وبما ان الأسرة هي اللبنة الاولى الرئيسية وهي الحاضن المهم لهؤلاء الفتية وعليه فانها هي نفسها أما ان يكون دورها ايجابياً أو سلبياً.
وسلبية التأثير الأسري تكون في تفكك هذه الأسرة، كثرة الشجار بين الوالدين، طلاق الوالدين وغياب احدهما، انشغال الوالدين عن الشباب قد تدفع هذا الشاب إلى الشعور بالحرمان والخجل وتأخذه إلى الانطواء على الذات مما يدفعه إلى تناول مادة مخدرة تمنحه جراءة مؤقتة تدفعه إلى طريق الادمان.
ومن العوامل التي تدفع الشباب إلى تعاطي المواد المخدرة هو ارتماء هذا الشاب أو الفتى في احضان رفاق السوء حيث ان تأثير رفاق السوء يكون في أحايين كثيرة أقوى من تأثير الاسرة عليه.
وهناك عوامل اخرى ولكن ليس لي ان أقف عليها في سطوري هذه، لأن وكما قلت سابقاً الامر يحتاج إلى جهود مكثفة ومن جهات متعددة تعمل كفريق واحد للبحث في موضوع الإدمان ودراسته دراسة متأنية، فاحصة وبمسؤولية ووضع المعالجات الجادة وتكون بمستوى التحدي الذي تضعنا امامه هذه الآفة.
يقول أحد المتابعين لحالات الادمان متابعة غير مباشرة، بأن الفتى لا يذهب مباشرة إلى تعاطي المادة المخدرة، بل ان هناك قبل ذلك تعاطي مواد اخرى منها السيجارة، حيث يبدأ الفتى في سن صغيرة، (ربما 15 ـ 16 سنة) بالتدخين وبالتدرج ومنها تعاطي الفتيان لما يسمى بالشمة وايضاً منها (شم مادة البترول)، شم المواد الصمغية وعموماً المواد التي تسمى (مواد طيارة) ثم يتحول الفتيان إلى تعاطي المواد المخدرة ويكونون على استعداد إلى هذا التحول متى ماوجدوا أرضية مناسبة وعوامل مختلفة منها كما ذكرنا سابقاً التفكك الأسري ورفاق السوء وتوفر المال. نعم، توفر المال، فبعض الأسر تعطي لأبنائها المال الوفير ولكنها تمنع عنهم أشياء أخرى هم بأمس الحاجة إليها أكثر من المال.
والشاب نفسه يوفر المال بنفسه لنفسه فهو من الممكن أن يأخذ المال من أفراد الأسرة خلسة أو حتى يأخذ أغراضاً من المنزل ويبيعها ليؤمن الثمن لشراء المادة المخدرة. وهذا كما ترون من السلوكيات السلبية التي تظهر على الشاب المتعاطي للمخدرات وهناك أيضاً أمور سلبية تظهر منها مثلاً، لا حصراً : تدني التحصيل المدرسي، العدوانية، المزاجية وغير ذلك من الأمور التي تدفع بالشاب إلى طريق غير محمود العواقب.
فتياتنا وشبابنا اليوم هم بناة المستقبل ولهذا وجب علينا عدم التهاون في هذا المستقبل.. نعم، جميعنا يتحمل المسؤولية تجاه فلذات أكبادنا وأرى أن العمل أنما يكون في محورين أساسيين لا يقل أحدهما أهمية عن الآخر فالأول هو طريق الوقاية والحد من انتشار تعاطي المخدرات فالأسرة عليها أن تكون الحاضن الايجابي لهذا النشء.
وكذلك المدرسة التي يأتيها هذا النشء وهو لم يزل عوداً طرياً. فعلى المدرسة أن تقدم لهذا النشء القدوة الحسنة قولاً وعملاً. وكذلك المجتمع المحيط به عليه أن يساهم بدوره في زرع القيم الطيبة ويكون بيئة تربتها صالحة لنمو ثمار طيبة.
وأما الطريق الآخر، فهو لمن وقع أسير البذرة الخبيثة في مجتمعنا - طريق المعالجة.
هؤلاء النشء بحاجة إلى رعايتنا ومساعدتنا وحمايتنا ، وعلينا نحن جيل الكبار أن نفتح لهم الأبواب ولا نوصدها في وجوههم، نتقبلهم بعقول واعية، وبقلوب مدركة وبصدور حانية . علينا أن نعي تماماً أن هؤلاء مازالوا في طور التكوين والتشكيل فلا نجعلهم يسيرون على غير هدى.