قضية اغتيال الفقيدة افتهان المشهري المدير التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين بمحافظة تعز، ليست اغتيالا لشخصيتها فقط، بل اغتيال لكرامة الدولة، ونشر للفوضى وإثارة الرعب لدى المجتمع وقادة الوطن الشرفاء، الذين يعملون بجهدٍ وتفان! امرأة عِصامية بذلت روحها لخدمة المحافظة، حيث كانت شُعلة متقدة من النشاط والعمل والكفاح المعطر برائحة النصر والصبر، في الميدان مع عمال النظافة كانت لها بصمات عمل ناجحة، ومع عمال التحسين كانت كزهرة أقحوانية تعكس جمال وطبيعة مدينة تعز، تصول وتجوب أرجاء المدينة والمدن بحثاً عن آليات ومعدات ومكب للقمامة لتجنيب المدينة مخاطر الكوارث البيئية والصحية، وتسقي الأرض بعرق جبينها لتُزهر وتزهو.. وها هي اليوم تسقي الأرض بدمائها الطاهرة، شهيدة ترجّلت بعد حياة حافلة بالعطاء وخدمة المجتمع.
ثلاثون طلقة - كما أوضحتها تقارير- وجهت صوب امرأة لترديها أشلاء متناثرة، وفي فاجعة هزت أرجاء المدينة. كما كان أيضاً لغزارة الأعيرة النارية ضحايا غير السيدة افتهان، فهناك أيضا الطالب حسين عبدالرحمن الصوفي ابن مديرية المعافر الذي كان متجها صوب الجامعة للدراسة وقريباً من الحادثة، كانت هناك نيران طائشة (طلقة مباشرة) أصابته في الرأس نُقل على إثرها إلى المشفى وحالته حرجة جداً، إضافة إلى إصابة عدد من النساء، كما أوضحتها مصادر.
ما ذنب هذه الأرواح؟! وماذا يمكن أن تسمى مثل هذه الأعمال؟! وما هي العقوبات اللازمة التي يُمكن أن ينالها مثل هذه الوحوش الآدمية؟
إننا أمام قضية جنائية وطنية عظيمة، تستدعي صُنع مواقف صارمة من قبل السلطات المحلية والأجهزة الأمنية لكشف الجُناة المكشوفين أصلاً، وتقديمهم للعدالة لنيل جزائهم الرادع.. والعمل على اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لمواجهة قوى الظلم والشر.
ونسأل الله اللطف والسلامة والأمن والأمان لكافة ربوع الوطن.