مصر ترحب بالطرح الفرنسي وستارمر "يشعر بقلق" بعد قتل صحافيين ووزير الدفاع الإيطالي: إسرائيل فقدت الإنسانية


.jpg)

.jpg)


باريس / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الإثنين خطط إسرائيل لتكثيف عمليتها العسكرية في غزة ووصفها بأنها تنذر بكارثة غير مسبوقة، واقترح تشكيل تحالف دولي بتفويض من الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في غزة.
وقال ماكرون، في تصريحات أرسلها مكتبه للصحافيين "إعلان مجلس الوزراء الإسرائيلي توسيع عملياته في مدينة غزة ومناطق الخيام في المواصي وإعادة احتلالها ينذر بكارثة محققة غير مسبوقة، وخطوة نحو حرب لا نهاية لها".
وأضاف ماكرون "سيظل الرهائن الإسرائيليون وسكان غزة الضحايا الرئيسين لهذه الاستراتيجية".
من جهته قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن "لا مانع من نشر قوات دولية في غزة لتمكين السلطة الفلسطينية من إدارتها".
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الإثنين إن رئيس الوزراء يشعر "بقلق بالغ" إزاء الاستهداف المتكرر للصحافيين في غزة، وذلك بعد مقتل خمسة صحافيين في غارة جوية إسرائيلية بالقطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف وقتل الصحافي في قناة "الجزيرة" أنس الشريف واتهمه بأنه قائد خلية تابعة لحركة "حماس" وبالضلوع في هجمات صاروخية استهدفت إسرائيل.

ورفضت "الجزيرة"، الممولة من الحكومة القطرية، هذا الاتهام كما رفض الشريف قبل مقتله أيضاً الاتهامات الإسرائيلية بأن له صلات بحركة "حماس".
من جهته أكد وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو في مقابلة نشرت اليوم أن الحكومة الإسرائيلية "فقدت الصواب والإنسانية" في ما يتعلّق بغزة وأشار إلى انفتاحه على إمكانية فرض عقوبات على الدولة العبرية.
وقال كروسيتو لصحفية "لا ستامبا" إن "ما يحصل غير مقبول. لا نواجه عملية عسكرية تتسبب بأضرار غير مقصودة، بل نكران تام للقانون والقيم المؤسِّسة لحضارتنا".
وأضاف "نحن ملتزمون في ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، لكن علينا الآن إيجاد طريقة لإجبار نتنياهو على التفكير بوضوح، تتجاوز مجرّد الإدانة".
وردا على سؤال بشأن احتمال فرض عقوبات دولية على إسرائيل، قال كورسيتو إن "احتلال غزة وبعض الأعمال الخطرة في الضفة الغربية تشكّلان تحولا كبيرا ينبغي أن تُتّخذ قرارات في مواجهتها تُجبر نتنياهو على التفكير".
وتابع "لن تكون خطوة ضد إسرائيل، بل طريقة لحماية الناس من حكومة فقدت الصواب والإنسانية".
.jpg)
إلى ذلك أفاد فلسطينيون بتعرض مناطق شرق مدينة غزة اليوم الإثنين لأعنف قصف منذ أسابيع، بعد ساعات فقط من تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يتوقع استكمال هجوم موسع جديد في القطاع "بسرعة معقولة".
وأدت غارة جوية على خيمة بمجمع مستشفى الشفاء إلى مقتل ستة صحافيين من بينهم مراسل قناة "الجزيرة" أنس الشريف. وقال شهود إن دبابات وطائرات إسرائيلية قصفت أحياء الصبرة والزيتون والشجاعية شرق مدينة غزة شمال القطاع اليوم الاثنين، مما دفع عدداً من العائلات إلى النزوح غرباً.
ووصف بعض سكان مدينة غزة الليلة الماضية بأنها كانت إحدى أسوأ الليالي منذ أسابيع، مما أثار مخاوف من استعدادات عسكرية لشن هجوم أعمق على مدينتهم التي تقول حركة "حماس" إنها تؤوي حالياً نحو مليون شخص بعد نزوح السكان من الأطراف الشمالية للقطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت نيران المدفعية على مسلحين من حماس في المنطقة. ولم تظهر على الأرض أي مؤشرات على توغل القوات في عمق مدينة غزة ضمن الهجوم الإسرائيلي الذي تمت الموافقة عليه في الآونة الأخيرة والذي من غير المتوقع أن يبدأ خلال الأسابيع المقبلة.
من جهته دان رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني استهداف إسرائيل "المتعمد" للصحافيين في قطاع غزة.
وقال رئيس الوزراء القطري في منشور على منصة إكس إن "الاستهداف المتعمد للصحافيين لا يحجب الوقائع الفظيعة التي ترتكبها إسرائيل بشكل ممنهج في قطاع غزة، بل يبرهن للعالم أجمع أن الجرائم المرتكبة في غزة فاقت كل التصورات، في ظل عجز المجتمع الدولي وقوانينه عن إيقاف هذه المأساة".

ونددت منظمة "مراسون بلا حدود" اليوم الإثنين "بشدة وغضب بالاغتيال المُقرّ به" لمراسل "الجزيرة" أنس الشريف الذي قُتل مع أربعة صحافيين آخرين من طاقم القناة في غارة إسرائيلية على مدينة غزة ليل الأحد، وأقر الجيش الإسرائيلي باستهدافه.
وقالت المنظمة المدافعة عن الصحافة في بيان "كان أنس الشريف، أحد أشهر الصحافيين في قطاع غزة، صوت المعاناة التي فرضتها إسرائيل على الفلسطينيين في غزة"، داعيةً إلى "تحرك شديد من الأسرة الدولية لوقف الجيش الإسرائيلي".
في المقابل قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأحد، إنه يتوقع استكمال التحضير لهجوم جديد على غزة "بسرعة معقولة"، في الوقت الذي استمع فيه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى مطالب جديدة لإنهاء المعاناة في القطاع الفلسطيني.
وأضاف نتنياهو الذي كان يتحدث بعد أن وافقت حكومته الأمنية، الجمعة، على خطة لاقت انتقادات كثيرة للسيطرة على مدينة غزة، أنه لا خيار أمامه سوى "إكمال المهمة" وإلحاق الهزيمة بحركة "حماس" لتحرير الرهائن المحتجزين لديها.
وقال شهود، إن مدينة غزة، أكثر مناطق القطاع اكتظاظاً بالسكان، تعرضت لغارات جوية إسرائيلية، في وقت متأخر من أمس الأحد، وهو ما قال مسؤولون بالقطاع الصحي في مستشفى الشفاء إنه أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل في مطعم للشطائر بحي الصبرة.
.jpg)
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن صاروخاً أصاب خيمة يستخدمها الصحافيون قرب المستشفى، وقال مدير مستشفى الشفاء محمد أبوسلمية لقناة "الجزيرة"، إن سبعة أشخاص قتلوا هناك. كما أفادت تقارير بإطلاق نار من دبابات في المنطقة.
وقال المكتب الإعلامي التابع لحركة "حماس في غزة، إن خمسة من موظفي "الجزيرة" قتلوا في الهجوم. وقال في بيان "ننعى في حركة حماس الضحايا الذين ارتقوا في الغارة على خيمة الصحافيين في مستشفى الشفاء، وهم مراسلا الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصوران إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة، ومساعد المصور محمد نوفل". وقال مسعفون في مستشفى الشفاء اليوم الاثنين إن صحافياً سادساً يدعى محمد الخالدي، وهو مراسل محلي مستقل، قُتل أيضاً في الغارة الجوية.
وقال الجيش الإسرائيلي، إنه استهدف الشريف وقتله، زاعماً أنه كان يقود خلية تابعة لحركة "حماس" ومتنكراً في هيئة صحافي. وأضاف أن هذا الاتهام تأكد من خلال معلومات استخباراتية ووثائق عثر عليها في غزة. وفي الشهر الماضي، قالت المقررة الخاصة بالأمم المتحدة إيرين خان إن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة.
وقال مكتب نتنياهو في وقت لاحق أمس الأحد، إن رئيس الوزراء تحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول "خطط إسرائيل للسيطرة على ما تبقى من معاقل لحماس في غزة".

وأضاف أن الهجوم الجديد على غزة يهدف إلى التعامل مع معقلين متبقيين لـ"حماس" مشيراً إلى أن هذا هو الخيار الوحيد أمامه بسبب رفض الحركة إلقاء سلاحها. وتقول "حماس" إنها لن تلقي السلاح إلا بعد قيام دولة فلسطينية مستقلة.
ولم يتضح بعد متى سيبدأ الهجوم، الذي سيكون الأحدث في محاولات الجيش الإسرائيلي المتتالية لإخراج المسلحين من مدينة غزة.
وقال نتنياهو، "الجدول الزمني الذي حددناه للعمل سريع نسبياً. نريد، قبل كل شيء، تهيئة الأوضاع لإنشاء مناطق آمنة ليتسنى للسكان المدنيين في مدينة غزة الخروج منها".

وأشار إلى أنه سيتم نقل سكان المدينة، التي كان يقطنها مليون شخص قبل الحرب المستمرة منذ عامين، إلى "مناطق آمنة". ويقول الفلسطينيون إن تلك المناطق لم توفر لهم الحماية من النيران الإسرائيلية في الماضي.
وعبر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي عن معارضته لاحتلال قطاع غزة بأكمله، وحذر من أن توسيع الهجوم قد يعرض حياة الرهائن الذين لا تزال "حماس" تحتجزهم للخطر ويجر القوات الإسرائيلية إلى حرب عصابات طويلة الأمد ومميتة.
وقال نتنياهو، إن هدفه ليس احتلال غزة. وأضاف "نريد حزاماً أمنياً بجوار حدودنا، لكننا لا نريد البقاء في غزة. هذا ليس هدفنا".