الرباط/ 14 اكتوبر:
شارك وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، اليوم، في مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، في دورته الرابعة والعشرون المنعقد بالعاصمة المغربية الرباط.
ويناقش المؤتمر الذي شارك فيه نحو 20 وزيراً، سبل تعزيز العمل العربي المشترك، والعديد من القضايا أبرزها الصناعات الثقافية والإبداعية وتحديات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، وتقديم الخطوط العريضة للخطة الاستشرافية لتطوير الصناعات الثقافية في الدول العربية، وعرض خلاصات أشغال اللجنة الدائمة للثقافة العربية واعتماد التوصيات الصادرة، ومناقشة موعد ومكان إقامة الدورة القادمة الـ(25) لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي.
وفي مستهل كلمته، نقل الوزير الإرياني لإخوانه وزراء الثقافة العرب تحيات فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي وإخوانه أعضاء المجلس.
ودعا الإرياني وزراء الثقافة ،في الدول العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والمنظمات المماثلة بتعزيز التنسيق لحماية وصون التراث الثقافي اليمني..مشيراً إلى ما تعرضت له اليمن خلال العشر سنوات الماضية من عملية تدمير وتضليل في تاريخها الحديث والمعاصر، بسبب عصابة الحوثي الإرهابية المارقة التي طغت وتكبرت على الشعب اليمني العظيم وتاريخه وحضارته وابت إلا أن تكون أداة طيعة بيد النظام الإيراني للقتل والتدمير.
وتطرق الوزير إلى ما أصاب الانسان اليمني جراء الحرب المستمرة التي اشعلتها الميلشيا الإرهابية في حياته وسكنه وعيشه وامنه، حيث اتخذت الميلشيات من المواقع الاثرية والحصون والمتاحف مواقع عسكرية ومخازن أسلحة، كما تعرضت المواقع الاثرية والمتاحف للنهب والعبث بمحتوياتها.
وعبر الوزير الارياني، عن سعادته للمشاركة في الدورة الحالية لمؤتمر الوزراء الثقافة العرب والتي تنعقد في ظل ظروف استثنائية ومعقدة تمر بها منطقتنا والعالم بأسره ناهيك عن ما يتعرض له التراث والموروث الثقافي والحضاري للأمة العربية من مخاطر وتهديدات..مؤكداً ان العديد من التحديات التي تواجه أمتنا هي في الأصل ناتجة عن جذور ثقافية وستظل كذلك، الأمر الذي يفرض على وزراء الثقافة مضاعفة الجهود لمواجهة هذه التحديات ليس كترف ولكن كضرورة ومن أجل الحفاظ على استقرار دولنا وشعوبنا والحفاظ على هويتنا ومصيرنا المشترك.
وشدد على ان الثقافة ليست ارث الماضي فقط بل هي اداة لبناء المستقبل، وتعزيز الانتماء والاعتزاز بهويتنا العربية، ومن هنا ندرك مسؤوليتنا كوزراء للثقافة للحفاظ على هويتنا العربية، ودعم الابداع والابتكار وتشجيع التبادل الثقافي لما له من اثر كبير في مواجهة التحديات غير المسبوقة التي تواجهها امتنا وثقافتنا.
ولفت الإرياني إلى ما يشهده العالم من تحولات غير مسبوقة في جميع المجالات وعلى راسها المجال الثقافي، وتأثير التقنيات الحديثة خاصة التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي على الصناعات الثقافية الذي أصبح مسألة حيوية، إذ يُعتبر التفاعل بين هذه التقنيات والثقافة من أكبر التحديات التي نواجهها اليوم..مبيناً أن الفرص والتحديات التي يجب أن نتعامل معها بحكمة ومرونة تمكن ما بين الحفاظ على الهوية الثقافية، وتعزيز الابداع من جهة، وبين الاستفادة من هذه الأدوات الحديثة لتحسين وتسريع الإنتاج الثقافي من جهة أخرى.
وتقدم الوزير بخالص الشكر وعظيم التقدير للدور الاخوي الكريم للأشقاء في المملكة العربية السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، على كل الجهود الأخوية النبيلة تجاه إخوانهم في اليمن..مشيدا بالجهود المتميزة لصاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة بالمملكة العربية السعودية رئيس الدور الـ23 على جهوده المتميزة خلال الدورة الماضية، وعلى الدعم والرعاية الكريمة لصون التراث الثقافي في اليمن من خلال العديد من المشاريع التي قدمتها المملكة في هذا الجانب.
وثمن الوزير الإرياني جهود وزير الشباب والثقافة والتواصل بالمملكة المغربية رئيس الدورة الـ24 محمد المهدي بنسعيد، على حسن التنظيم وكرم الضيافة، والشكر موصول للمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور محمد ولد أعمر، وفريق العمل بالمنظمة على حسن الإعداد لهذا المؤتمر.. متمنياً للجميع التوفيق والنجاح لما يخدم أمتنا وشعوبنا العربية.
شارك في المؤتمر سفير اليمن لدى المملكة المغربية، عزالدين الأصبحي، ووكيل وزارة الثقافة محمد الشعبي.
*سبأنت