ومع انتهاء مليونية التصالح والتسامح التي أقيمت في عدن بموافقة رسمية وفيها قال شعب الجنوب كلمته العظيمة والتي وصلت إلى عقر دار صنعاء والى وسط مخافر شيوخ قوى النفوذ الناهبة الظالمة وجدنا ان هذه الحملة ضد الرئيس هادي تزداد شراسة .
يدرك كل هؤلاء ممن يشنون حربهم الضروس ضد الرئيس منصور هادي اليوم ان الرجل يمضي في طريق من شأنها ان تعيد الحقوق إلى أهلها في الجنوب والشمال على حد سواء ،طريق قويم تشهد له بها كل التحولات الحاصلة في اليمن منذ ان تولى الرئيس “منصور” مهام منصبه قبل اقل من عام .
ويدرك هؤلاء أيضا ان مضي الرئيس منصور هادي في سياسته لن يترك على الأرض في اليمن اياً من قوى النفوذ التي دأبت على امتهان كرامات الناس ولذلك فأنهم يشنون حربا ضروسا ضد الرجل وتتخذ هذه الحرب مناحي شتى وأشكالاً متعددة .
مؤخراً ثارت ثائرة بعض وسائل الإعلام المحسوبة على حزب (الاصلاح) واللواء علي محسن الأحمر ضد الرئيس منصور هادي عقب اتخاذ قرارات جريئة بخصوص معالجة قضايا الجنوب والالتفات إلى شعب ذاق الأمرين على يد نظام صالح واللواء الأحمر وحزب الإصلاح ذاته .
يهاجم الرئيس منصور اليوم لا لشيء إلا لكونه (جنوبياً) في المقام الأول ورجل يريد إحداث إصلاحات حقيقية في اليمن بشكل عام وترسيخ سيادة الدولة في مواجهة ثقافة القبيلة والنهب والسلب والشيخ زعطان والشيخ فلتان .
كيف يمكن لنا ان نفسر حالة الغضب التي اجتاحت قوى نفوذ الإصلاح واللواء الأحمر لمجرد ان التلفزيون الحكومي بث ندوة سياسية تناقش مظالم الجنوبيين وذهاب وسائل إعلام هذه القوى إلى شن هجوم على الرئيس منصور واتهامها له برعاية مهرجان التصالح في عدن وتهديد ما أسموها الوحدة اليمنية التي كانوا هم من قتلها في العام 1994.
مما لاشك فيه ان الهجوم الذي يتعرض له الرئيس منصور هادي اليوم هدفه إخضاع الرجل لإملاءات مراكز قوى النفوذ وهي عملية ترهيب يظن أصحابها أنها قد تنفع في مواجهة الرجل وتذهب قوى النفوذ إلى اختلاق أشكال متعددة للهجوم الذي تشنه ضد الرئيس منصور ولأنها تدرك ان الهجوم ضده من منطلق انه جنوبي انتصر لمظالم الناس في الجنوب والشمال أمر من شأنه ان يوحد الجنوبيين خلفه فإنها تلجأ إلى طرق خسيسة للغاية بينها استحضار صفات ملفات الصراع في الجنوب مثل “الطغمة” “والزمرة” في محاولة لتأليب طرف جنوبي ضد أخر .
آخر محاولات الإساءة للرئيس منصور هو ما اتحفتنا به صحيفة “الأهالي” الإصلاحية حينما خرجت بملف ضخم تحت عنوان ((زمرة هادي -محور أبين)) لكن سوء حظ هذه الصحيفة وغباء القائمين على هذا الملف أوقعهم في خطأ كبير وفادح حينما أوردوا أسماء بعض الأشخاص المعينين على أنهم من شبوة وابين بينما هم ليسوا كذلك وعلى سبيل المثال ورد اسم المهندس عبدالحافظ القعيطي وغيرهم الكثير بل ما أضحكني وبشدة هو إيراد اسم قيادي في حزب الإصلاح هو “عبدالله العليمي” وهو الرجل الذي يسبح بحمد قيادات حزب الإصلاح أكثر من تسبيحه بحمد الله والادعاء بأنه من موالي الرئيس هادي.
يحارب الرئيس هادي لا لشيء إلا لكونه جنوبياً ولأنه الرجل الذي أمر بوقف عمليات قتل المدنيين في الجنوب والرجل الذي أمر بتشكيل لجنة لبحث مشاكل الأراضي في الجنوب وبحث مظالم العسكريين والرجل الذي يسعى لأجل إعادة إصدار صحيفة “الأيام” وتضميد جراح الجنوبيين والرجل الذي يسعى لإزاحة قوى النفوذ من واجهة المشهد في اليمن ولكل هذه الأسباب تسعى قوى النفوذ في صنعاء لأجل النيل منه وهو الأمر الذي لن تتمكن منه .
يدعي هؤلاء بان الرئيس هادي سعى لأجل توظيف مقربين منه في وظائف حكومية وهذا الأمر غير صحيح بالمطلق كون ان غالبية الأسماء التي عينها “هادي” مؤخرا هي في الأساس أسماء لأشخاص معينين منذ سنوات طويلة في مناصب هامة وحساسة وكل ماحدث هي قرارات نقل .
اود ان افهم شيئا واحداً .. ماذا يسمون كل الوثائق التي تتكشف كل يوم وتحمل توجيهات صادرة من اللواء “علي محسن” وفيها يوجه بتوظيف مقربين منه في مواقع متعددة في جهاز الدولة إلا تستحق مثل هذه المخالفات انتقادا ولو بسيطا منهم أم ان علي محسن خارج قدرتكم على الانتقاد وهذه هي الحقيقة .
تعالوا وبكل بساطة قارنوا بين كل ما يملكه “علي صالح “ وعبدربه منصور هادي” أو ما يملكه الرئيس هادي بالمقارنة مع ما يملكه اللواء “علي محسن” ولكي لاتتعبوا أنفسكم قارنوا بين ما يملكه اصغر شخص من أسرة آل الأحمر وبين مايملكه “عبدربه منصور” وستدركون الفارق.
لايتوقف الهجوم الذي تشنه قوى التخلف والجمود في صنعاء على شخص الرئيس هادي بل يصل الأمر إلى نجله “جلال” وكل يوم نقرأ انه تدخل وأمر ونهى وعطل وتدخل لكن أيا من دعاة هذه المزاعم لم يتمكنوا وبعد أشهر من إيراد ولو وثيقة خطية واحدة تؤكد صحة مزاعمهم هذه .
للرجل سجل نظيف ونظيف جدا .. لم نسمع طوال 18 عاماً قضاها الرجل نائبا للرئيس في اليمن وعاما رئيسا لهذه البلاد بأنه قام بنهب ارض ناس أو انتهك حقاً ولم نسمع ان قوة أمنية تابعة له أطلقت رصاصة واحدة على أي شخص لا في الجنوب ولا في الشمال لذلك فان الحديث عن استغلال الرجال لسلطاته هو أمر عبثي لاطائل منه .
على أبناء الجنوب وهم يقفون أمام الخطاب الحقير والمقزز الذي تمارسه وسائل إعلام حزب الإصلاح وعلي محسن وعلي صالح تجاه الرئيس “هادي” حينما تحاول ان تستدعي مصطلحات “الطغمة والزمرة” ان تعلم ان هذا الهجوم ضد الرئيس هادي يأتي لا لشيء إلا لكونه الرجل الذي في عهده اصطف مليون جنوبي في المنصورة لكي يقولوا كلمتهم واصطف أكثر من مليون ونصف مليون أخر في ذكرى يناير دون ان يتعرض لهم احد.
لقد أغضبتهم صورة جماهير الجنوب وهي تتظاهر بسلمية وعفوية وهدير صوتها يعلو ويشق عباب السماء فلجؤوا إلى الهجوم على الرئيس هادي رداً على خطواته الايجابية تجاه شعب الجنوب وأرضه.
هم يريدون رئيسا يواصل عمليات القتل لأبناء الجنوب والاضطهاد لأبناء المناطق الوسطى في الشمال .. يريدون رئيسا يؤمن بالسمو العرقي لمشايخ القبائل وكل ماهو موجود في أقصى الشمال في مواجهة وسط اليمن وجنوبه.
على أبناء الجنوب وعلى كل الشرفاء من دعاة المدنية والمساواة ورافضي هيمنة مراكز القوى التقليدية في اليمن .. الاصطفاف خلف الرئيس “هادي” دفاعا عن المدنية دفاعا عن الحق ورفضاً لمحاولات التدجين التي تحاول قوى التخلف ممارستها اليوم بهدف مواصلة فرض هيمنتهم على اليمن والجنوب .