
قبل عام أو أقل، كانت كثير من قرانا في الريف ومدننا مضربا للمثل في الأخلاق، في التماسك، في الاحترام والتعاون. كانت القرى تفاخر بشبابها، وكانت تعرف برجالها وصفاء سلوكهم... واليوم، تغيرت الصورة، بل انقلبت رأسا على عقب، فأصبحنا نسمع عن شجارات بين الإخوة، واشتباكات بين أبناء القبيلة الواحدة، ومصابين وضحايا كل فترة.. اخبار لاتسر خاطر احد وقد يكون السبب احيانا مخدرات… وشبواً… وضياعاً..
إن ما يحدث ليس حدثا عابرا، وليس قضية أمنية فقط، بل هو انهيار قيمي، وسقوط في مستنقع الفوضى الأخلاقية، سببه الأول هو الفراغ والإهمال، وغياب التوجيه، والسكوت القاتل من المجتمع والأسرة والمثقفين والنخب وكل الجهات المسؤولة.
الشبو والمخدرات ليست تجربة شباب طائش.. كما يقال، بل هي إبادة جماعية بطيئة لجيل بأكمله. من يقع في فخ هذه الآفة لا يهلك وحده، بل يجر وراءه غيره من كل عزيز وينشر السموم بين أصحابه، ويغرس في المجتمع بذور الفوضى والتفكك والكراهية.
أيها الأهل، يا قبائل محافظات اليمن وكل مدنها واريافها، يا مشايخ البلد وعقالها، يا معلمون، يا أئمة المساجد يا اهل الحكمه والبصيرة يا مسؤولون في مواقعكم.. انتبهوا.. انتبهوا.. انتبهوا!
الوضع لم يعد يحتمل التأجيل أو التهوين. نحن أمام نار تتسع رقعتها يوما بعد يوم، إن لم نطفئها الآن سنحترق جميعا بها.
اليوم وغداً.. نحتاج إلى حملات توعية صادقة وشاملة، إلى تحرك شعبي وقَبَلي موحد، إلى قوانين صارمة وغرامات مالية لكل مروجيها إلى رقابة من الأسرة، إلى مؤسسات تعليمية ودينية تقوم بدورها كما ينبغي. نحتاج إلى إعلام صادق ينبه ويحذر، لا إلى صمت مريب أو تبرير مرفوض.
أيها الشباب الجديد..
أنتم روح الوطن واهله ونبضه، لا تسمحوا لأحد أن يسرق منكم مستقبلكم، لا تنخدعوا بكذبة الصداقة والحب والنشوة المؤقتة، فأنتم لستم أداة في يد تجار السموم. أنتم أملنا، فكونوا كما عهدناكم، عونًا لبعضكم، سدًّا في وجه هذا الطوفان، وراية فخر لبلادكم لا خنجرا في خاصرتها.. فهل من مجيب..! ؟