يعد نادي الشعلة الرياضي الثقافي بمدينة عدن واحداً من أعرق الأندية الرياضية وشاهدا حيا على مكانة واصالة وعراقة هذه المدينة التاريخية الموسومة بزهو وعنفوان وكبرياء وألق المدن التي جسدت الحضارية المثلى بكل معانيها وقيمها وأبجديات وهجها الحضاري المطرز ببهاء الحضور التليد.
وقد لعب هذا النادي الكبير دوراً فاعلاً ومؤثراً حقاً في إثراء الواقع الرياضي والثقافي خلال حقب طويلة وطويلة جداً متصدراً المشهد الاجتماعي زاهياً بانتصاراته وأمجاده وعظمة مكانته الهامة والنيرة في صفحات يومياتنا في الأمس القريب والجميل الذي افتقدناه اليوم كثيراً في ظل سلسلة من الأزمات والنكبات والأحزان والمواجع التي لا تنتهي ولا تتوقف عند حد.
فالنادي اليمني العدني العريق الذي كان بالأمس القريب ايقونة رياضية وثقافية وفكرية عريقة وزاهية قولاً وفعلاً وفي ميادين واتجاهات لا حصر لها اصبح ومع الأسف الشديد والشديد جداً يا ولاة الأمر واصحاب المشورة والقرار غارقا في مستنقع من السلبيات والاشكاليات والهموم وفي حالة استسلام واضحة وبينة ولا غبار عليها لما وصلت إليه أوضاع البلاد والعباد من مشاكل مالية وادارية وتعقيدات (حكومية غريبة) هدت المعبد وارسلت الجميع دون استثناء إلى أتون فراغ سياسي واقتصادي واجتماعي مثل (العجز) بكل معانيه والفشل الذريع بكل مسمياته.
فحتى (الشاشة العملاقة) و (الفضية الصغيرة .. التلفزيون العادي) لم يعد موجوداً أمام عشاق ومحبي ومناصري النادي ووجوههم العابسة التي ذبلت وساعدتها مرارة الواقع الرياضي والثقافي الذي ينزف دماً وقهراً وكمداً.
فما رأي الاخوة المسؤولين المحترمين في وزارة الشباب والرياضة ومكتبهم الأنيق والجميل الموقر والكابتن العزيز والمكافح بصمت عن الحال الذي وصل إليه هذا النادي الذي يمثل اشراقة حقيقية وركيزة مضيئة واحدة وحيدة لا ثاني لها في ظل توقف مختلف الأنشطة والفعاليات الثقافية والفكرية والاجتماعية التي غرقت في وحل الأزمة السياسية والاقتصادية والحكومية الخانقة.
نأمل ان يكون هناك تحرك عاجل وهادف وجاد ومسؤول يستحضر قيم العمل الرياضي والثقافي المنزهة من أي شوائب جافة ومالحة ومهترئة أفرزتها ويلات وتشظيات وجحيم (مجموعة الأزمات اليمنية) المتسارعة والمتعاظمة والمقلقة والمخيفة ايما خوف في زمن اغبر وأحمق قل فيه الوفاء الحقيقي لرسالة الرياضة والثقافة والعمل الجماهيري والشعبي والانساني المتسامي الذي أسهم وبأشكال عديدة قوس قزحية بهية وجسد وعمق ومدلولات الانسان اليمني الذي يضرب به المثل عبر التاريخ في مستوى حضاريته ووعيه وصيغه مفاهيمه الوجودية الزاهية الألوان.
وعلى قيادة النادي ان تسعى لاصلاح ما يمكن اصلاحه وترميم ما يمكن ترميمه وفي المقدمة (اصلاح الشاشة العملاقة) والتلفزيون الصغير وهو المطلب الأساسي لأبناء النادي وعشاقه ومحبيه الذين شكوا وبكوا لنا من هذا الحال المايل.