فمظاهر العنف المتكررة التي يمر بها المجتمع في الوقت الحالي صارت تؤرق النوم وتقض المضاجع، حتى بدت وكأنها ظواهر اعتيادية. فهنا تحدث انفجارات مدوية تسبب الذعر والهلع و يذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء وهناك تبادل إطلاق نار بين فئتين مختصمتين يكون ضحيته أناساً ليس لهم أي ذنب. وهنا تراشق بالنيران لا يرحم المارة في الشارع ويحولهم إلى جثث هامدة من غير جرم، وهناك من يستل سلاحه ليأخذ بالثأر وهناك وهناك وهناك، حتى الاحتفال والتعبير عن الفرح أصبح العنف سمة من سماته حيث يضج السكان من كثرة إطلاق الأعيرة النارية والمفرقعات في الأعراس والتي تشكل خطرا حقيقيا على سلامة الحاضرين وخصوصا الأطفال والنساء ويذهب ضحيتها الكثيرون منهم.
حقا أن تلك هي أخطر أنواع العنف التي تمارس ضد الإنسان والمجتمع ولكنها ليست الوحيدة فالعنف أنواع كثيرة نأسف لرؤيتها تحدث أمامنا بشكل شبه يومي مهددة لسلامتنا ومزعزعة لأمن واستقرار الشعب اليمني.
ومن هنا أدعو كل الفئات المؤثرة في المجتمع ابتداء بالأهالي والسكان أنفسهم إلى الحفاظ على وحدتهم في مكافحة هذه الثقافة المهلكة، كما أطالب القادة بوضع القضاء على العنف على رأس سلم أولوياتهم أما الشباب فأذكرهم بأنهم أمل الأمة وجسر المستقبل فليحافظوا عليها بنبذهم للعنف وعدم ممارسته. إلى كل الأحزاب السياسية على الساحة اليمنية أبعث مناشدة بالحث على مكافحة العنف لأنه العدو الأخطر. كما أناشد أئمة المساجد بالا يكتفوا بالمنابر، بل عليهم النزول إلى الشارع ومتابعة الشباب عن قرب. أما الشرطة فأطالبها بالقيام بمسؤولياتها الجسيمة بالعمل على استعادة قوة الردع لمرتكبي جرائم العنف عبر جمع السلاح منهم لأنه أداة العنف الساحقة وحيازته هي السبب الرئيس في حدوث الجريمة. أخيرا أخاطب في أتباع العنف والجريمة ضمائرهم وأذكرهم بخطورة أفعالهم على الصعيد الشرعي وحسب الأعراف الإنسانية.
إن القضاء على العنف يتطلب منا جميعا وقفة جادة بإقامة حملات إعلامية حول نبذ العنف ابتداء من المدرسة وذلك من خلال إعطاء دروس توعية في المدارس عن مخاطر العنف والعواقب التي تترتب عليه، تستخدم فيها كل وسائل التوعية من مخطوطات ولوحات ومطويات وصور. تقام الفعاليات أيضا في الجامعات والكليات وذلك لزيادة الوعي عند الطلاب بموضوع العنف والقضاء عليه.