التبادل الرابع بين إسرائيل و(حماس): تحرير (3) رهائن إسرائيليين و (183) معتقلا فلسطينيا
القاهرة / غزة / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات:
مع تصاعد الحديث عن امكانية نقل فلسطينيين من قطاع غزة، أكد الاجتماع السداسي العربي بالقاهرة، رفض تهجير الفلسطينيين، ودعم تنفيذ اتفاق وقف النار بكل مراحله.
كما أشار في بيانه اليوم السبت إلى أنه يتطلع للعمل مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحقيق حل الدولتين.
كذلك شدد الاجتماع على تأكيد دعم الجهود المبذولة من قبل الدول الثلاث (مصر وقطر وأميركا)، لضمان تنفيذ الاتفاق بكل مراحله وبنوده، وصولاً للتهدئة الكاملة، والتأكيد على أهمية استدامة وقف إطلاق النار، بما يضمن إيصال الدعم الإنساني إلى جميع أنحاء قطاع غزة وإزالة جميع العقبات أمام دخول كافة المساعدات الإنسانية والإيوائية ومتطلبات التعافي وإعادة التأهيل.
كذلك أكد رفض أي محاولة لتحجيم دور الأونروا، وأهمية تنفيذ عملية شاملة لإعمار غزة، ودعوة المجتمع الدولي ومجلس الأمن لتنفيذ حل الدولتين، ورفض أي محاولة لتقسيم قطاع غزة / والتأكيد على ضرورة انسحاب إسرائيل من غزة.
بدورها قالت الخارجية السعودية إن اجتماع القاهرة بحث إدامة وقف النار في غزة، كما ناقش تمكين السلطة الفلسطينية من القيام بمهامها، وبحث عودة المهجرين في غزة لمنازلهم بشكل آمن، وإيصال مزيد من المساعدات لغزة.
أتى هذا الاجتماع بعد أيام من طرح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مقترحاً بنقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، ما لاقى رفضاً من هذين البلدين، وأطراف عربية ودولية أخرى.
كما أتى بعد يومين من سريان قرار الحكومة الإسرائيلية حظر أنشطة الأونروا في إسرائيل والقدس الشرقية المحتلة، اعتبارا من الخميس، والذي يحمل "عواقب كارثية" على حياة ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين.
يشار إلى أن وزراء خارجية مصر بدر عبد العاطي، والأردن أيمن الصفدي، والسعودية فيصل بن فرحان، وقطر محمد بن عبد الرحمن، والإمارات عبد الله بن زايد، شاركوا في اجتماع القاهرة
كما حضر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
فيما استبق وزير الخارجية المصري الاجتماع العربي بمباحثات ثنائية مع نظيره الأردني.
ميدانيا سلّمت حركة "حماس" ثلاث رهائن إسرائيليين إلى الصليب الأحمر الدولي اليوم السبت، خلال عملية التبادل الرابعة التي تجري في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين الحركة وتل أبيب في قطاع غزة، فيما أطلقت إسرائيل في المقابل سراح 183 معتقلاً فلسطينياً في سجونها.
بالتزامن، أعيد فتح معبر رفح بين قطاع غزة ومصر للمرة الأولى منذ مايو 2024 للسماح بخروج المرضى الفلسطينيين ودخولهم إلى مصر لتلقي العلاج.
ووصلت حافلات تقل المعتقلين الفلسطينيين المحررين من السجون الإسرائيلية إلى بلدة بيتونيا قرب مدينة رام الله بالضفة الغربية بعد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الثلاث في غزة.
وبين المعتقلين الفلسطينيين المفرج عنهم، 111 معتقلاً من قطاع غزة اعتقلوا عقب السابع من أكتوبر 2023. وحسب هيئة شؤون الأسرى والمعتقلين الفلسطينية، بين المفرج عنهم اليوم 18 محكومين بالسجن المؤبد، و54 من أصحاب الأحكام العالية.
وفي مدينة خان يونس جنوب القطاع، أطلقت الحركة أولاً سراح الإسرائيلي ياردين بيباس والفرنسي الإسرائيلي عوفر كالديرون، في احتفال سريع ومنظّم بحضور عدد قليل من المتفرّجين.
وظهر الرهينتان على خشبة المسرح لفترة وجيزة، بينما كانا يحملان شهادتين تؤكد إطلاق سراحهما، بحضور عدد كبير من مسلحي "حماس"، وطُلب منهما التلويح
بيديهما للمتفرجين ولمصور من "حماس"، قبل أن ينضما إلى عناصر الصليب الأحمر.
وأعلن الجيش الإسرائيلي لاحقاً أنه تسلم من الصليب الأحمر كلاً من عوفر كالديرون وياردين بيباس.
وفي منطقة ميناء الصيادين في حي الرمال غرب مدينة غزة، سلمت "حماس" الرهينة الثالثة وهي الإسرائيلي - الأميركي كيث سيغل، وذلك "بحضور عدد من كبار القادة الميدانيين في كتائب القسام كان الاحتلال أعلن اغتيالهم"، حسب ما أفاد قيادي في "حماس" وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي وقت لاحق، قال الجيش الإسرائيلي إنه تسلم كيث سيغل، وأضاف في بيان "قبل فترة وجيزة، عبر الرهينة المدني كيث سيغل الحدود إلى الأراضي الإسرائيلية برفقة قوات من الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)".
وأعلنت "حماس" في بيان أن "كتائب القسام" "حرصت على توفير الرعاية الصحية اللازمة للأسير الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية، ويعاني أمراضاً عدة، على رغم الظروف القاسية".
وقال مصدر مطلع لوكالة الصحافة الفرنسية إن "حماس استجابت لطلب إسرائيلي عبر الوسطاء بتسليم الأسرى من دون جماهير حتى لا يحدث إرباك، ذلك أن وجود الجمهور يشكّل خطورة على حياتهم"، فيما أفاد مصدر قريب من "كتائب القسام" بأن "نحو 500 من عناصرها" شاركوا في عملية تسليم الدفعة الرابعة.
وفي ميناء الصيادين، رُفعت على المنصة التي اعتلاها الرهينة عند تحريره صور لقادة "حماس" الذين قُتلوا في الحرب مع إسرائيل، بما في ذلك قائد "كتائب القسام" محمد ضيف الذي اتهمته إسرائيل بأنه أحد العقول المدبرة لهجوم السابع من أكتوبر 2023 والذي أعلنت الحركة مساء الخميس أنه قُتل إلى جانب أربعة آخرين من كبار قادتها خلال الحرب.
في تل أبيب، تجمع المئات من الأشخاص في ما صار يعرف بـ"ساحة الرهائن"، وتابعوا في بث مباشر عبر شاشة عملاقة عملية تسليم الرهائن الثلاث، في أجواء من التأثر والفرح، وكان بينهم السفير الفرنسي في إسرائيل فريديريك جورناس.
ولم تشهد عملية التسليم التي جرت اليوم أياً من المشاهد الفوضوية التي طغت على عملية التسليم السابقة أول من أمس الخميس، عندما واجه حراس "حماس" صعوبات في حماية الرهائن من حشود تجمعت حولهم في غزة.
وعقب عملية اليوم، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر منصة "إكس"، إنه يتشارك مشاعر "الارتياح والفرح الكبيرين" مع أقارب الرهينة المحرر عوفر كالديرون الذي أطلق سراحه "بعد 483 يوماً من الجحيم الذي لا يمكن تصورّه". وأضاف ماكرون أن أفكاره مع أوهاد ياهالومي، الرهينة الفرنسي-الإسرائيلي الأخير الذي ما زالت تحتجزه "حماس"، مؤكداً أن فرنسا تفعل "كل ما في وسعها لإطلاق سراحه من دون تأخير".
ومنذ دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في الـ19 من يناير الماضي بعد حرب مدمرة استمرت أكثر من 15 شهراً بين حركة "حماس" وإسرائيل، أُطلق سراح 18 رهينة إسرائيلية ومئات المعتقلين الفلسطينيين.
ويحيط غموض بمصير شيري بيباس زوجة ياردين بيباس وولديهما كفير (عامان) وأرييل (خمسة أعوام)، وهما الطفلان الوحيدان اللذان ما زالا محتجزَين.
ومنذ احتجازهما مع والدتهما خلال الهجوم الذي نفذته حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، لم ترشح أية أخبار عنهم، باستثناء إعلان "حماس" في نهاية نوفمبر 2023 مقتلهم في قصف إسرائيلي، وهو ما لم تؤكده إسرائيل.
غير أن الجيش الإسرائيلي قال في الـ25 من يناير إنه يشعر بقلق "عميق" على مصيرهم.
وأمس الجمعة قالت أسرتهم عبر موقع "إنستغرام"، "من المفترض أن يعود ياردين السبت لكن شيري والطفلَين لم يعودوا بعد"، معبرة عن "مشاعرة مختلطة" في مواجهة "أيام معقدة للغاية".
من جانبها سألت وزارة الخارجية الإسرائيلية عبر موقع "إكس"، حركة "حماس" "أين طفلَي (عائلة) بيباس".
وتأتي عملية التبادل الرابعة بعد يومين فقط من عملية تبادل نُظمت الخميس في ظل ظروف معقدة في خان يونس جنوب القطاع، قرب المنزل المدمر الذي نشأ فيه رئيس حركة "حماس" يحيى السنوار الذي قتل خلال الحرب في معركة مع الجيش الإسرائيلي.
وأُطلق في حان يونس سراح سبع رهائن هم الإسرائيليان غادي موزيس وأربيل يهود وخمسة عمال تايلانديين، كما أطلق في ميخم جباليا سراح رهينة ثامنة هي جندية إسرائيلية.
وخلال العملية واجه عناصر من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" صعوبة في السيطرة على مئات الأشخاص الذين احتشدوا لمتابعة مجريات تسليم الرهائن في خان يونس. وأثار ذلك تنديد نتنياهو ودفعه الى تأخير الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين إلى حين تلقى من الدول الوسيطة "ضماناً" بـ"إفراج آمن" عن الرهائن المتبقين في القطاع.
ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى إدخال "تحسينات" على أمن عمليات تسليم الرهائن المحتجزين لدى "حماس" إلى إسرائيل.
وقالت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقراً، إنها "لا تتحكم بتوقيت الإفراج أو الموقع أو البيئة" التي تتم فيها هذه العملية. وأضافت أن "التفاصيل واللوجستيات تحددها الأطراف نفسها".
وسهلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تستمد فعاليتها من الحياد المطلق الذي
تعتمده في مناطق الحروب والنزاعات، نقل جميع الرهائن خلال هذه الهدنة، وخلال الهدنة السابقة في نهاية نوفمبر 2023.
وأعيد فتح معبر رفح بين أقصى جنوب قطاع غزة ومصر اليوم بعد إتمام عملية التبادل.
ومن المتوقع أن يشهد عبور أول مجموعة من الفلسطينيين من غزة إلى مصر عبر معبر رفح، على أن يعبر 50 مصاباً من المسلحين و50 مصاباً من المدنيين، إلى جانب مرافقين لهم، مع السماح بمرور 100 آخرين، معظمهم من الطلبة، لأسباب إنسانية على الأرجح.
وكان قيادي في "حماس" قال إن "الوسطاء أبلغوا (الحركة) بموافقة إسرائيل" على فتح المعبر السبت، فيما أورد المصدر الآخر أن هذا القرار سيتيح إجلاء جرحى "تنفيذاً لاتفاق وقف اطلاق النار". وسيطرت إسرائيل على هذا المعبر في مايو 2024.
ونشر الاتحاد الأوروبي بعثته للمساعدة عند معبر رفح، وفق ما أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كايا كالاس الجمعة.
وكتبت كالاس على منصة "إكس" أن هذه البعثة المدنية "ستدعم الطاقم الحدودي الفلسطيني وستتيح نقل أفراد خارج غزة، بينهم من يحتاجون إلى عناية طبية".
وتوقعت منظمة الصحة العالمية إجلاء نحو 50 مريضاً السبت إلى مصر من خلال هذا المعبر الذي سيطرت عليه إسرائيل في مايو 2024.
وينص الاتفاق المؤلف من ثلاث مراحل على وقف الأعمال القتالية وانسحاب إسرائيل من المناطق المأهولة. وتمتد المرحلة الأولى ستة أسابيع وتشمل الإفراج عن 33 رهينة من غزة في مقابل نحو 1900 معتقل فلسطيني.
وإضافة إلى عمليات التبادل ووقف إطلاق النار يتيح الاتفاق وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يعاني كارثة إنسانية.
كذلك ينص اتفاق وقف إطلاق النار على استئناف المفاوضات بعد 16 يوماً على دخوله حيز التنفيذ، أي الإثنين في الثالث من فبراير وذلك لبحث آليات المرحلة الثانية التي تهدف إلى إطلاق سراح آخر الرهائن وإنهاء الحرب، الأمر الذي يعارضه بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية.
ومن المفترض أن تشمل المرحلة الثالثة والنهائية من الاتفاق إعادة إعمار غزة وإعادة جثث آخر الرهائن القتلى. غير أن وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع قد يواجه تعقيدات كثيرة بعد دخول قرار إسرائيل قطع علاقاتها مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) حيز التنفيذ الخميس، بعدما كانت قد اتهمت موظفين فيها بالتواطؤ مع "حماس" في هجومها على إسرائيل.
مع ذلك أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن الوكالة تواصل عملها في سائر أنحاء الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية.
وفي واشنطن أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء أمس الجمعة التأكيد أن الأردن ومصر سيستقبلان سكاناً من غزة، خلال تصريحات للصحافيين من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض.
وكان الرئيس الأميركي شدد الخميس على أن مصر والأردن سيقبلان باستقبال النازحين من غزة على رغم إعلان الدولتين العربيتين رفضهما خطته لنقل الفلسطينيين من القطاع.
وجاءت تعليقات ترمب غداة رفض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أي تهجير قسري لسكان غزة، عقب الحرب بين "حماس" وإسرائيل.
وعندما سُئل ترمب عن رده على الرفضين المصري والأردني وما إذا كان يفكر بفرض رسوم جمركية على البلدين لدفعهما إلى ذلك، أجاب، "سيفعلون ذلك". وقال، "سيفعلون ذلك، نحن نفعل كثيراً من أجلهم، وسيفعلون ذلك".
ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل و"حماس" في أكتوبر 2023 حذرت مصر والأردن من خطط لتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية عبر حدودهما.