لقد حقق الشهيد جار الله عمر اعلى درجات الالتزام الوطني والثوري والإنساني بقيمه ومبادئه وعاش مخلصا لها على نحو يؤكد أن المعتقدات الحقيقية ليست شعارات مفرغة بل هي فعل واقعي وملموس وان إسقاطها على كافة تعاملاتنا اليومية بمختلف مسمياتها ومستوياتها وتعددها بعيدا عن الزيف والتنطع والاستهلاك الدعائي هي الطريقة الوحيدة لبقائها وديموميتها.
وبذلك افنى الشهيد جار الله عمر حياته مناضلا جسورا في سبيل تعزيز قيم التسامح والمساواة والعدالة والحقوق المكتسبة ولم يكن يوما جهويا أو مناطقيا أو ميالا لقريب أو حسيب , كان رفيقا حقيقيا ومجسدا فعليا لكل المبادئ والقيم التي امن بها, ومثالا للتعاون والعيش من اجل الأخرين إذ يندر أن تجد حلا لمشكلة ولا تجد بصمة جار الله عليه مهما اختلف حجمها.. كان كثير التواجد داخل حياة الناس وهمومهم ومشاكلهم , كان ذلك السهل والمتواضع والصادق والنبيل والمتسامي.
يرى جار الله عمر أن تقدير الفرد وصون حقوقه اعلى درجات العدالة والديمقراطية وان الديمقراطية منظومة متكاملة لا تتجرأ , أساسها المواطنة المتساوية واحترام العقد الاجتماعي بين الحكام والمحكومين وصيانة الحريات والحقوق الأساسية دونما تمييز لأي سبب كان والقبول بالتعددية الفكرية والسياسية وعدم الاكتفاء من الديمقراطية بالتسمية ومظاهر الزينة الخارجية , وهي ذات الفكرة الواسعة التي عاش لها ومات من أجلها.
في الاخير كان احياء الذكرى في امانة العاصمة وعدد من المحافظات التي شهدت حضورا كبيرا لجماهير جارالله ومبادئه التي قضى من اجلها هي بمثابة عودة الروح للحزب الاشتراكي اليمني الذي ينتمي اليه الشهيد , بعد ان عانى غيابا شبه تام على المستوى التنظيمي والسياسي وبعدا حقيقيا عن قواعده, لكن كان الاحرى باللجنة المنظمة ان تفتح ابواب دعوتها للمشاركة لكل الجماهير بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم ولاتحتكر الدعوة على الاشتراكي وانصاره , ذلك ان جار الله عمر كان رمزا مدنيا وامميا تجاوز حدود الحزب والمنطقة الى فكرة تمثل الانسان والانسان ككل ولا سواه .