لقد أصبحت حواري، ودوامات اللعب، والعبث بمستقبل هذا البلد الآن مكشوفةً، بل هي تحت المجهر الدولي، ومناظير العالم .. هاهي تتكشف أولاً بأول، وتشير إلى سخف اللاعبين في الأوقات الضائعة، وقلة عقولهم؛ وهم يسحبون أنفسهم، وكروشهم كالعادة، ولكن هذه المرة إلى المصائد؛ فالزبالات، والفضائح، وبئس المصير !!
بل لقد أصبحت كل خطاهم الآن، وبما فيها العمليات السوداء، والمرعبة لتهريب الأموال المنهوبة من خزينة الشعب إلى المصارف، ورؤوس الأموال العالمية، فضائح متوالية، وهاهي لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن تركز الآن على هذه المسألة؛ باتجاه كشف ألاعيب، والعمليات التي لا حصر لها، ومنها : مسارات الأسلحة الحديثة جداً، والثقيلة، التابعة لمكافحة الإرهاب، وحماية أركان الدولة، وخصوصاً التي كانت في عهدة الحرس الجمهوري، والتي دخلت خزائن الدولة، وتلك التي لم تدخل، ثم أصبحت بعد ذلك كلها، وعلى أيدي ( حمران العيون من العويلة ) في آخر الزمان؛ حكايات تروى من قبل أن تكون، بعد أن خرجت ( مع كثير من البشر المؤهلين، والمعدين إعداداً قتالياً عالياً من الذين يقومون اليوم بالعمليات النوعية، والاغتيالات الرهيبة لحساب القاعدة والحوثيين ) اقول : بعد أن خرجت ( هذه الأسلحة ) من خزناتها الموثقة، ثم ضلت ( مع تلك الكوادر عالية الإعداد ) الطريق، وغادرت معهم الوطن؛ إلى مشاريع ( القاعدة المصطنعة ) ومشاريع المجوس التي لوثت الحياة في بلاد صعدة الغالية، المغلوبة على أمرها .
وبالفعل؛ لن نبالغ إذا قلنا : إنهم قد أرادوا أن يقاتلوا الوطن، وقيادته، بسلاحهم، ورجالهم، وأن يقاتلوا الثورة بمال الوطن، والشعب، وبرجال، وأبناء الوطن، وأن يحرقوا الأخضر واليابس بكل جميل، فعملوا على تحويل خزينة الوطن إلى قربة مخروقة، وهاهو وزير المالية، ووزير الخدمة المدنية يصرحان في اجتماع متابعة تعهدات المانحين ( بكل ألم ) بأن الدولة تصرف تريليون ريال سنوياً، وأن لا أحد يعرف لمن تصرف .
وما ذكره الوزيران غيض من فيض، ولا غرابة فيه؛ فقد علمنا الأعداد المذهلة لقوى الأمن ـ على سبيل المثال ـ التي لا يُعلم منها إلا أسماء كبار المسؤولين فيها، المذكورين في الأخبار، والمراسيم، والذين لم يستطيعوا.إن كانوا موجودين حقاً بأعدادهم المذكورة، وبشخوص حقيقية ـ لم يستطيعوا حتى اللحظة مجرد حماية أنفسهم من أعمال الاغتيالات اليومية لهم ولأفراد أسرهم؛ فضلاً عن حماية أمن الدولة والمجتمع، ورأينا حتى الغثيان كيف ظلت أنابيب النفط، وشبكات الكهرباء ( حتى أمس الأول الأربعاء ) هدفاً للمخربين المعروفين لدى أجهزة الدولة، دون أن تتمكن أجهزة الدولة والقضاء من إيقافهم عن غيهم؛ بسبب الحماية والحصانة، ورأينا كيف تحول البلد إلى مستورد للنفط ومشتقاته، وكيف جندت الثورةُ المضادة ثعالبها في أجهزة الدولة، والإعلام في إحداث الأزمة التموينية والكهربائية، ومن أول أيام الامتحانات شهادتي الأساسي والثانوي، وفي عز الحر حتى بلغ السيل الزبا، وصولاً ـ كما ظنوا ـ إلى ما كانوا يأملون فيه من الإطاحة بالدولة الاتحادية الجديدة .
ولكن .. خابت كل آمالهم، ورجعت السهام المجنونة إلى نحورهم، وهاهي العملية الانقلابية الأخيرة الفاشلة ( كالعادة ) بفضل الله، ثم بفضل يقظة الشرفاء في القوات المسلحة والأمن .. هاهي تتكشف، ويتعرى صناعها أمام المجتمع الدولي، وتحديداً في اجتماع مجلس الأمن الأخير الذي بحث الحدث باستفاضة، وخصوصاً علاقة الثورة المضادة، وزعيمها .. وهو الاجتماع الذي أخذ أكبر حيز من النقاش، وناقش أيضاً التوسع الحوثي بقوة السلاح ورفض الحوثيين الحل السياسي .
وهاهي العملية تتواصل بكشف ما كان قد دبر مؤخراً من عدوان، وما كان قد توعد به علناً أحد قادة الإمامية الاثني عشرية الحوثية، وتحديداً التهديد بنسف منزل رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ووزيري الدفاع والداخلية، والذي كان قد انبنى على أساس استغلال منافذ مياه السيول للدخول والتفجير .
وإذا كانت عقلية الدمار، ومسلك التسلح، والتآمر قد مثلا عوائق حقيقية، وصارا محل قلق المجتمع الدولي، وعقبة كأداء في مواجهة طموحات الإنسان اليمني، في بناء الدولة الحديثة، وتنفيذ مخرجات الحوار، والانطلاق صوب المستقبل؛ فإننا نعتقد جازمين اليوم، وانطلاقاً من إرادة شعبنا، وفي المقدمة القوات المسلحة والأمن، الملتفة حول قائدها فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية، أن أولئك العابثين إنما يختارون بجنونهم الأعمى، وبالسباحة في مواجهة التيار الجارف، الانتحار المؤكد، وأنهم سيجدون أنفسهم حتماً، وفي يوم قريب، وقبل أن يطلع عليهم نهار؛ سيجدون أنفسهم جزءاً ممقوتاً من عفونة الماضي .. وهاهي الدروس تأتيهم صباح مساء، وهاهو شعبنا يؤكد عزمه أفعالاً حية على كل صعيد، وهاهو العالم يجدد دعمه بالقول والفعل لاستقرار ووحدة اليمن، ولتنفيذ مخرجات الحوار، ويؤكد حرصه على العمل مع فخامة الأخ الرئيس لتعزيز نجاحات العملية السياسية، موكدين أن مخرجات الحوار الوطني الشامل تمثل انجازاً حضارياً وتاريخياً، وأنها ستضع؛ مع ما ستثمر عنه من دستور اتحادي، جديد؛ اللبنة الأساسية ليمن ديمقراطي، آمن ومزدهر لكل اليمنيين، ودون استثناء .