الأستاذ أحمد عبيد الفضلي نائب وزير المالية الذي كان وزيراً في حكومة الشطر الجنوبي قبل الوحدة ثم تم تعيينه في منصبه الحالي نائبا لوزير المالية بعد الوحدة، لم يسلم هو الآخر من الحملة الظالمة التي تتهم الرئيس هادي بتعيين قيادات جنوبية في أجهزة الدولة، على الرغم من أن الفضلي يشغل هذا المنصب منذ حوالي عشرين عاما..كما لم يسلم من هذه الحملة الرعناء د. احمد سالم القاضي الذي كان نائباً لوزير الثقافة ثم قام الرئيس هادي بتخفيض منصبه إلى مستشار لوزير الثقافة حيث لا يرى ممولو صحيفة (الأهالي) في هذا التعيين سوى ان القاضي كادر جنوبي لا يستحق هذا المنصب على الرغم من أنه كان يشغل منصباً أكبر في حكومة الدكتور علي مجور السابقة.
ومن تلك الهستيريا المحمومة، الهجوم الذي نشرته صحيفة الأهالي المقربة من حزب التجمع اليمني للإصلاح على الرئيس هادي بسبب إعادة توزيع 19 قياديا جنوبيا من الكفاءات التي شغلت مواقع في قيادة الدولة منذ فترة ما قبل الوحدة رغم أن فترة الرئيس هادي على قصرها شملت تعيين الكثير والكثير من أبناء المحافظات الشمالية وشمال الشمال أكثر ممن تم تعيينهم من القيادات والكوادر الجنوبية التي بعضها كان يشغل مناصب قيادية منذ قبل 21 فبراير 2012م .
فهل يعقل أن تستنكر صحيفة ( الأهالي ) تعيين الدكتور علي مجور رئيس الوزراء الأسبق في منصب سفير وتعتبره جزءاً من محور ( أبين - شبوة ) بحسب زعمها، أو تعيين إبن عدن البار اللواء صادق حيد مديراً لأمن عدن رغم أنه عين بقرار من رئيس الوزراء وباقتراح من وزير الداخلية لكن صحيفة ( الأهالي ) اقحمته ضمن القيادات الجنوبية المعينة من الرئيس هادي مستنكرة قرار تعيينه هو وآخرين، لأنهم جنوبيون.
[هكذا تستخف ( الأهالي ) بالقيادات والكوادر المدنية والعسكرية الجنوبية .. وتستكثر عليهم قرارات جمهورية بإعادة توزيعهم في أجهزة الدولة على الرغم من أنهم يعملون فيها منذ ما قبل الوحدة .. وكأن ممولي صحيفة «الاهالي» يطالبون الرئيس هادي بإقصاء هذه القيادات الجنوبية الى الشارع الغاضب وضمهم الى حزب « خليك في البيت » الذي يعتبر من أبرز الجرائم التي ارتكبها المتنفذون بعد حرب صيف 1994 .]
هكذا تستخف ( الأهالي ) بالقيادات والكوادر المدنية والعسكرية الجنوبية .. وتستكثر عليهم قرارات جمهورية بإعادة توزيعهم في أجهزة الدولة على الرغم من أنهم يعملون فيها منذ ما قبل الوحدة .. وكأن ممولي صحيفة «الاهالي» يطالبون الرئيس هادي بإقصاء هذه القيادات الجنوبية الى الشارع الغاضب وضمهم الى حزب « خليك في البيت » الذي يعتبر من أبرز الجرائم التي ارتكبها المتنفذون بعد حرب صيف 1994 .
واللافت للنظر أن صحيفة ( الأهالي ) لم تشر من قريب ولا من بعيد لقيادات تم تعيينها حديثا بقرارات جمهورية من نفس محافظات أبين وشبوة لكونها محسوبة على حزب التجمع اليمني للإصلاح مع أن بعض هذه القيادات عينت في مراكز عليا منها محافظو محافظات إلا أنها لم تذكرها في إشارة إلى البعد الحزبي وراء التركيز المناطقي على المحافظات الجنوبية .
لمصلحة من محاولة إذكاء الصراع الجنوبي الجنوبي واستدعاء مفردات الزمرة والطغمة ومحاولة نبش الماضي الأليم من قبل بعض الصحف الصادرة في صنعاء بعد أن تسامح الجنوبيون مع الماضي وتصالحوا مع الحاضر والمستقبل .
وماذا ستفعل هذه القوى التي تحرك هذه الصحف إذا ما طبقت النقاط العشرين وتم إعادة النظر في مخرجات حرب صيف 1994 - سيئة الصيت - التي نتجت عنها جرائم فظيعة بحق الجنوبيين حيث تم اقصاء الكثير منهم من وظائفهم المدنية والعسكرية قسرا وتدمير مؤسساتهم وموانئهم ومطاراتهم ، ماذا سيقولون إذا ما أعيدت حقوق هؤلاء وتم تعيين المستحقين منهم في مراكز قيادية ، هل سيستنكرون ذلك ويستكثرون على أبناء الجنوب الذين عانوا الأمرين لأكثر من 18 عاما.
[في الصورة اعلاه اتجاه آخر يحاول اعادة قراءة مشهد الاحتقان الذي تسببت فيه جرائم وممارسات وسياسات مراكز القوى التقليدية التي خطفت الوحدة وشوهتها وأساءت الى معانيها وقيمها، بعد إن حولتها الى غنيمة حرب منهوبة وثروات وأرصدة في البنوك الخارجية لصالح مراكز القوى التقليدية التي استفادت من حرب صيف 1994 . ولهذا ينبغي ألا يتحول الاحتقان السائد في الجنوب الى ما أسمته صحيفة الأولى « قيامة الجنوب ».!]
في الصورة اعلاه اتجاه آخر يحاول اعادة قراءة مشهد الاحتقان الذي تسببت فيه جرائم وممارسات وسياسات مراكز القوى التقليدية التي خطفت الوحدة وشوهتها وأساءت الى معانيها وقيمها، بعد إن حولتها الى غنيمة حرب منهوبة وثروات وأرصدة في البنوك الخارجية لصالح مراكز القوى التقليدية التي استفادت من حرب صيف 1994 . ولهذا ينبغي ألا يتحول الاحتقان السائد في الجنوب الى ما أسمته صحيفة الأولى « قيامة الجنوب ».!
واللافت أن صحيفة الأهالي وفي محاولة للاستهلاك الاعلامي للمواد المعلبة قامت بنشر صور قيادات معينة منذ عهد الرئيس السابق والايحاء للمتابع البسيط بأنها عينت في عهد الرئيس هادي ، إلا أن إجمالي ما نشرته لم يتجاوز صورا لتسعة عشر شخصا .
وإذا كنا نتفهم أسباب مهاجمة «الأهالي» للرئيس هادي نتيجة طموح ناشرها للتعيين في منصب مدير عام الاذاعة والتلفزيون، إلاّ انه لم يتمكن من ذلك بسبب اشتغاله في وظيفة حكومية لا علاقة لها بالصحافة والإعلام والتي ظل بسبب طموحه محافظاً على تناولات صحيفته لشؤون الرئاسة الى أن طغى عليه اليأس من تعيينه الذي كانت قد وعدته به قيادات حزبية، فإنه لا يبرر إثارة مشاعر الكراهية ضد الجنوب بهذا الشكل واستكثار تعيين قيادات جنوبية قديمة وكفؤة في مراكز قيادية ليست بالكبيرة تماما بل واستدعاء مفردات صراع الماضي الأليم الذي يحلم أصحاب النفوس الشريرة باستعادته وإذكاء الصراع الأليم بين الجنوبيين ، لكن ابناء المحافظات الجنوبية أفشلوا رهانات المراهنين على تصارعهم بإعلائهم قيم التسامح والتصالح في مهرجانهم الأخير الذي شارك فيه أكثر من مليون ومائتي ألف مشارك من أبناء المحافظات الجنوبية .
ويجب أن يعرف هؤلاء المتنطعون ضد الرئيس هادي ان التركيز على مسقط رأسه في الجنوب والتحريض ضد القيادات والكوادر الجنوبية على قلتها ومحدوديتها في أجهزة الدولة يندرج ضمن محاولات نشر ثقافة الكراهية ضد أبناء الجنوب ، وهو ما سينعكس سلبا على التحديات التي تواجه الوحدة خصوصا في ظل زيادة الاحتقان في المحافظات الجنوبية ، وإصرار مراكز القوى التقليدية في صنعاء على عدم الاعتراف بجرائمها ضد الوحدة وباسمها والتي كانت وستظل سببا في تزايد حالة الاحتقان في الجنوب اذا اصرت القوى المتنفذة في صنعاء على التعامل مع الوحدة وكأنها غنيمة حرب تجيزها الشريعة الاسلامية للمنتصرين..!!