حدث وحديث
يصادف يوم 30 نوفمبر 2007م الذكرى الـ 40 للاستقلال الوطني يوم جلاء أخر جندي بريطاني من أرض الوطن الحبيب في مدينة عدن الباسلة مدينة البطولة والشموخ والتي كانت ومازالت رمزاً للوحدة الوطنية ، حيث احتضنت ومعها أبناؤها الأحرار من القوى الوحدوية الوطنية وإخوانهم من أبناء الحركة الوطنية في شمال الوطن سابقاً وعلى رأسهم الزبيري والنعمان وقدموا لهم كل المساعدة والعون إنها قيم وأفكار الحركة الوطنية العالية والنبيلة والتي نسترشد بها في ظل مسيرتنا الوحدوية الشامخة والراسخة رسوخ جبال شمسان وردفان وعيبان.إن احتفالنا بذكرى الـ 40 للاستقلال الوطني والذي جاء بعد أربع سنوات من انطلاق ثورة 14 أكتوبر 63م المجيدة التي انطلقت من قمم جبال ردفان السماء لتعلن بدء الكفاح المسلح الذي خاضه العديد من الثوار المناضلين من مختلف القوى السياسية المتواجدة في جنوب الوطن ضد الاستعمار البريطاني وقدم أبناء الشعب من مختلف انتماءاتهم السياسية على امتداد ساحات الكفاح المسلح قوافل من الشهداء من أجل الوصول إلى هذا اليوم العظيم الذي تم فيه جلاء أخر جندي بريطاني وتم إعلان الاستقلال الوطني للجزء الجنوبي من الوطن في الـ 30نوفمبر 67م.وفي 30 نوفمبر 89م تم التوقيع على اتفاقية إعلان الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م حيث أعلنت قيام الجمهورية اليمنية والتي رحب بها العالم أجمع كون هذا الإعلان جاء في الوقت الذي كان فيه الطرف الآخر يتفكك فالاتحاد السوفيتي الدولة العظمى من حيث القوة العسكرية والتي كانت تحقق التوازن العسكري الدولي مع الولايات المتحدة الأمريكية انهارت وتمزقت فكانت الجمهورية اليمنية النموذج الفريد الذي يتوحد ويقوى بوحدته في زمن التفكك والضعف لبعض الدول الأخرى .. وتنفس أبناء اليمن الصعداء بالمنجز التاريخي الكبير والذي وفر لهم الحرية في التنقل وإبداء الرأي والتعبير واعتماد التداول السلمي للسلطة عبر المشاركة الفاعلة في الانتخابات الحرة والمباشرة وعاد العديد من أبناء المحافظات الجنوبية من القوى السياسية الخيرة والتي كان لها دوراً كبيراً في الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني إلا أنهم لم يتمكنوا من الاحتفال بيوم الاستقلال لعدم استيعابهم من قبل أولئك الذي استلموا الحكم بعد خروج أخر جندي بريطاني،خرج العديد من المناضلين والثوار مجبرين للحفاظ على أرواحهم وأسرهم إلى أحضان أخوانهم في الجزء الآخر من الوطن الذي وفر لهم كل سبل العيش الآمن وأتاح لهم بل وفتح لهم المجال واسعاً لمن يريد في المشاركة السياسية وبالفعل شارك عدد منهم في الحكومات المتعاقبة وعلى رأسهم الأستاذ/محمد سالم باسندوة وآخرون غيره ممن تقلدوا مناصب في الدولة والبعض الآخر ذهب اختياراً للعمل التجاري الخاص ويشق الجميع طريقهم وعاشوا حياة كريمة وهانئة بين أخوانهم مرفوعي الرأس مشمولين بالحب والمودة، وفي ظل الوحدة المباركة تمكنوا من المشاركة في الاحتفالات بمناسبة استقلال جنوب الوطن وهم الذين ظلوا محرومين لفترة طويلة من الزمن من المشاركة إبان الحكم الشمولي بالرغم من أنه كان لهم دوراً فاعل في الكفاح المسلح حتى تحقق الاستقلال الوطني.أنهم بحق ثوار مناضلون طمس البعض دورهم وشوهوا التاريخ ليلغوا الدور الكبير والعظيم والمشرف الذي قدمه هؤلاء المناضلون من مختلف القوى السياسية وهاهو اليوم في ظل الوحدة المباركة استعاد الثوار تاريخهم البطولي ليسجل لهم التاريخ وبحروف من نور ويشهد لملاحمهم البطولية ضد الاستعمار البريطاني، ومهما طال الزمن أو قصر فلا بد أن يسطع نور الحقيقة وهجاً وذلك لأن الشمس لاتغطى بمنخل كما يقال في الأمثال، فليتذكر من طمس عمداً وشوه حقداً تاريخ الكفاح المسلح ومشاركات الكثير من الوطنيين والثوار الأبطال فيه فكيف يحترق اليوم من محاولات التقليل من دوره وتاريخه ومن الانتقاص من رموزه التي يتعرض لها من قبل أولئك الموصوفين بالمزايدين والانتهازيين كم هو هذا الفعل دنيء ومشين فليتعظ الجميع بعد الآن ولتكون عبرة لمن يريد أن يعتبر ونعود جميعاً إلى جادة الصواب وإعطاء كل فرد أو جماعة أو فصل سياسي حقه بقدر مايستحق ويقول الله سبحانه وتعالى:"ولاتبخسوا الناس أشياءهم".وهاهو الوطن اليوم يتسع للجميع ونتمنى أن يتسع الجميع للوطن في المشاركة الفاعلة في التطور والنمو المنشود ووفق الله الجميع لما فيه رقي وتقدم العون والمساهمة في الحفاظ على وحدته وسلامته.والله الموفق