الاتحاد الأوروبي يرغب في أن يكون ضمن "مجلس السلام"... ونتنياهو يقول إنه لن ينفذ أي بند آخر من الخطة قبل الإفراج عن جميع الرهائن
.jpg)
القاهرة / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات:
وصل وفدا "حماس" وإسرائيل إلى شرم الشيخ اليوم الإثنين بحسب ما أفاد مصدر في مطار المدينة المصرية وكالة الصحافة الفرنسية، لإجراء مباحثات غير مباشرة بوجود ممثلين عن الولايات المتحدة، للتوصل إلى الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة ووضع حد للحرب المتواصلة منذ قرابة السنتين، وذلك عشية الذكرى الثانية لهجوم "حماس" غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 الذي أشعل شرارة الحرب في القطاع.
في الموازاة قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشار الألماني فريدريش ميرتس تحدث هاتفياً مع الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ اليوم الاثنين وعبر عن أمله في التوصل إلى اتفاق في شأن إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة خلال الأيام القليلة القادمة.
وذكر المتحدث أن المحادثات في مصر يجب أن تفضي الآن إلى اتفاق سريع، وأنه ينبغي لحركة "حماس" إلقاء سلاحها.
من جهتها أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الإثنين أن التكتل القاري يرغب في المشاركة بالسلطة الانتقالية في غزة، المدرجة ضمن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوضع حد للحرب في القطاع.
وقالت كالاس رداً على سؤال عما إذا كان الاتحاد راغباً في المشاركة في "مجلس السلام"، "نعم، نعتقد أن لأوروبا دوراً كبيراً وعلينا أن نكون أيضاً جزءاً" منه.
وبعد قرابة الأسبوع على إعلانه خطة بشأن القطاع المحاصر، زاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الضغوط على المفاوضين.
واليوم، قال قيادي في "حماس" إن وفد الحركة بقيادة خليل الحية الذي وصل مصر مساء الأحد "سيعقد صباح اليوم لقاءات تمهيدية مع الوسطاء المصريين والقطريين في القاهرة قبل بدء جولة المفاوضات غير المباشرة مع الوفد الاسرائيلي" في وقت لاحق الإثنين. وأكد أن المباحثات غير المباشرة "ستناقش آليات وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الاسرائيلية وتبادل الأسرى" فضلاً عن "موعد بدء المرحلة الأولى من خطة الرئيس ترمب والخاصة بتبادل الأسرى، وسيتم التفاوض لتحديد موعد الهدنة المؤقتة لتهيئة الظروف الميدانية لبدء عملية التبادل".
ومن المقرر أيضاً أن يتوجه مفاوضون إسرائيليون إلى منتجع شرم الشيخ المصري المطل على البحر الأحمر في وقت لاحق من اليوم لإجراء محادثات حول إطلاق الرهائن.
ومع ذلك، توقع ثلاثة مسؤولين إسرائيليين أن ينضم كبير المفاوضين الإسرائيليين ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر إلى المحادثات في وقت لاحق من هذا الأسبوع، إذ ينتظر تطورات المفاوضات.
في الأثناء، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الأحد، إن المحادثات الجارية مع حركة "حماس" لإنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن تحرز تقدماً سريعاً. وأضاف ترمب في منشور على منصة "تروث سوشيال"، أن مناقشات "إيجابية للغاية" جرت مع حركة "حماس" ودول من مختلف أنحاء العالم، بينها عربية وإسلامية، خلال عطلة نهاية الأسبوع، بهدف إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب في غزة. وأوضح، "كانت هذه المحادثات ناجحة للغاية، وتسير بوتيرة سريعة. ستجتمع الفرق الفنية مرة أخرى، الإثنين في مصر، لبحث وتوضيح التفاصيل النهائية. تم إبلاغي بأن من المقرر إتمام المرحلة الأولى هذا الأسبوع". ودعا ترمب الجميع إلى "التحرك بسرعة"، مؤكداً "سأواصل متابعة هذا (الصراع) المستمر منذ قرون. الوقت عامل حاسم، وإلا ستسفك كثير من الدماء، وهو أمر لا يريد أحد رؤيته".
وأمس الأحد، وصل كبير مفاوضي "حماس" خليل الحية على رأس وفد إلى مصر، وفق ما أفاد بيان للحركة الفلسطينية، للمشاركة في محادثات غير مباشرة مع إسرائيل. وقال بيان الحركة، إن الوفد وصل "لبدء المفاوضات حول آليات وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال وتبادل الأسرى" في قطاع غزة.
وستكون الاجتماعات المقرر عقدها، اليوم الإثنين، في منتجع شرم الشيخ هي الأولى للحية منذ أن استهدفته ضربة إسرائيلية مع قادة آخرين خلال وجوده في الدوحة الشهر الماضي.
وكان الحية قد تحدث للمرة الأولى منذ الضربة عبر تسجيل فيديو تم بثه، في وقت سابق الأحد، في قطر التي توسطت إلى جانب مصر والولايات المتحدة في جولات محادثات متتالية.
ورد كل من "حماس" وإسرائيل بشكل إيجابي على خطة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في غزة والإفراج عن الرهائن، على رغم من أن تفاصيل الخطة لا تزال بحاجة إلى بحث.
أما الوفد الإسرائيلي فسيتوجه، اليوم، إلى المدينة المصرية، بحسب ما أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء الأحد. وسبق لترمب أن أوفد صهره جاريد كوشنير ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى مصر لوضع اللمسات الأخيرة على مقترحه.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه لن ينفذ أي بند آخر من الخطة، قبل الإفراج عن جميع الرهائن، وذلك بعد إعلان ترمب موافقة إسرائيل على خط انسحاب أولي من غزة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله في اجتماع مع عائلات الجنود الذي سقطوا في غزة، إنه "حتى تنفيذ البند الأول، وهو الإفراج عن جميع الرهائن، الأحياء منهم والأموات، وحتى انتقال آخر محتجز إلى إسرائيل، لن ننتقل إلى أي بند آخر".
وأضاف نتنياهو أنه إذا لم تُفرج "حماس" عن الرهائن "بنهاية المهلة التي حددها الرئيس ترمب"، فإن إسرائيل ستستأنف عملياتها العسكرية في غزة.
وقال نتنياهو خلال الاجتماع، الذي استمر نحو 40 دقيقة في القدس: "الضغوط التي يمارسها ترمب تتزايد.. ولن يتردد في الانتظار أطول مما حدده، وهذه المرة هو مصمم".
وتعهد ألا تتولى السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة بعد الحرب، وتابع: "لن يشارك أي ممثل عن (حماس)، ولا أي ممثل عن السلطة الفلسطينية، في إدارة القطاع".
كما شدد على أن إسرائيل ستتولى بنفسها مسؤولية نزع سلاح قطاع غزة. ولم يصدر تعليق رسمي من مكتب نتنياهو بشأن هذه التصريحات التي أوردتها وسائل الإعلام.
من جهته أشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بخطة نظيره الأميركي دونالد ترمب بشأن غزة، وقال السيسي في خطاب بمناسبة حرب أكتوبر عام 1973 مع إسرائيل "لا يسعني إلا أن أوجه التحية والتقدير للرئيس الأميركي على مبادرته التي تسعى لوقف إطلاق النار في قطاع غزة"، وأضاف أن "وقف إطلاق النار وعودة الأسرى والمحتجزين وإعادة إعمار غزة وبدء مسار سلمي سياسي يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها تعني أننا نسير في الطريق الصحيح نحو السلام الدائم والاستقرار الراسخ".
وأشاد السيسي باتفاقية السلام مع إسرائيل التي اعتبر أنها أسست لاتفاقيات السلام التي أبرمتها بلدان في المنطقة مع تل أبيب لاحقاً، وقال "إن السلام الذي يفرض بالقوة لا يولد إلا احتقاناً، أما السلام الذي يبنى على العدل فهو الذي يثمر تطبيعاً حقيقياً وتعايشاً مستداماً بين الشعوب".
إيرانياً، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن إيران تدعم أي مبادرة "لوقف القتل في غزة"، لكن بقائي حذر من أن الخطة تحمل أبعاداً خطيرة، وأنها قد تواجه عرقلة من إسرائيل، مضيفاً أن أي قرار بشأنها يعود للفلسطينيين.
من جهته، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إن المحادثات الجارية لإنهاء حرب غزة هي الأكثر بعثاً على التفاؤل منذ اندلاع الحرب قبل عامين. وأضاف فاديفول لتلفزيون "إيه آر دي" الألماني العام قبل التوجه إلى إسرائيل "لأول مرة منذ عامين، لا يقتصر الأمر على مجرد وقف لإطلاق النار، بل على حل سياسي قابل للتطبيق"، وأضاف "تتبادل الأطراف الفاعلة الإسرائيلية والعربية والفلسطينية الآن أفكارها حول كيف يمكن أن تمضي الأمور في قطاع غزة".
في وقت سابق من أمس الأحد، أعلن الرئيس الأميركي أن المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن قد تستمر "بضعة أيام"، بينما أكد وزير خارجيته ضرورة "توقف" القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال ترمب لصحافيين في البيت الأبيض، "إنهم في خضم المفاوضات الآن. لقد بدأوا المفاوضات. وستستمر لبضعة أيام". وأضاف، "سنرى كيف ستسير الأمور. لكنني سمعت أن الأمور تسير على ما يرام".
ولدى مشاركته في عدة برامج حوارية، أمس الأحد، للحديث عن الوضع في غزة، عدّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، من جانبه، أن القصف الإسرائيلي في قطاع غزة ينبغي أن يتوقف في حال التوصل إلى اتفاق بشأن الإفراج عن الرهائن.
وصرح روبيو لمحطة "سي بي أس" قائلاً، "ما إن يتم التوافق على التفاصيل اللوجيستية، أعتقد أن الإسرائيليين والجميع سيقرون باستحالة الإفراج عن رهائن وسط القصف. على القصف إذاً أن يتوقف"، مشدداً على وجوب بلوغ هذا الاتفاق "سريعاً جداً". وأضاف، "لا يمكن أن تكون الحرب جارية في خضم عملية" التبادل.
وفي رسائل نصية مع مراسل من محطة "سي أن أن" رد الرئيس الأميركي إيجاباً عندما سئل ما إذا كان نتنياهو موافقاً على إنهاء الحملة العسكرية في غزة.
وأتى الدفع الدبلوماسي هذا بعدما وافقت "حماس" على الإفراج عن كل الرهائن الأحياء والأموات، وتسليم إدارة غزة لهيئة من "المستقلين"، لكنها شددت على وجوب التفاوض بشأن نقاط أخرى مرتبطة بـ"مستقبل القطاع" وردت في مقترح ترمب، من دون أن تتطرق إلى مطلب رئيس هو نزع سلاحها.
وقال روبيو لمحطة "أن بي سي"، إن ثمة "تحديات لوجستية" يجب معالجتها لتمهيد الطريق أمام الإفراج عن الرهائن. وتوقع كذلك أن يكون تحقيق الأهداف الطويلة الأمد "أكثر صعوبة" لا سيما ما يتعلق بحكم القطاع ونزع سلاح "حماس" والفصائل المسلحة الأخرى.
وأكد روبيو، "لا يمكن وضع هيكلية حكومية في غزة لا تشمل ’حماس’ في غضون ثلاثة أيام. الأمر يحتاج إلى بعض الوقت". وكان ترمب قال لمحطة "سي أن أن" في وقت سابق، إنه في حال رفضت "حماس" التخلي عن السلطة "فستمحى بالكامل".