

نيويورك / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الإثنين عن "القلق البالغ" إزاء دعوات الضم وتصاعد العنف في الضفة الغربية من قبل المستوطنين الإسرائيليين.
وقال أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف إن وقف إطلاق النار في غزة "هش" وعلينا تجنب تجدد الأعمال القتالية بأي ثمن.
وتطرق غوتيريش إلى الوضع في أوكرانيا حيث قال إن على الدول العمل لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا ودعا إلى سلام عادل ودائم في الذكرى الثالثة لاندلاع الحرب.
من جهته، قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، إن أي اقتراح لإجبار الناس على ترك أراضيهم في غزة "غير مقبول على الإطلاق".
من جهة أخرى، يلتقي وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر مع مسؤولين أوروبيين كبار في بروكسل اليوم، في إحياء للحوار مع الاتحاد الأوروبي في وقت يدرس فيه التكتل دوراً في إعادة إعمار غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار يناير (كانون الثاني) الماضي.
ويترأس ساعر الجانب الإسرائيلي في اجتماع مجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، وهو الاجتماع الأول من نوعه منذ عام 2022، ومن المقرر أن تركز المحادثات على الوضع الإنساني في غزة والعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية والتطورات في الشرق الأوسط.
وقال سفير إسرائيل لدى الاتحاد الأوروبي حاييم ريغيف لوكالة "رويترز"، إن "مجلس الشراكة الذي يُعقد اليوم الإثنين يمثل فرصة مهمة لتأكيد وتعزيز الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي".
وكشفت حرب غزة عن انقسامات حادة داخل الاتحاد الأوروبي، ففي حين نددت جميع الدول الأعضاء بهجمات "حماس"، دافع البعض بشدة عن حرب إسرائيل في غزة واستنكر آخرون الحملة العسكرية الإسرائيلية وما ألحقته من خسائر في صفوف المدنيين.
وبعث زعيما إسبانيا وإيرلندا في فبراير 2024 رسالة إلى المفوضية الأوروبية للمطالبة بمراجعة مدى امتثال إسرائيل لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان بموجب اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل المبرم عام 2000 الذي يوفر الأساس للتعاون السياسي والاقتصادي بين الجانبين.
لكن قبل اجتماع اليوم، ناقشت الدول الأعضاء في التكتل، البالغ عددها 27 دولة، اتخاذ موقف وسطي يشيد بمجالات التعاون مع إسرائيل لكنه في الوقت ذاته يشير إلى بعض المخاوف.
وبحسب مسودة وثيقة اطلعت عليها "رويترز"، سيؤكد الاتحاد الأوروبي خلال الاجتماع التزام أوروبا بأمن إسرائيل ووجهة نظره "بضرورة ضمان العودة الآمنة والكريمة للنازحين من مواطني غزة إلى ديارهم".
من جهته قال القيادي بحركة "حماس" باسم نعيم، أمس الأحد، إن إجراء محادثات مع إسرائيل من خلال وسطاء حول أي خطوات أخرى في اتفاق وقف إطلاق النار مرهون بإطلاق سراح سجناء فلسطينيين مثلما هو متفق عليه.
وأضاف :"لن يكون هناك أي حديث مع العدو عبر الوسطاء في أي خطوة قبل الإفراج عن الأسرى المتفق على إطلاق سراحهم مقابل الأسرى الإسرائيليين الستة".
وقالت إسرائيل إنها أرجأت إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين الذين كانت تعتزم الإفراج عنهم حتى تلبي حركة "حماس" شروطها.
وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لن تسلم الدفعة السابعة من السجناء والمعتقلين الفلسطينيين وعددهم 620 "قبل ضمان إطلاق سراح الدفعة التالية من الرهائن، ومن دون مراسم مهينة".
وكانت تلك إشارة إلى أحدث عمليات التسليم التي أجرتها "حماس" والتي قال مسؤولون في الأمم المتحدة، إنها تتعارض مع القانون الدولي لأنها لم تتسم باحترام الرهائن.
وتجعل "حماس" الرهائن يظهرون على منصة أمام حشود وأحياناً يتحدثون قبل تسليمهم، فضلاً عن استعراض التوابيت التي تحتوي على رفات الرهائن بين الحشود.
وتابع نعيم، "أي حديث مع العدو عبر الوسطاء حول أي خطوات قادمة مرهون بالإفراج عن الأسرى المتفق على إطلاق سراحهم وعددهم 620 أسيراً فلسطينياً مقابل الجثامين الأربعة والأسرى الإسرائيليين الستة الذين أُطلق سراحهم السبت
الماضي". وأضاف، "وعلى الوسطاء إلزام العدو تنفيذ بنود الاتفاق كما وردت في النص".
وقال نادي الأسير الفلسطيني، إن إسرائيل تمارس "عمليات الإرهاب بحق الأسرى وعائلاتهم". وقال غسان وشاحي الذي كان من المقرر إطلاق سراح شقيقه، أول من أمس السبت، إن أسرته تشعر بخيبة أمل بسبب التأخير.
من جانبه، قال البيت الأبيض في بيان، الأحد، إنه يؤيد قرار إسرائيل بتأجيل إطلاق سراح 600 سجين فلسطيني مشيراً إلى "المعاملة الوحشية" التي يتعرض لها الرهائن الإسرائيليون من "حماس".
وجاء في بيان للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بريان هيوز، إن تأجيل إطلاق سراح السجناء هو "رد مناسب" على معاملة الحركة الفلسطينية المسلحة للرهائن.
وأضاف، أن الرئيس دونالد ترمب مستعد لدعم إسرائيل في "أي مسار تختاره في ما يتعلق بـ(حماس)".
ودأبت إسرائيل و"حماس" على تبادل الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار منذ بدء سريانه في الـ19 من يناير الماضي، لكنه مستمر حتى الآن. وفي مرحلة ما قالت "حماس" إنها ستتوقف عن تسليم الرهائن بسبب ما قالت إنها انتهاكات إسرائيلية.
وأدى وقف إطلاق النار إلى توقف القتال، لكن احتمالات إنهاء الحرب لا تزال غير واضحة.
وقال الجانبان إنهما يعتزمان بدء محادثات حول مرحلة ثانية يقول الوسطاء إنها تهدف إلى الاتفاق على إعادة كل الرهائن المتبقين والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية.

واندلعت الحرب بعدما شن مسلحون بقيادة "حماس" هجوماً عبر الحدود على بلدات في جنوب إسرائيل مما أدى وفقاً لما تقوله إسرائيل إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
وتقول السلطات الصحية الفلسطينية، إن الحملة العسكرية الإسرائيلية التي تلت هجوم "حماس" أدت إلى مقتل 48 ألفاً على الأقل كما حولت جزءاً كبيراً من القطاع الفلسطيني إلى أنقاض، وتركت مئات الألوف في ملاجئ موقتة ويعتمدون على شاحنات المساعدات.