تشهد سواحل محافظة شبوة منذ سنوات تدفقاً متزايداً لأعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول القرن الإفريقي، خصوصاً من إثيوبيا والصومال وإرتيريا، والذين يعبرون البحر إلى سواحل المحافظة بصورة شبه يومية. هذا التدفق المستمر بات يثير قلقاً واسعاً في الأوساط المجتمعية والأمنية لما يشكله من مخاطر أمنية وصحية واجتماعية متصاعدة.
فوفقاً لمصادر محلية ومشاهدات ميدانية، تتوزع هذه الكتل البشرية في عدد من مديريات المحافظة بشكل منتظم أحياناً، الأمر الذي يثير تساؤلات حول الجهات التي تقف خلف تسهيل وصولهم وانتشارهم، إذ أصبحت عاصمة المحافظة “عتق” من أكثر المدن استيعاباً لهم، تليها مناطق عزان وبيحان، وكتل أخرى تذهب باتجاه مأرب، ومديريات أخرى بشبوة تشهد حضوراً متزايداً لهؤلاء المهاجرين.
يأتي هذا الوضع في وقت تحتاج فيه المحافظة إلى مزيد من التكاتف المجتمعي والمساندة الشعبية للأجهزة الأمنية، خصوصاً في ظل التحديات الاقتصادية والمعيشية التي تواجه المواطنين. فوجود أعداد متزايدة من الوافدين غير الشرعيين، واندماج بعضهم في الأنشطة التجارية والمهنية داخل المدن!!، قد يؤدي إلى اختلالات سكانية واقتصادية وأمنية يصعب احتواؤها مستقبلاً إن لم تُتخذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب.
إنّ الأمن ليس مسؤولية الأجهزة الأمنية فحسب، بل هو واجب وطني ومجتمعي يتشارك فيه الجميع. وعلى المجتمع الشبواني أن يكون سنداً للأمن من خلال الإبلاغ عن التحركات المريبة، والمشاركة في التوعية المجتمعية بمخاطر الهجرة غير القانونية، ودعم جهود السلطات المحلية في ضبط السواحل والمعابر. فالمساندة المجتمعية تمثل خط الدفاع الأول في الحفاظ على السلم الاجتماعي والاستقرار الداخلي.
وفي المقابل، يُفترض بالسلطات المحلية والأمنية، بالتنسيق مع الجهات المركزية والمنظمات الدولية، تعزيز الرقابة على السواحل وتنظيم عمليات الدخول والخروج، مع إيجاد حلول إنسانية متوازنة تضمن حقوق المهاجرين من جهة، وتحافظ على أمن المجتمع المحلي من جهة أخرى. كما ينبغي العمل على إنشاء مراكز مؤقتة لتجميع المهاجرين تمهيداً لإعادتهم إلى بلدانهم عبر القنوات الرسمية.
إنّ أمن شبوة واستقرارها وسلامها الاجتماعي يجب أن يظل خطاً أحمر لا يُسمح بتجاوزه. والمجتمع بكل مكوناته مدعو اليوم للقيام بدوره في تعزيز روح التعاون مع الجهات الأمنية والتصدي بحزم لهذه الظاهرة، قبل أن تتحول إلى أزمة حقيقية تمس النسيج الاجتماعي للمحافظة. ومن هنا، يتعاظم دور المجتمع في مساندة جهود الأمن لمواجهة تحديات تدفق الهجرة غير الشرعية عبر مديريات محافظة شبوة.
