وهي كارثة لا يمكن تقييمها أو التوقف وغض النظر عنها كارثة.. كسقوط طائرة فوق مجمعات سكنية وسط العاصمة دليل على تقصير كان من جراء « انهيار مفاجئ» أو حتى انهيار عصبي .
قررت أن أركز في موضوعي هذا حول سلوكياتنا كأفراد وحول إسقاطنا للمسؤولية التي أدت لسقوط كل ما هو متواجد فوق أراضينا ابتداء من النظام وانتهاء بالطائرات ، بداية بما حدث اليوم حيث زرت موقع سقوط الطائرة ومن مشاهداتي وصلت لأكبر تجمع ممكن أن تجده لبشر .. كتل من الفضوليين المتزاحمين حول مكان الحادث يمارسون لعبة الكر والفر« كمشهد للقط توم والفأر جيري من سلسل كرتوني » مع قوات مكافحة الشغب التي تحاول جاهدة أن تخلي ساحة الحادث.
وبينما أنا ابتعد من مكان الحادث بعد أن أخذت صورتين على استعجال حتى لا أكون من من يعطلون سير التحقيقات وإتاحة الفرصة للمحققين ولانتشال الحطام إذا بشخص يحاول تخطي الجموع ويزاحمهم أوقفته قائلاً « ليش تزاحم ؟ قال لي أشتي أشوف الطيارة الحارقة ,, أجبته شوفها في التلفزيون .. أجابني بكل برود « التلفزيون مش واضح »..
سقوط المسؤولية في بلادنا يتوزع بين المسئولين والشعب بداية بالساسة من يمارسون فسادهم علناً لانعدام إحساسهم بالمسئولية تجاه المجتمع وتجاه المناصب التي يفترض أن يكونوا محاسبين على كل ما يحدث للبلد من خلالها انتقالاً لمسئولي الصيانة والمراقبة في صيانة الطائرات والمصانع وصيانة أنظمة الغاز والطاقة واستهتارهم بأنظمة السلامة وخير مثال الطائرة سوخوي وانفجار نظام الغاز في مطعم إيفل بحي ش/تعز .
وبالانتقال لمجتمعنا حيث تجد صانع الألمونيوم والنجار والبناء والتاجر جميعهم يمارسون الغش في المواصفات والمعايير وانتهاء بالمواطن البسيط الذي يمارس الفساد إما كمشجع لعملية الفساد أو كفاسد في مقر عمله .
سقوط المسؤولية ظاهرة اتسعت حتى وصلت لرجال الدين الذين انتقلوا من دورهم في بناء مجتمع متوازن واع إلى ممارسين لأفضع تقنيات التشهير والتكفير وسفك الدم المحرم .
لن أتعمق فأنا كشخص « غير مسئول» لا يمكنني إلا أن أقف وفي القلب غصة حول بلد فقد إحساسه بالمسئولية لا تسألني لماذا سقطت الطائرة؟ بل أسأل متى نقلع بإحساسنا بالمسئولية تجاه هذا البلد؟
*إعلامي وناشط مجتمع مدني