أصبح اليمنيون يتحدثون عن استقلال المدن والقرى .. يمزقون أحشاء الأرض الواحدة ويطعنونها في قلبها مرات ومرات ويتركونها تنزف ألماً وحسرة.
اليوم يتحدث العالم عن اليمن الجائع شديد الفقر ويدعو إلى إنقاذ شعبه من الموت جوعا بالرغم من أن اليمن بحاجة أكثر إلى أن ينقذه العالم من مشايخه فاقدي الولاء الذين شرعوا للخيانة ويتبجحون بالعمالة ومسئوليه الفاسدين الذين أفقروا اليمن وهم يتسولون الدعم الإقليمي والدولي في حين تمتلئ الأرض اليمنية بكل الخير وتطغى الخضرة والجمال على جبالها ووديانها وسواحلها الشاسعة تشكل سلة غذائية تكفي اليمن وتفيض لجيرانها.
مبادئ القاعدة المعتوهة التي هي اقرب للكفر منها للإيمان تعيش على الدمار والفوضى وتجذبها رائحة الموت .. قاعدة اليمن جذبت أيضاً التدخلات العسكرية الأجنبية بدءا بطائرات أمريكية بدون طيار ولا ندري إلى أي حد ستقف هذا إذا كان لها حدود.
أغلقت أعمال العنف من قبل المتصارعين على السلطة وهجمات القاعدة الأبواب لأي إمكانية للدعوة إلى الاستثمار بمختلف أشكاله في ظل تحذيرات العالم بعدم الاقتراب من اليمن هذا العالم علق على بلادنا لافتة تقول: هنا يوجد الموت.. الفقر.. الجوع والمرض..ابتعد لاتقترب!..
اليوم ارض الإيمان والحكمة تعيش مأساة الظلم والظلام ..لكن الخفافيش وحدها التي تحبذ العيش في هكذا مناخ رطب خائن حالك السواد والعتمة .. شعب اليمن لازال يتطلع إلى النور في كهف ليس له نهاية ولا بداية .
رغم الدماء والأشلاء سرقت الثورة وعاد الحكام القدامى الجدد ولكن بحلة جديدة .. يتقاسمون الثروات وينهبون الأرض باطنها وظاهرها , وجدوا لهم دمى يقفون خلفها يحركونها بخيوط قد تتحول إلى مشانق لمن قد لا ينصاع لرغباتهم تحت أي إحساس بمعاناة الوطن والمواطن.
اليمن يعيش كابوس اليقظة ولكنه لازال يحلم بنهاية النهاية .. في ظل هذه الظروف هل يصنع اليمنيون تاريخهم من جديد ام سوف يصنعه لهم آخرون؟
ياسين عليك يا يمن.. ياسين.