الداعية المذكور مغيب وجاهل ولا يدري شيئًا عن الإسلام الحقيقي ومن ثم عكس فكرا هداما يعيدنا إلى عصر الجاهلية الأولى، ويرد التساؤل : هل رأى هذا السلفي أن هناك من يعبد الأهرامات ويسجد لأبي الهول؟ أم أنه تراءى له أن يعبدها في يوم من الأيام ثم انتابته صحوة إيمانية فعزف عن عبادتها وقرر هدمها؟!
مثل هذا الداعية من التكفيريين غاب عنه أن دعوة النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) إلى هدم التماثيل كانت مرتبطة بعبادتها، واليوم لا توجد أصنام ولا عبدة أصنام وبالتالي فإن القياس مع الفارق، فالأهرامات وأبو الهول تراث إنساني وواجهة حضارية لمصر الفرعونية وعليه كان الأولى بهذا السلفي أن يدعو إلى تكريمها لا إلى هدمها لاسيما وأن عمرو بن العاص عندما دخل مصر لم يأمر بهدمها .
وعندما دخل الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) مكة كان بها نحو 360 صنما موزعة بين القبائل التي كانت تعبدها والتي قامت بهدمها من تلقاء نفسها بعد أن وقر في نفوسهم وقلوبهم أنها باتت عدما، ومن خلال العقل والفهم الصحيح أدركوا أن الإسلام يدعو إلى عبادة الله وحده ومن ثم تولد لديهم اليقين بأن هذه الأصنام يجب محوها، فحالما أيقنوا الحقيقة اعترفوا بأنهم كانوا على خطأ عندما عبدوها جهلاً وشرعوا في هدمها ولبوا دعوة الرسول إلى عبادة الله وأيقنوا أن الإشراك بالله يعني أن يخضع الإنسان لغير خالقه .
أما هذا السلفي الجاهل فلقد خرج علينا اليوم ليتحدث عن ترهات هي أبعد ما تكون عن الحقيقة، ولهذا شرع يهذي من خلال فكر شاذ خلط فيه الأوراق وأساء من خلاله إلى صورة الإسلام وإلى تايخ أمة عظيم بكل المقاييس وإلى آثارها التي تمثل حضارة راقية هي أولى بالتكريم .
حرام على الفضائيات استضافة مثل هذا السلفي الظلامي الذي يدعو إلى التخلف وبالتالي لا يمكن تسليط الضوء على أمثاله وطرح دعاوى مشبوهة تسيء إلى صورة مصر في الداخل والخارج وتسيء قبل ذلك إلى الإسلام وتشوه صورته من خلال الجهل بمبادئه .