لا اجافي الحقيقة حين اقول واجزم في قولي ان ثورة المعلومات والاتصالات الالكترونية في العالم اجمع وبلادنا الحبيبة والغالية على قلوبنا دون ادنى شك اسهمت وبشكل كبير جدا في توعية وتثقيف شرائح واسعة ومختلفة ومتعددة التوجهات والانماط والميولات، وهو ما لا يختلف عليه اثنان البتة، ويجمع عليه السواد الاعظم من المجتمع والناس.
غير أنه بالمقابل افرز سلبيات ومخاوف وهموماً كثيرة تتعلق بأخلاقيات وسلوكيات وجنون وحماقات كثير من الناس الذين حولوا هذا الانجاز التكنولوجي الهام والحساس في حياة البشرية اليوم الى مساحة صعبة ومؤلمة ومقلقة حقا تجسدت وبشكل غريب وارعن نتيجة لغرقهم المؤسف في وحل الجريمة المنظمة اذا جاز لي التعبير، وتحولهم من مثقفين ومتعلمين ونشطاء الكترونيين الى لصوص ومجرمين ومبتزين حقراء هلاميين بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
حيث لمسنا بأنفسنا كيف ان هؤلاء الجن المبتزين تسببوا في معاناة الكثير والكثير من الاسر الكريمة والمحترمة من خلال ابتزاز بناتهم او احدى معاريفهم هنا او هناك بشكل او بآخر وبطرق رخيصة وحقيرة، وهو اقل ما يمكن ان نصف به هؤلاء المرجوجين الذين تجردوا من ابسط القيم والمثل والنزاهة التي يعرف بها ابن البلد اليمني الاصيل الذي يضرب به المثل في الشهامة والرجولة وفعل الخير في كل زمان ومكان وهو ما لا يختلف عليه اثنان.
ونجد انه بين فترة واخرى تقام ندوات توعوية هادفة وفاعلة حقا لمواجهة هذا الوباء الالكتروني والاخلاقي من قبل الفعاليات الرسمية او المنظمات والناشطين والفعاليات الاهلية والاجتماعية التي تلعب دورا هاما ومؤثرا مع الدولة لوقف نزيف هذه الجريمة التي يندى لها الجبين حقا وترسم في القلب غصة.
وهو ما نأمل ان يستمر وبنسق عالٍ في المدن وفي الارياف في اوساط الشباب والفتيات وحتى كبار السن، فالجريمة كما شهدناها استهدفت اناساً من فئات عمرية مختلفة وتسببت في آلام وجراحات مريرة ايما مرارة لتدمي قلوب كل الناس في مجتمعنا الذي يعد واحداً من المجتمعات المحافظة التي تنبذ هذه الجرائم والتفاهات والسخافات غير المبررة ابدا والتي لا يمكن قبولها وتعد جرائم جسيمة في حق الناس والمجتمع.
علينا ان نستمر في السير في هذا الاتجاه ومواجهة هؤلاء المبتزين الالكترونيين الذين تجردوا من كل القيم وكانوا سببا في دمار وخراب كثير من الاسر المحترمة والفاضلة الذين لايزالون حتى اللحظة يعانون من ويلات وتداعيات تلك الجرائم البشعة ويجدون صعوبة حقيقية في تجاوز مساحاتها الصعبة والقاسية والمهينة مع الاسف الشديد.
وعلى الدولة بشكل اساسي ومحوري، والفعاليات السياسية والثقافية والفكرية والكتاب والصحفيين من مختلف المشارب الفكرية، والناشطين الحقوقيين وصناع فكر ووعي المجتمع مواجهة هذه الجريمة النكراء اليوم عبر مختلف الميادين والصحف والمواقع الخاصة بالتواصل الاجتماعي، والاسهام الخلاق ولعب ادوارها التوعوية المسؤولة لمواجهة هذا الخطر المحدق بالأسرة، كيف لا؟وهي نواة وحدة وتماسك المجتمع بشكل عام وارضيتها الصلبة والمتينة ومدماك تماسك نسيجها الوطني والسياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي الذي يتعرض للأسف الشديد لهزات عنيفة بسبب تداعيات الحرب وتفاقم الأوضاع الاقتصادية وتدهور قيمة العملة الوطنية التي وصلت الى طريق مسدود ومخيف. نسأل الله اللطف في عواقبه وتجنيب شعبنا ويلات الازمات والكوارث بإذنه جل وعلا.