إن المراقب لهذا الجنون الأعمى، الكامن اليوم في مستنقع دعاة الفتنة الطائفية، وفي هذه ( الثورة المضادة ) وأعوانها، وحلفائها .. هذا الجنون الذي يريد أن يناطح جبال الإرادة الشعبية برئاسة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، وحكومة الوفاق الوطني، ويريد أن يناطح رياح التغيير، والثورة؛ التي فرضتها، وكانت سبباً فيها سياسة القهر، والضم، والهضم، والإذلال، والإفقار، ويريد أن يناطح إرادة المجتمع الدولي؛ المؤيدة لإرادة جماهير الشعب اليمني؛ سيكتشف دون شك تلك الروح الانتحارية المجنونة؛ التي تقود هذا التيار الإرهابي، العدواني، الهمجي، والتي ما عادت تضع وزنا لشيء سوى القتال من أجل السلطة، والوصول إليها من جديد، ولو كلفت المسألة دمار الأخضر واليابس، وإهلاك الحرث والنسل، ولو تطلب الأمر الاستعانة بإبليس الرجيم، وهو ما يحصل حالياً من الاستعانة بالقاعدة، والحوثيين، والحراك المسلح، وبعض القبائل الفقيرة غير الواعية بمصالحها، والتي كان هذا الجنون السلطوي الأرعن بممثليه السبب الوحيد والحقيقي في إفقارها وتجهيل مجتمعاتها عندما كان يسوس البلد في عهده الطاغوتي الأسود بسياسة ( جوع كلبك يتبعك).
لقد فشلت بفضل الله، ثم بحكمة فخامة الأخ الرئيس، والتفاف جماهير شعبنا حول قيادتها السياسية، ويقظة قواتنا المسلحة والأمن .. لقد فشلت كل المكائد السابقة ، وآخرها محاولة الانقلاب الفاشلة الأخيرة؛ مع ما كان قد وضع لها من إعدادات واستعدادات جهنمية على مختلف الصعد، ومن جهة الممول الرئيسي وتحالفه .
والواقع أن هذه المحصلة المخزية والمخيبة لآمال قوى الثورة المضادة؛ لم تكن بالمحتملة على الإطلاق، ولاسيما بعد ذلك الإعداد الجهنمي الشامل، ولكنها كانت النهاية الطبيعية !! وخصوصاً في ظل الإرادة الشعبية الرافضة لهذا العبث، وهذا الاستهتار الجنوني بمصير الوطن والشعب، ولهذا كان طبيعياً كذلك أن تخرج الرؤوس المدبرة عن طورها، ومن جحورها، وهكذا؛ فقد رأيناها ـ تفضح نفسها، وتكشف سوءتها تماماً أمام الرأي العام المحلي والدولي، وبكل ما تملك من حماقة وغطرسة ووقاحة تستدعي منا جميعاً، وعلى الدوام وضعها في الحسبان، وبالقدر المناسب من الاهتمام .
وهانحن اليوم نرى هذا الجنون الإرهابي المتحد متواصلاً، ويريد أن يكون جارفاً باتجاه الانتحار .. نرى كل ذلك يتم الآن في ظل أجواء التحقيقات الدولية لتحديد المعرقلين لسيرورة العملية السياسية لبناء اليمن الاتحادي الجديد، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل، وإعادة هيبة الدولة على أرضها، والعمل الحكيم لاستعادة اسلحة الدولة من المليشيات، والجماعات المسلحة .
لقد ذهبت هذه القوى بهمجيتها المجنونة منذ البداية، وما زالت تتجه بإصرار لضرب هذه الجهود، وإلحاق الضرر بمصالح البلد، واقتصاده، وأمنه، وتفجير الأوضاع هنا وهناك، وافتعال الحروب، المذهبية، والسلالية، والقبلية، ودفع قوى الرعب والإرهاب؛ المتحالفة، والمنسقة معها؛ في مسعى حثيث لإعادة الكرة، وسيناريو المؤامرة الخبيثة المندحرة قبل أسابيع، ومن ذلك كما رأينا إعادة بث قناة المؤامرة ( اليمن اليوم ) من جنوب لبنان لإفشال أداء الدولة والحكومة بكل السبل والوسائل، ومن ذلك قوى الفساد التي ما زالت تعبث، بل تبث سمومها بكل حرية في مفاصل الحياة، لدفع المجتمع والدولة إلى هاوية الإنهيار .
ولكنا مع ذلك سنظل نقولها بثقة، وبعيداً عن الغفلة، ونحن في خنادق حذرنا، ويقظتنا : إن عجلات الزمن قد تحركت إلى الأمام، وإن المستقبل خيار كل الأحياء، وأن شعبنا قد انحاز إلى غده، وآماله، وأن المؤامرات على مستقبل الأمة ستبقى عبثاً ًمقززاً، وفشلاً ذريعاً، ومتواصلاً لعقول تجاوزها الزمن، وعاث فيها العجز حتى الغثيان .