يحملون الأمنيات بأن يودعوا أمراضهم ومعاناتهم, وحول بطونهم يربطون (الصرر, جمع صرة) بها كل ما جمعوه من مال حصلوا عليه باعتباره تحويشة العمر والبقية سلف ودين.. آه منك يا بلد.
ابعث بهذه الاستغاثة إلى كل من رئيس الجمهورية فخامة الأخ عبدربه منصور هادي ودولة معالي رئيس الوزراء الأستاذ محمد سالم باسندوة ووزير الصحة يكون من كان، استغاثة مفادها أن أبناءكم وآباءكم وأمهاتكم وأحفادكم من أبناء شعبنا اليمني الطيب الصابر يتلطمون في كل دول الدنيا ومستشفياتها بحثا عن علاج.. فماذا أنتم فاعلون.. يا جماعة من العيب والمخزي والمذل أن نكون شعباً تعداده فاق العشرين مليون نسمة ولا يكون في هذh البلد مستشفى نظيف محترم نثق في كوادره وعلاجاته وفحوصاته!.
هل كثير علينا كشعب أن تحكمنا حكومات منذ خمسين عاماً وأقامت علاقات دبلوماسية مع أكثر من خمسين دولة في العالم وعجزنا حتى الساعة عن بناء مستشفى حقيقي نجد فيه العلاج والشفاء لأهالينا في كل الوطن؟.
يا فخامة الرئيس.. يا دولة رئيس الوزراء.. ان رحلة طيران اليمنية (صنعاء- القاهرة- صنعاء) أو (عدن- القاهرة- عدن) تسمى طائرة المرضى.. تخيلوا معي أن أكثر من ست رحلات في الأسبوع كلها أو معظمها للعلاج وأنكم يا فخامة الرئيس.. يا دولة رئاسة الوزراء تدفعون المليارات من الريالات سنوياً ومئات الملايين من الدولارات كمساعدة علاج في الخارج.. والله لو جمعنا ما صرفتموه - شاكرين للمساعدة العلاجية - في عامين لاستطعنا أن نبني مدينة طبية وليس مستشفى فحسب.
بقي أن نقول إن ما سوف تقرؤونه في هذه السطور القليلة الواردة هو أقرب ما يكون إلى بلاغ للنائب العام بحق وزارة الصحة.. وفروعها في كل المحافظات والأسباب كالتالي:
أولا: أكثر من ثمانين في المائة من فحوصات التشخيص التي تقوم بها مختبرات الفحص الطبي تكون نتائج التشخيص خاطئة.. وأعطيكم ثلاثة أمثلة تعرفت عليها في القاهرة وهي على النحو التالي:
أولا: زوجة وأم لطفلين تم تشخيص حالتها بمرض الكبد (فيروس الكبد) باع زوجها وطلب وتسلف وسافر بها للقاهرة وطلعت نتائج فحص عدن خاطئة والحرمة لا عندها كبد ولا فيروس الكبد ولا يحزنون.
ثانيا: زوج مدرس وله عدة أولاد سافر للقاهرة لإجراء عملية استئصال سرطان من الدماغ بعد فحصه في عدن ولكن الذي حصل أن تشخيص مصر جاء أن الرجل عنده في رأسه كيس دهني وليس سرطاناً!.
ثالثا: زوجة وأم نتائج الفحص في عدن قالت إن عندها تكلسhW في كليتيها لكن نتائج فحص القاهرة أفادت أن الحرمة عندها التهابات حادة في المبيض وليس الكلى.
إذن أخطر شيء يواجهه المواطن في هذا البلد التشخيص الكذاب الذي يجعل المريض يدخل في أزمة نفسية ومالية واجتماعية ويودع أهله لأن التشخيص أفتى أنه سيموت من القلب قريبا.
يا وزير الصحة أنقذونا من فساد المختبرات ونتائج الفحوصات التي تأكل فلوسنا وفلوس الغلابة في هذا البلد المغلوب على أمره.
يا وزير الصحة.. يا فروع وزارة الصحة اعملوا حملة دائمة على المختبرات الوهمية التي تدفع الأطباء إلى صرف روشتات علاج (أدوية. حقن. الخ) بناءً على نتائج الفحوصات، ولأن الفحوصات خاطئة فإن العلاج يكون خاطئا والنتيجة أن إدارة المختبر والدكتور وبدلا من استعجال علاج المريض وشفائه يقطعون له تذكرة ذهاب بدون عودة.
يا وزير الصحة عندنا آلاف المستشفيات الخاصة ومئات الآلاف من المختبرات الصحية فمتى زارهم واحد من إدارة التفتيش الصحي..الخ.
يا وزير الصحة, المختبرات الصحية في هذا البلد واحدة من أخطر دوائر توزيع الأمراض لا معالجة الأمراض لذا فإن الفحوصات الخاطئة والعلاج الخاطئ هما من جعلا الأمراض عملة يمنية متداولة!! وعجلا في وفاة الشباب والرجال والنساء.
يا وزير الصحة أعيدوا النظر في منح تراخيص المختبرات والمستشفيات الخاصة التي تأكل مال المريض أولاً ثم تأكل روحه وتدفنه وفي حساب عمره الافتراضي لايزال رصيده فيه الكثير.
والخلاصة أنه عيب أن لا يكون في البلد مستشفى نظيف ومحترم ويقدم علاجاً للمرضى لا يعجل في موتهم.
وعيب أن تصرف الدولة مليارات على نفقات ومساعدات علاج في الخارج ولا يكون معنا صحة في البلد.
وعيب أن تمنح تراخيص المختبرات لتجار الموت لا لملائكة الرحمة في المختبرات والمستشفيات.
وعيب أن يكون لدى بلادنا علاقات دبلوماسية مع أكثر من ستين دولة ولا نستطيع الاستفادة من تلك العلاقات لبناء صحة في البلد.
أخيراً هذا الموضوع هو دعوة للنقاش وندعو الجميع للكتابة فيه وحوله.. والله من وراء القصد.
للتأمل
العالم المتحضر لا يجامل في القضاء ولا الصحة ولا التربية والتعليم.