الجيش الإسرائيلي قتل منفذ الهجوم والـ"أونروا" تحذر: الوضع في جنين يتخذ منحى كارثياً
تل أبيب / الضفة الغربية / 14 أكتوبر / متابعات :
أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان مقتل اثنين وإصابة ثمانية من جنوده اليوم الثلاثاء، حينما فتح مسلح النار على القوات في منطقة بشمال الضفة الغربية، وهو ما أدى إلى معركة بالأسلحة النارية قتل خلالها منفذ الهجوم.
وأضاف الجيش أن جنديين اثنين من الثمانية المصابين في حالة حرجة، بينما تعرض الستة الباقون لإصابات طفيفة.
في الأثناء، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم إن الوضع في مخيم جنين للاجئين في شمال الضفة الغربية يأخذ "منحى كارثياً" جراء الدمار الذي لحق بكثير من المساكن والمباني جراء العملية العسكرية الإسرائيلية الجديدة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم قتل مسلحاً وصفه بـ(الإرهابي) خلال تبادل لإطلاق النار في شمال الضفة الغربية، حيث ينفذ عملية عسكرية واسعة النطاق منذ نحو أسبوعين.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن "إرهابياً أطلق النار على جنود قرب حاجز عسكري في تياسير" في شرق جنين، مضيفاً "تبادل الجنود إطلاق النار مع الإرهابي وقتلوه".
وقالت خدمة إسعاف نجمة داوود الحمراء إنها قدمت العلاج لستة أشخاص كانوا في موقع الحادثة، قبل أن تنقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وأفاد المتحدث باسم مستشفى "بيلينسون" قرب تل أبيب، بأن أربعة من المصابين يخضعون لتقييم طبي أولي، فيما أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن جنديين اثنين في حال حرجة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المهاجم، الذي كان مسلحاً ببندقية آلية من طراز "أم-16"، أطلق النار من مسافة قريبة على جندي خرج من مخبأ محصن، مما أدى إلى تبادل لإطلاق النار استمر دقائق عدة.
وتعد هذه الواقعة الأحدث في سلسلة من أعمال العنف بمختلف أنحاء الضفة الغربية منذ اندلاع حرب غزة في 2023.
في غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم الـ"أونروا" جولييت توما للصحافيين في جنيف، إن الوضع في مخيم جنين "يتخذ منحى كارثياً"، مضيفة أن أجزاء كبيرة منه "دُمرت بالكامل في سلسلة من التفجيرات التي نفذتها القوات الإسرائيلية".
وقالت توما التي كانت تتحدث من عمان، "تشير التقديرات إلى أن 100 منزل دمرت أو لحقت بها أضرار كبيرة" جراء العملية الإسرائيلية، وأضافت "لقد تحمل سكان هذا المخيم على وجه الخصوص ظروفاً تفوق القدرة على الاحتمال... وقعت التفجيرات الأحد عندما كان من المفترض أن يعود الأطفال إلى المدرسة".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في الـ21 من يناير الماضي بدء عملية عسكرية واسعة في مدينة جنين ومخيمها الذي يعتبر معقلاً للجماعات الفلسطينية المسلحة، وأطلق على العملية اسم "السور الحديدي".
وأول من أمس الأحد، قال الجيش إنه قتل ما لا يقل عن 50 مسلحاً منذ بدء عمليته، كذلك أعلن الجيش بعدها بأيام بدء عملية عسكرية "لمكافحة الإرهاب" في مدينة طولكرم القريبة.
وقال الجيش "في إطار عملية إحباط الإرهاب، قامت القوات الإسرائيلية أخيراً بنسف مبان عدة في جنين"، مضيفاً أنها "كانت تستخدم كمرافق للبنية التحتية الإرهابية".
من جهتها، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية الأحد التدمير الإسرائيلي "الوحشي" لأبنية في جنين، وقالت في بيان إنها تدين "بأشد العبارات... التفجيرات التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيمي جنين وطولكرم، بما في ذلك إقدامها اليوم على تفجير أحياء واسعة من مخيم جنين، في مشهد وحشي يعكس حجم الدمار الذي تعرض له قطاع غزة، ويجسد أحد مظاهر حرب الإبادة والتهجير ضد شعبنا".
وفي ما يتعلق بالـ"أونروا"، قالت توما، "ما زالت 13 مدرسة في المخيم والمناطق المحيطة به مغلقة، وأثر ذلك في 5 آلاف طفل في تلك المنطقة"، وأضافت أن خدمات الـ"أونروا" داخل مخيم جنين انقطعت أشهراً عدة ثم توقفت تماماً في أوائل ديسمبر 2024.
وقالت الـ"أونروا" إنها لم تتلقَّ أي تحذير مسبق في شأن تفجير المباني، بعد انقطاع الاتصال بين موظفيها والسلطات الإسرائيلية. واتهمت إسرائيل الـ"أونروا" بتوفير غطاء لمسلحي "حماس"، وأقر الكنيست تشريعاً يحظر عمل الوكالة في إسرائيل وأي اتصال معها، وهو ما يعوق الخدمات الحيوية التي تقدمها الوكالة بعد 15 شهراً من الحرب المدمرة في غزة.
وتصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر 2023.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، قتل ما لا يقل عن 884 فلسطينياً، من بينهم كثير من المسلحين بنيران القوات الإسرائيلية أو مستوطنين في الضفة الغربية منذ بدء الحرب في غزة.
كما قتل ما لا يقل عن 30 إسرائيلياً، بعضهم عسكريون، في هجمات فلسطينية أو مواجهات خلال العمليات الإسرائيلية في المنطقة خلال الفترة نفسها، وفق أرقام إسرائيلية رسمية.