عام من فك العزلة الخارجية يقابله تصاعد التحديات الداخلية في البلاد

دمشق/ 14 أكتوبر / متابعات:
شدد الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الإثنين، في الذكرى السنوية الأولى للإطاحة بحكم الرئيس المخلوع بشار الأسد على أهمية توحيد جهود السوريين لبناء "سوريا قوية" وتحقيق مستقبل "يليق بتضحيات شعبها".
وبعيد أدائه صلاة الفجر في الجامع الأموي، قال الشرع "سنعيد سوريا قوية ببناء يليق بحاضرها وماضيها، ببناء يليق بحضارة سوريا العريقة"، وفق تصريحات نقلتها منصّات الرئاسة.
وشدد الشرع الذي ظهر ببزة عسكرية خضراء اللون، ارتادها عند وصوله دمشق قبل عام، على أن "صون هذا النصر والبناء عليه يشكل اليوم الواجب الأكبر الملقى على عاتق السوريين جميعاً".
قبل عام، وصلت فصائل بقيادة الشرع إلى دمشق، بعد هجوم مباغت انطلق من معقلها آنذاك في شمال غربي البلاد، ونجح خلال أيام بالإطاحة بالأسد الذي حكمت عائلته البلاد بقبضة من حديد لأكثر من خمسة عقود.
وتحيي السلطات ذكرى وصولها إلى دمشق بسلسلة احتفالات يتخللها عرض عسكري مركزي في دمشق وكلمة يوجهها الشرع للسوريين، في وقت يواجه تحديات كبرى في كسب ثقة المكونات السورية والحفاظ على بلاده موحدة.
ونجح الشرع خلال عام في كسر عزلة سوريا الدولية ورفع عقوبات اقتصادية خانقة عنها. لكنه ما زال يواجه في الداخل تحديات كبرى أهمها بناء مؤسسات قوية وضبط الأمن والاستقرار، لا سيما بعد أعمال عنف على خلفية طائفية طاولت المكونين العلوي ثم الدرزي وحصدت مئات القتلى.
وشدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان ليل الأحد- الإثنين على أن "ما ينتظر سوريا يتجاوز بكثير مجرد انتقال سياسي، فهو فرصة لإعادة بناء المجتمعات المدمرة، ومداواة الانقسامات العميقة".
وتحيي السلطات ذكرى إزاحة الأسد في وقت أعلنت الإدارة الذاتية الكردية، التي لم تثمر مفاوضات تخوضها مع دمشق لدمج مؤسساتها في الدولة أي تقدم بعد، منع إقامة أي تجمعات أو فعاليات جماهيرية في مناطق سيطرتها في شمال شرقي سوريا نظراً لما وصفته بـ "الظروف الأمنية الراهنة، المتمثلة في ازدياد نشاط الخلايا الارهابية".
وفي منشور على منصة "إكس"، اعتبر مظلوم عبدي قائد "قوات سوريا الديمقراطية"، الذراع العسكرية للإدارة الذاتية، أن "المرحلة الراهنة تفرض على الجميع مسؤولية وطنية مشتركة، وحواراً جامعاً يضع مصلحة السوريين فوق كل اعتبار"، مجدداً مطالبة الأكراد بـ "بناء سوريا ديمقراطية، لا مركزية".
من جانب آخر، دعا رجل الدين السوري العلوي البارز غزال غزال أبناء طائفته إلى "إضراب شامل في مجالات الحياة كافة والالتزام في البيوت مدة خمسة أيام"، على أن يبدأ الإضراب اليوم.
وبعد عام في السلطة، وعلى رغم اتخاذه خطوات عدة لترسيخ حكمه، يواجه الشرع تحدياً رئيساً في الحفاظ على وحدة سوريا، مع ارتفاع أصوات في الجنوب وأخرى في الساحل الذي شهد أخيراً تظاهرات غير مسبوقة احتجاجاً على الوضع الأمني والمعيشي، تطالب بالانفصال أو بحماية دولية، وإصرار الأكراد على حكم لا مركزي.

وتشكّل إسرائيل التي ترغب بدورها بتكريس منطقة خالية من السلاح تصل تخوم دمشق، وتتوغل قواتها بشكل يومي في عمق سوريا، تحدّياً آخر لسلطة الشرع. وخاض الطرفان السوري والإسرائيلي جولات تفاوض مباشر على مستوى وزاري، لكن ذلك لم يوقف هجمات إسرائيل.
