السيسي يجدد رفض تهجير الفلسطينيين وتهديد الأمن القومي لدول المنطقة





القاهرة / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
جدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم الثلاثاء تأكيد رفض القاهرة لمقترحات تهجير الشعب الفلسطيني، حتى لا تتم "تصفية" القضية الفلسطينية.
كما شدد، وفقاً لبيان صادر عن الرئاسة المصرية، على ضرورة تجنب التسبب في تهديد للأمن القومي لدول المنطقة.
وأثار الرئيس الأميركي دونالد ترمب غضب العالم العربي بخطته لنقل أكثر من مليوني فلسطيني بصورة دائمة من غزة، وفرض السيطرة الأميركية على القطاع وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أمس الإثنين إنه لا يريد أن تكون العلاقات مع أوروبا "رهينة" لوجهات النظر إزاء الصراع مع الفلسطينيين في الوقت الذي استأنفت فيه إسرائيل حواراً يشوبه التوتر مع الاتحاد الأوروبي بسبب الحرب في غزة.
وأجرى ساعر محادثات مع كبار المسؤولين الأوروبيين في بروكسل، حيث يدرس التكتل القيام بدور في إعادة الإعمار في غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي أُبرم الشهر الماضي.
وقال ساعر في مؤتمر صحافي مشترك مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي عقب المناقشات، "لا ينبغي أن تكون العلاقات الإسرائيلية الأوروبية رهينة للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني".
وترأس ساعر الجانب الإسرائيلي في اجتماع مجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل مع مسؤولة السياسة الخارجية بالتكتل كايا كالاس في أول اجتماع من نوعه منذ عام 2022.

ووصفت كالاس الجلسة بأنها "صريحة"، وقالت في المؤتمر الصحافي المشترك، "أنا سعيدة لأننا نستطيع القيام بذلك معكم". وأوضحت مجموعة من المخاوف في شأن الوضع بغزة والضفة الغربية. وأضافت، "ندعو جميع الأطراف باستمرار، بما في ذلك إسرائيل، إلى احترام القانون الإنساني الدولي". وأردفت أن أوروبا "لا يمكنها إخفاء قلقها في شأن الضفة الغربية" وتؤيد عودة الفلسطينيين النازحين إلى ديارهم في غزة.
وذكرت كالاس أيضاً أن من الضروري أن ينتقل وقف إطلاق النار في غزة إلى مرحلة ثانية، وأن الاتحاد الأوروبي سيدعم إعادة إعمار القطاع عندما يحين الأوان. وشددت على أن "وقف إطلاق النار فرصة حقيقية لكسر دوامة العنف، ولا بد من الانتقال إلى المرحلة الثانية".
ومن المفترض أن تنهي المرحلة الثانية الحرب نهائياً ويعارضها اليمين المتطرف حليف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مما يهدد بقاء حكومته.

وأعلنت إسرائيل الأحد أنها طردت مع حظر العودة نحو 40 ألف فلسطيني من سكان ثلاثة مخيمات للاجئين في شمال الضفة الغربية، حيث يشن الجيش عملية واسعة منذ شهر.
وتأتي هذه العمليات في وقت تبدو فيه الهدنة في قطاع غزة هشة للغاية. ويفترض أن تنتهي المرحلة الأولى التي دخلت حيز التنفيذ في الـ19 من يناير الماضي في غزة بعد 15 شهراً من الحرب في الأول من مارس لكن المفاوضات في شأن مواصلة العملية لم تبدأ بعد.
وأعلن ساعر في ختام الاجتماع في بروكسل، "استمعت إلى مواقف كل الدول الأعضاء وبددت مخاوفهم وعرضت المقترحات الإسرائيلية".

من جهتها اتهمت حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية إسرائيل بالسعي إلى "ضم الضفة الغربية بالقوة"، بعد إخلائها ثلاثة مخيمات من سكانها ونشر دبابات في الضفة.
وبدت الشوارع المدمرة في محيط مخيم جنين في شمال الضفة مقفرة الإثنين، بينما شوهدت في المنطقة ثلاث دبابات ميركافا تمركزت في نقاط مرتفعة. وكان سكان نزحوا من المخيم يدخلون بين فينة وأخرى عبر طريق خلفي إلى المخيم للعودة ببعض الأغراض.
وقال أحمد القرعاوي (52 سنة)، "نعود لأخذ بعض الأغراض في أي فرصة تسمح. نخاطر لأن علينا القيام بذلك". وأضاف، "لم يكن لدينا أي شيء عندما غادرنا... لا ملابس، لا شيء. نعود لنأخذ ملابس لأن الطقس بارد".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه أصدر تعليمات للجنود "للاستعداد لإقامة طويلة في المخيمات التي تم إخلاؤها، لعام من الآن، وعدم السماح بعودة قاطنيها وعودة الإرهاب".
وتوعد مسؤولون إسرائيليون مراراً بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967، وهو أمر يعارضه بقوة الفلسطينيون والجزء الأكبر من المجتمع الدولي. وبدأت العملية العسكرية الواسعة في الضفة بعد يومين من بدء تطبيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة.

واعتبرت حركة "الجهاد الإسلامي" أن عمليات الإخلاء واسعة النطاق ونشر دبابات إسرائيلية في المنطقة لأول مرة منذ مطلع الألفية "تؤكد تخطيط الاحتلال لضم الضفة بالقوة". ونددت الحركة التي قاتلت إلى جانب حركة "حماس" في قطاع غزة ضد إسرائيل خلال الحرب بما وصفته بـ"خطوة عدوانية جديدة تهدف إلى اقتلاع شعبنا من أرضه".
وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن عديداً من السكان الذين فروا من المخيمات لجأوا إلى "مساجد ومدارس مكتظة". وأضافت في بيان، "يكافح الناس من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية مثل الوصول إلى المياه النظيفة والغذاء والرعاية الطبية والمأوى.. ويكافح المدنيون النازحون أيضاً من أجل العثور على معلومات عن أفراد أسرهم الذين أصبحوا في عداد المفقودين أو اعتُقلوا".