ما أن تدلف قدماك مدخل أي محل من محلات بيع الملابس البشرية وما شاكلها سرعان ما تصاب بفاجعة ينفطر لها قلب كل ذي بصيرة قبل قلب كل من ليس لديه باليد حيلة. وحتى لا يصاب القارئ العزيز بما يشبه الصرع المدوي للأدمغة سأكتفي بإيراد ما تيسر من بواطل تجرعناها بهذه المحلات الشعبية بما فيهم تجار البسطة الشعبية.
أما السبب لما أردت سرده فهو ان كل تلكم المحلات قد دبرت فيما بينها لتحديد تسعيرة بيع ملابس الأطفال والشباب والشيوبة مثلي بتسعيرة الريال السعودي وما ان تنتقي قميصا أو ثوبا أو فوطة أو سروالا لك أو لطفلك سرعان ما يداهمك صوت البائع هذا قيمته كذا.. كذا ريال سعودي .. ويضيف وبسرعة الصوت وإذا مافيش معك زلط سعودي ما عليش اندينا ما يقابلها بالريال اليمني ويؤكد بلهجة عنترية واللي معجبوش الأسعار الله معه يروح يدور له خراج، الدنيا رمضان ومافيش داعي لعكننة المزاج والرفس واللوك.
طيب يا أخي أنا في عدن ومن عدن مش بالسعودية!
خليك اللوك والملواكة مابناش طافة على وجع القلب إذا قادر تشتري كان بها وان مش قادر الباب يسع لباص كوستر!!
عموماً هذه التلميحة البسيطة جلبتها من أماكن البيع الشعبية حتى لا يودف أي أب أو أم من الضباحة زيي ويجرجر عياله إلى أي مجمع أو سوبر ماركت أو محل من محلات الهاي هاي بقصد المزناطة وهذا التنبيه أوردته حتى لا يصاب من ودف وعملها ودخل مثل هذه المحلات واصيب بوعكة دماغية أو صدمة قلبية أودت بحياته ومن جلبهم معه أكون أنا وصحيفتي الغراء وكل زملائي قد ابرأنا ذمتنا مما حصل أو قد يحصل، والمبلغ بريء.
طيب يا ناس يا عباد الله طالما مسؤولونا نازحون دوماً إلى خارج ديار الوطن ومواطنيه طرحوا الحبل على الغارب وجعلوا التجار يتمشرطوا على الضباحة بكل شيء ابتداء من سعر حبة الليم الحامض مروراً بالملابس الداخلية لكلا الجنسين وانتهاء بالقرص الروتي المقشنن .. إيش بايجري لو يقوي المسؤولين قلوبهم ويطلبوا الأشقاء السعوديين مش الكبار ولكن التحتيين بالمناصب ان يقدموا الدعم الوافر لايقاف هذه المهزلة وأن يحسوا بمعاناة الناس من تدهور العملة .. افعلوها واقسم بالله انهم بايوافقوا فوراً وما بايبخلوش علينا ونحن نعرف انهم عيال كرم ونخوة وأصدقاء أوفياء وقد امتزج دمنا بدمائهم وناضلنا سوية .. وان نضالنا وإياهم ماكنش من اجل تجويعنا ومرمطتنا وتدويخنا العشر دوخات وجرجرتنا السبع جرجرات افعلوها وباتشوفوا ايش بايحصل وما تخافوش ما بايقطعوش عليكم فارق السعر من مخصصاتكم، فهم مش من هذا الصنف قلنا لكم هم اصحاب نخوة وهم اصدقاؤنا واخواننا .
وبالمناسبة نأمل من الجميع تفعيل قرار دولة رئيس الوزراء القاضي بالزام جميع وزراء وموظفي الدولة بممارسة مهام عملهم من الداخل وليس من بلاد برع على الأقل علشان يحسوا ويشاهدوا بأم أعينهم جور المكابدات والمعانات المقيتة التي يتجرعها أبناء هذه البقعة وحدهم دون بقية بقاع وأناس المعمورة.. كلي ثقة ان وجودهم ومعايشتهم للواقع سوف يحرك الأمور ويذلل كثيرا من الصعاب والمثل يقول (ما يحك لك إلا ظفرك)، و(النار ما تحرق إلا رجل واطيها).
فهل نحن فاعلون؟!!