الوعي السياسي بدوره مهم جداً في الحياة المجتمعية فهو يساعد المجتمع على مواجهة الأزمات والصراعات التي تعرقل عملية التنمية وعملية الوصول الى بوابة التقدم ،فبقدر ما يمتلك المجتمع من وعي يستطيع أن يتفهم ماهو الصواب وماهو الخطاء ويستطيع ان يميز بين المصالح العامة التي لها مردودات ايجابية على المجتمع وبين ما يدمر المجتمع ويقسمه الى طوائف وطبقات اجتماعية على أساس عنصري .
اذا تساءلنا ماهي الطرق والوسائل التي من خلالها يصل المجتمع إلى درجة النضوج السياسي ؟ماهو الدور الذي تقوم به الدولة في توعية المجتمع ؟.
في الحقيقة إن الاضمحلال والانحطاط السياسي لمجتمعنا يجعله عرضة للانقسامات والتشرذم ،ان انعدام الوعي والنضوج السياسي لدى المجتمع يجعل منه وسيلة لنشر التقافات التي تخالف ثقافة ميراثنا الإسلامي .
لقد استخدمت التعددية الليبرالية في مجتمعنا بشكل عشوائي دون دراسة ماهي تأثيراتها وماهو مضمونها السياسي؟ هل تناسب مجتمعاً لديه مايغنيه عن تلك المصطلحات التي هي في الحقيقة سبب في تنافر مجتمعنا وانقسامه .
إذا نستطيع ان نسأل أنفسنا ماهي مؤشرات انعدام الوعي السياسي في المجتمع ؟
هي كثيرة منها إهمال ميراث الشريعة الإسلامية ومبادئها،وإهمال الشورى الإسلامية والتمسك بالديمقراطية الليبرالية الغربية ،والانصياع وراء القوانين الدولية الوضعية وغيرها الكثير التي لايسعني ذكرها.
ولكن هناك مؤشرات يستطيع المجتمع الوصول إلى بوابة التقدم والرقي ،تكمن في الآتي:-
1 - التكاتف الاجتماعي ورفض المصطلحات الاجتماعية والثقافية المستوردة .
2 - رفض التعددية الليبرالية والديمقراطية والتمسك بمبادئ الشورى الإسلامية .
3 - قبول التعايش بين الطبقات الاجتماعية على أساس تقبل الرأي والرأي الآخر .
4 - مساندة الدولة في بناء سياسة اقتصادية فعالة .
5 - مساندة الدولة في الاستغناء عن الاستيراد من الخارج من خلال التكاتف الشعبي للإنتاج والتصنيع
6 - النظر الحصيف والمتروي والمتبهر الى تقوية إستراتيجية الاقتصاد الوطني .
7 - قيام الدولة بتقديم مبادرة شعبية على اساس استغلال الموارد والاعتماد على الذات في الإنتاج.
* باحث ومحلل في الشئون السياسية والحقوقية