لا احد بمقدرته تصور الاحداث التي توالت على الوطن خلال الفترة السابقة ما بين اغتيالات ونهب وبطش وتخريب والتي كانت المرحلة الصعبة في تاريخ اليمن الجديد ما بعد ثورة الشباب السلمية، لكن حتماً تظل الحكمة اليمانية هي السابقة لذلك واستطاع المواطن وبقيادة الرئيس هادي ان يجنب اليمن ويلات الفتن والانزلاق نحو حروب اهلية وسط شعب مسلح كان بإمكانه ان يحرق ارض وطنه بأول شعلة نار.
لقد كانت فترة حرجة بلا شك ووقعت كل ذلك على عاتق فخامة الرئيس هادي، حيث لم يخذل هذا الشعب وظل متمسكاً بعهده في تحقيق الامن والأمان والعدالة والحرية الكاملة وقام بقيادة سفينة الحوار نحو اليمن المنشود الذي لطالما حلم به اليمنيون وها هو الآن يتحقق.
رغم الصعوبات والتحديات التي واجهها المتحاورون في الموفمبيك خلال مشوارهم الفعلي والعملي في سبل تعزيز نهضة اليمن ارضا وشعبا وخروجها من عنق الزجاجة والعبور بها نحو جسر الامن والامان، الا ان كانت الحكمة اليمانية هي الحاكم الفعلي لتلك التحديات وتم تجاوزها بتكاتف الجميع على طاولة واحدة وتحت سقف واحد.
لقد اختار اليمنيون ربيعهم الثوري بموافقتهم بمؤتمر الحوار الوطني واستمرارهم بدعم جهود الرئيس هادي ورفاقه السياسيين نحو ما يصب به امن واستقرار اليمن.
لقد كان 25 من يناير الماضي محطة انطلاق ومرحلة جديدة من مراحل بناء الدولة المدنية،، دولة الحرية الديمقراطية دولة الامن والسلام ،، دولة العدالة الانتقالية، دولة اليمن الجديد الذي سعى اليه رواد التغيير بثورتهم الشبابية وقطعوا حاجز العبور نحو مرحلة تاريخية تجسد واقع اليمن الجديد ومستقبله المشرق.
لقد كان الاحتفال بنجاح مؤتمر الحوار طعنة خنجر في ظهر رواد افشال العملية الانتقالية وصفعة قوية في جبين من يريدون العبث بالوطن وامنه واستقراره ويسعون الى عرقلة مؤتمر الحوار الوطني عبر تعليق مشاركاتهم في قاعة المؤتمر ومخطط الاغتيالات التي كانت من نصيب عبدالجليل نعمان وعبدالكريم جدبان واحمد شرف الدين الذين اغتالتهم ايادي الارهاب لتضييق مصلحة الوطن وانتشار الخوف في شوارع اليمن.
لقد كان مؤتمر الحوار الوطني بوابة لجمع الفرقاء السياسيين على طاولة واحدة وتحت سقف واحد واستطاعوا بذلك نزع الخلافات والصراعات ولو بأقل المؤشرات مما اعطى لهم اكبر قدر ممكن للمضيء نحو استشراق شمس الامل وروح التفاؤل ليمن جديد كاد ان ينخرط ويتجه وينحدر بشعبه الى حافة الانهيار.
ان المرحلة الجارية والتي تعتبر المرحلة الفاصلة لنهضة بلد واستشراق وطن تتطلب منا جميعاً ان نقف يدا واحدة في انجاح مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وان نؤسس دولتنا الجديدة دولة الدستور والقانون والعدالة الانتقالية.
فبلا شك سوف تكون هناك عقبات امام نجاح مخرجات الحوار ،، لكنه ليس صعباً على الرئيس هادي تجاوزها، فقد استطاع بتوازنه وقدرته الحكيمة وبجانب الشعب اليمني ان يتجاوز كافة التحديات وهذا مرهون بوحدة الجميع نحو تحقيق ما كنا نسعى اليه وان نتحول من مرحلة القول والتأسيس الى مرحلة الفعل والبناء.!
[email protected]