ومن هذا المنطلق والدور الجبار الذي لعبته الصحافة كرديف وموقد للحماس الثوري والمحرض للجماهير الغاضبة من سياسة المستعمر كان من الطبيعي أن يثمر الإدراك المبكر لقيادتنا السياسية بعد نيل الاستقلال الذي كان لدور الكلمة الفضل في التفاف الجماهير حول الثورة وحماية رجالاتها ودعمهم بالمال والرجال حتى ظفر شعبنا بالنصر وإعلان دولته الفتية جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية التي وحدت 23ولاية وإمارة على طريق تحقيق الوحدة اليمنية وحدة اليمن الطبيعي الذي يعاد رسم ملامحه بنفس شبابه وتضحياتهم على أنقاض وحدة الضم والاستحواذ وزرع الكراهية والحقد بين أبناء الشعب الواحد.. وعرفاناً وفخراً ووفاءً لرواد الكلمة الحرة النزيهة ومواقفها وتضحياتها خرج الفكر إلى النور في 19يناير 1968م بتأسيس قبس النور على أعتاب ظلمات المحتل البريطاني الصرح الإعلامي صحيفة (14أكتوبر) الرمز لمواكبة مرحلة البناء كما كانت في مرحلة التحرر الوطني حيث صدر العدد الأول في 19يناير 1968م الموافق 20شوال 1387هـ يتصدر صفحتها الأولى عمود افتتاحي بعنوان ذكرى الاحتلال حيث أن هذا اليوم في الأصل ذكرى تحرك جحافل المستعمر الغاشم لقهر إرادتنا وسلب كرامتنا وسلب واستباحة أرضنا بحراً ثم السيطرة على البر والجو لتصبح مستعمرة تضاف إلى مملكة الاستعمار البريطاني التي لا تغرب عنها الشمس في ذلك الوقت التي جثمت على أرضنا تدنسها 129عاماً حولها قادة الثورة في أول حكومة بعد الاستقلال إلى صرح إعلامي ومنبر للشعب يعلي كلمة الحق والخير ويدعو إلى التفاف الجماهير نحو مرحلة البناء والنضال الأصعب من أجل حياة كريمة في كنف الدولة الفتية.
وقد اكتسبت الصحيفة الرمز الخارجة من رحم الثورة كثمرة من ثمارها ومنجزاً من منجزاتها بل من أهمها في الازدهار والانكسار والانحسار مكانة خاصة وذلك لما للاسم والنسب الذي تشرفت به من قيمة وطنية وتاريخية غيرت مجرى التاريخ في المنطقة الإستراتيجية من العالم.
ومن أجل الصحيفة عنوان الثورة التي لم ولن تقهر رغم المطبات والإخفاقات التي لا تزيدها إلا ألقاً وتجذراً في تربة اليمن الخصبة ومن وحي الذكرى 46 للتأسيس ومن أجل صناع المجد وإنارة الطريق بعصارة أفكارهم وحبر أقلامهم ومواقفهم تحية لكل الأقلام الحرة التي صالت وجالت من بلاط صاحبة الجلالة أسفاراً بالحبر والعرق والمعاناة المزدوجة في التحرير والبناء تحية للاستمرارية والديمومة بحمل الرسالة المهنية سمواً ورفعة وصدقاً وحباً لهذا الشعب والوطن تحية لرواد الصحيفة الرمز الخارجة من رحم الثورة مع الأمل الذي يراودنا جميعاً في أن تكون عند مستوى تطلعات القارئ وآمال الجماهير التواقة إلى أن تكون صحافتنا باستمرار منبراً للشعب وصوتاً للحق والخير وعند مستوى التضحيات الجسام لصناع هذا المنجز العظيم بإيلاء قضايا الجماهير اهتماماً كافياً بل تكون الهاجس والهم الأكبر اقتداءً واحتذاء برواد الكلمة وأعلام صناعة التاريخ في بلادنا.