ً كل هذا لا يخجلون بل يتباهون بهذه الثروة ويستخدمونها للإضرار بالمجتمع و إفساده بل كانت قبل سنوات ثقافة سائدة والنزيه والشريف العفيف كان شاذا ذلك الزمن كان له أثره السلبي والمدمر على سلوك وثقافة المجتمع وترتب عليه بروز قوى فساد متنفذة في مقدرات البلد من الصعب الوقوف أمامها لأنها تملك السلطة والقرار وكان الوقوف في وجهها كالوقوف أمام قاطرة ضخمة في الطريق العام تسحقه ليكون عبرة لغيره والحوادث كثيرة هذا الإخطبوط وغول الفساد استشرى في كل مفاصل السلطة وقلل من احترام وهيبة الدولة ومؤسساتها أمنية ودفاعية تنفيذية وقضائية وغيرها من مؤسسات الدولة وهي كانت منهارة فعلا لكن القبضة الحديدية للسلطة العليا هي مصدر الهيبة وهي فارضة علينا هيبة هذه المؤسسات عندما سقطت هذه القبضة بثورة الجماهير انهارت هذه المؤسسات وهذا ما حدث وتعمل القيادة السياسية على ترميم هذه المؤسسات وإعادة روحها الحقيقية لتخدم الجماهير والوطن لا تبتز المواطن وتضره وتصون كرامة وعزة الوطن والمواطن .
بلدنا غني بموارده، وخيراته كثيرة لكنها تنهب والفساد يبتلعها ولا يصل إلى المواطن سوى الشيء اليسير منها سواحلنا غنية بالثروة السمكية وهي ثروة سيادية وملكية عامة استغلالها لصالح العام يخدم الوطن واقتصاده لكن ما هو حادث يندى له الجبين بعد أن ضرب ونهب القطاع العام للدولة في الجنوب وتفشي النهب لهذه الثروة ولو استغلت هذه الثروة بشكل صحيح وبما يخدم الصالح العام ممكن أن تنقل البلد إلى مستوى اقتصادي أفضل وتتحسن أحوال الوطن والمواطن وللأسف وتحولت سواحلنا من مصدر خير إلى مصدر شر للوطن والمواطن
*حورب الصيادون في أرزاقهم من قبل غول الفساد والشركات الكبيرة التي تعبث بالثروة والبيئة وبعضهم فقد مصدر رزقه وأصبح عالة على المجتمع وفي حالة يرثى لها.
*أصبحت سواحلنا مصدر خطر في تهريب البضائع التالفة والمضرة بالصحة العامة التي تكلف خزانة الدولة الكثير والتجارة السوداء وتهريب السلاح والمخدرات والمسكرات وحتى البشر وكل هذا وهناك رموز معروفة لدى الأمن والسلطة من قوى متنفذة لازالت تعبث بحياتنا هل ممكن أن يأتي يوم تعلن فيه عن أسمائهم وصفاتهم ويقدمون للمحاكمة لان أعمالهم تقتل منا في كل يوم وكل ساعة وتدمر المجتمع والقيم والأخلاق وتفشي الجريمة والرذيلة تصور أنهم يدمرون البلد والمجتمع ليعيشوا في رغد الحياة.
فالفساد لم يكن أنتاج اليوم بل هو أنتاج الماضي الذي ثار الشعب ضده ومنابعه لازالت موجودة وتفرز فسادا في كل أركان الدولة ومؤسساتها وما ذكرناه سوى نموذج والتطرق إلى كل مفاصل الفساد بالدولة بحاجة إلى دراسة علمية عميقة وفق معلومات دقيقة وصادقة وفيها الكثير من الشفافية وما يحدث هو صراع بين القديم الذي يريد أن يحافظ على مصالحه ويدافع عن منابع الفساد الذي يسترزق منه وبين الجديد الذي يسعى إلى تجفيف منابع الفساد وإنقاذ البلد من مخاطره وما يحدث هي إفرازات هذا الصراع لكن لابد من المساهمة في محاربة الفساد وتجفيف منابعه المعروفة لأنه مفتاح النجاح والتطور والنمو والعدل والخير علينا بالفساد والمفسدين أذا أردنا الانطلاق للغد المشرق .