كانت اليمن جيشاً له دولة، فجاء المشير هادي ليجعل اليمن دولة لها جيش، وكانت اليمن على مفترق الطرق فجاء هادي ليعبد لها الطريق السوي نحو استقرارها وإعادة بنائها من جديد.
هل هي الصدفة، أم الأقدار، أم أن اليمن لها أبناء لا يعجزون عن عمل المستحيل، ويأتون بالخير لهذا البلد الذي مرت عليه حقب من السنين جعلته يتقولب في حياة روتينية معادية للنمو والتطور؟
لقد أذهل هذا العسكري الرأي العام العربي والدولي بطريقته المهنية في صناعة القرارات السياسية والعسكرية التي لم يكن يتخيلها أحد، وكان يعتبر من المستحيلات أن يقوم أحد ما بالمساس بهذا الركام البليد من المصالح ويخترق جدرانه ويهدم أساساته ويحاول إعادة بناء صرح جديد يتماشى مع التطور العالمي والعقيدة السياسية في بناء الجيوش العصرية.
واليمن كانت تنتظر مجيء عقلية عسكرية وسياسية، وطال انتظارها حتى اهتزت بنية النظام السياسي القديم بفضل من كانوا ينادون بضرورة التغيير والتخلص من القوالب القديمة التي جعلت من اليمن (مضحكة) يسخر منها في السر ويعلن إعجابه بها في العلن.
هذه الازدواجية بين السخرية في السر والتودد في العلن ولت إلى غير رجعة بعد أن انتصبت هامات جديدة تجعل من اليمن مفخرة في بنائها واستقرارها وتطورها.
لقد قالها اليمنيون إن اليمن لها معجزة، والرئيس هادي هو معجزة اليمن، وهذه المعجزة لا تحتاج إلا لأياد نظيفة تسانده في السراء والضراء وتعبد معه الطريق نحو المستقبل المنشود.
لقد قالها اليمنيون بملء أفواههم وفي مختلف الساحات اليمنية وقدموا تأييدهم بالملموس للقرارات الرئاسية ومع الرئيس هادي الذي سيقود مسيرة البناء والتلاحم نحو مستقبل يمني زاهر بالعطاء.
وكما هي القرارات الرئاسية الخاصة بإعادة بناء القوات المسلحة فإن قرارات أخرى اقتصادية مطلوبة (فوراً) لكي تكون قوة عسكرية وإلى جانبها نمو اقتصادي معيشي يجعل ماضي التخلف مجرد ذكرى صفحة من كتاب ولت أيامها.