خاصة في مواسم الأمطار والرياح وأيضاً في توفير مناخ جذب للمشتري إلى جانب افتقار الموقع إلى أبسط شروط التنظيم , وضعف الإنارة التي تم توفيرها في الفترة الأخيرة , ولكن عاقل السوق سعى إلى إيقافها لأنها قطعت عليه باب رزق كان يكتسب منه بمد الكهرباء للباعة وأخذ (100) ريال يومي من أصحاب العربات , وهذا ما شكى منه الباعة , وأتمنى ألا يتم التراجع عنه بعد أن عانينا من الفوضى في شوارع مدينة عدن , وما نراه الآن من نظافة وطرقات فارغة تسهل حركة الناس والسيارات وانعدام الضوضاء , مما سمح حتى للهواء بالمرور عبر الشارع بعد أن سدت جميع المنافذ أمامه من قبل .ونحن بانتظار أن يتبع هذا مزيد من الاهتمام بالشوارع الداخلية لمدينة عدن وما نراه إن هذا التوجه قيادة المحافظة بصدده إضافة وتنظيم حال الطرقات وتوسيعها وتحديد طريق الماره وطريق السيارات , وعلى البلدية أن تبحث عن أكثر من موقع تضم فيه هؤلاء الباعة لمختلف أنواع البضائع وأن توجد أسواق شعبية متخصصة في أكثر من موقع في المدينة , وحتى يتسنى للبائع أن يتحصل على رزقه ما دامت البطالة قائمة وأن يتحصل المواطن التعبان على بضاعة رخيصة مادام يعاني من وضع اقتصادي صعب .