يوم أمس الأول مرت أربعون يوماً منذ أن كُلمنا بوفاة أنبل وأصدق وأعز من أنجبتهم صحيفة (14 أكتوبر)، بل النبراس الأدبي ـ الإعلامي المميز سالم الفراص .. أربعون يوماً مضت .. لم يتذكره أحد .. أربعون يوماً عجاف يكتنفها الغموض والتجاهل المتعمد لم يشر لها ولو ببضعة أسطر، وهو من غمر كل صفحات الصحف والمجلات والكتب بدفقات نقية متلألئة من عصارة جهده وكدحه الذهني ملامساً أوجاع وأفراح وأتراح كل بسطاء هذه البقعة من أرض وطننا المقهور غدراً وجحوداً.. ترى هل تناسينا الأكثر نبلاً وعطاءً منا فعلاً أم أن مرارة بؤسنا المعاش أجبرتنا أو لنقل اصابتنا بفيروس مناعة قتل قيم الوفاء ونبذ النبل.
إنه سالم الفراص يا هؤلاء من علمنا كيف نبتسم بسخرية وقت الشدائد والمحن .. سالم القلب الطاهر نابذ كل صنوف الحقد والتكبر والتغول والنرجسية، الغامر كل الناس بطهارة التسامح وجسارة مواجهة كل التحديات والعوائق والكوابح بشموخ الصمود المتعقل والحكمة والالتزام الاخلاقي المتزن .. لن ينساك أحد يا أبا زرياب غير ان مجرد تذكرك وتذكر مسالكك الحياتية المنيرة كفيل بأن يخلق نوعاً من لواعج الحسد والغيرة حد البغضاء من قبل من يفطنون خصالك وشموخك ومناهل عطائك الانساني والابداعي.. فنم قرير العين فهناك الكثير ممن يختطون مآثرك الحياتية ـ الطيبة ولكن ـ عفواً ـ ما بأيديهم حاجة لا حول ولاقوة لهم لا سلطة أو وجاهة أو قراربأيديهم إنهم مفلسون من كل متاع الحياة .. وعفواً على التقصير القهري حتى نلقاك قريباً ان شاء الله لنستضاف معا في مأواك الأبدي جمعاً.