الحوادث الصادمة داخل الولايات المتحدة، تكررت مع الساعات الأولى من العام الجديد 2025، مع انفجار شاحنة «تيسلا سايبر ترك» في لاس فيغاس، وهجوم إرهابي في نيو اورليانز، مما أثار اهتمام وتحليل الدوائر الأميركية، حيث نفذ الحادثتين الصادمتين جنديان في الجيش الأميركي.
واقع مزعج للجيش الأميركي
الحادثتان كشفتا عن واقع مزعج للجيش الأميركي.. التحول المأساوي نحو العنف داخل الرتب العسكرية، سواء من التطرف أو الصراعات المتعلقة بالصحة العقلية، حسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، التي نشرت تقريرا تحليليا تحت عنوان «أعمال العنف في العام الجديد تعيد إحياء الجانب المظلم من الحياة العسكرية».
وذكرت الصحيفة أن الحادثتين رغم مرور أيام على الصدمة، إلا أنهما يدقان جرس إنذار خطير، وأن الحادثتين نفذهما رجال مرتبطون بالجيش مما يثير مخاوف بشأن الضغوط التي يواجهها أفراد الخدمة.
خلل الصحة العقلية
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن خبراء عسكريين ومحاربين قدامى إن أحداث يوم رأس السنة تثير أسئلة جديدة حول جهود الحكومة لمساعدة أفراد الخدمة والمحاربين القدامى وقدرتها على اكتشاف علامات التحذير، وإنهم يأسفون على العنف، ومع ذلك يرون أن صراعاتهم الخاصة تنعكس في هؤلاء الرجال، ويفهمون كيف يمكن للغضب أو الصراعات المتعلقة بالصحة العقلية بسبب الخدمة العسكرية أن تؤدي إلى تفاقم الضغوط اليومية.
اضطرابات ما بعد الصدمة
قال آدم رامزي للصحيفة، وهو من قدامى المحاربين في الجيش الأمريكي خدم في العراق وأفغانستان: «لقد شاهدت هذا يحدث للعديد من الأشخاص، وإنه كان محظوظًا بوجود قيادة جيدة دعمت تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة وعلاجه».. وكان يتذكر معارك إطلاق النار، بما في ذلك تلك التي أسفرت عن مقتل طفل في أفغانستان، وقال إنه شعر وكأنه وحش، مضيفا: «لم أكن أدرك حتى أن هذا كان يحدث، فقد أصبح جزءًا من شخصيتي»، وفي النهاية، قال إن زوجته لم تعد تتحمل هذا الأمر.
«أعرف فقط كيفية قتل الناس»
ونقلت الصحيفة عن ديزموند كوك، الذي انضم إلى مشاة البحرية وخدم في جولات مختلفة في مناطق الحرب، إنه «شعر وكأنه فقد هويته، لم أكن أعرف سوى شيء واحد.. كنت أعرف كيفية تفجير الأشياء، وكنت أعرف كيفية قتل الناس».
وقال كوك إنه عانى أثناء خدمته من اضطراب ما بعد الصدمة، وهو ما أدركه الآن، كان سريع الانفعال ويبحث عن سبب للقتال، كانت فكرة التواجد في معركة بالأسلحة النارية في منطقة حرب تثير حماسه، وكانت الحشود الكبيرة تثير غضبه، وحاول علاج نفسه بالمخدرات والكحول حتى يشعر بأنه طبيعي.