المعارضة تعلن هروب الأسد والاحتفالات تعم العاصمة السورية (دمشق)
دمشق / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
أعلنت المعارضة السورية المسلحة سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ودخول قواتها إلى العاصمة دمشق -فجر اليوم الأحد- تتويجا لسلسلة من الانتصارات الخاطفة التي حققتها في الأيام الماضية.
وأكدت إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة المسلحة أن "الطاغية بشار الأسد هرب"، وأعلنت أن "مدينة دمشق أصبحت حرة".
وأضافت "بعد 50 عاما من القهر تحت حكم البعث، و13 عاما من الإجرام والطغيان والتهجير نعلن اليوم نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا". ودعت السوريين المهجّرين في الخارج للعودة إلى "سوريا الحرة".
كما أكدت مصادر من المعارضة المسلحة، انسحاب ضباط وعناصر النظام من مقر وزارة الدفاع وقيادة الأركان في دمشق، في حين أكدت مواقع سورية توقف جميع الرحلات في مطار دمشق الدولي وإخلاءه من العاملين.
وخرج السوريون إلى شوارع العاصمة السورية دمشق في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد وارتفعت أصوات الرصاص في عموم العاصمة وعلى مداخلها وكافة محاورها احتفالا بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
واحتضنت ساحة الأمويين في وسط العاصمة دمشق جزءا من هذه الاحتفالات التي امتدت أيضا إلى محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون بالتزامن مع فرار قوات الجيش والأمن من مقرات عدة أبرزها قيادة الأركان ووزارة الدفاع بالعاصمة.
وأفادت تقارير إعلامية أن الكثير من جنود الجيش السوري غادروا مواقعهم العسكرية وتركوا المقرات دون أي حماية. ومن أبرز المواقع التي أخليت مقرات الاستخبارات العسكرية ومبنى قيادة الأركان في ساحة الأمويين".
وقال عدد من سكان دمشق إن الشوارع أخليت من عناصر القوات الحكومية وإن احتفالات تجري في الكثير من عموم العاصمة احتفالا بسقوط النظام بعد أنباء عن مغادرة الرئيس بشار الأسد".
وأضاف السكان أن "عددا من السيارات تجوب الشوارع ويعتقد أنها لمسلحي الفصائل بعد دخولهم إلى العاصمة".
هذا، وقد تضاربت الأنباء حول مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، بعد أن فقد السيطرة على العاصمة دمشق بدخول فصائل المعارضة المدينة.
فقد نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين سوريين رفيعي المستوى أن الرئيس بشار الأسد غادر دمشق إلى وجهة غير معلومة.
وأوضحت رويترز أن ضابطين كبيرين بالجيش السوري أكدا لها أنه غادر على متن طائرة إلى وجهة لم يتم الكشف عنها.
وتناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ادعاءات حول مغادرة بشار الأسد على متن طائرة من دمشق إلى مدينة اللاذقية.
وذكرت مواقع تتبع الرحلات الجوية على شبكة الإنترنت، أن الطائرة التي يعتقد أنها تقل بشار الأسد شوهدت آخر مرة في سماء غرب حمص بعد إقلاعها من مطار دمشق الدولي، لكنها فُقدت لاحقا من شاشات الرادارات.
وادعت تلك المواقع أن الطائرة انخفضت إلى ارتفاع 1600 قدم، وقامت بحركات غير عادية قبل أن تختفي من شاشات الرادار.
وفي تطور آخر، أفادت المعارضة المسلحة -فجر اليوم الأحد- بفتح أبواب سجن صيدنايا العسكري الواقع قرب دمشق وهو من الأكبر في سوريا والمعروف بكونه مركزًا للتعذيب في ريف دمشق بعد اقتحامه.
وقالت المعارضة فجر اليوم الأحد، إنها اقتحمت سجن صيدنايا ونجحت في تحرير الأسرى لتنهي "عصر الظلم".
وفي 27 نوفمبر الماضي، اندلعت اشتباكات بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب.
واستطاعت الفصائل بسط سيطرتها على مركز مدينة حلب في 30 نوفمبر وعلى محافظة إدلب (شمال غرب) بشكل كامل.
والخميس، طردت الفصائل قوات النظام خارج محافظة حماة وسط البلاد، عقب اشتباكات عنيفة بين الجانبين.
ومساء الجمعة، بسطت فصائل المعارضة السورية، سيطرتها على مركز محافظة درعا المحاذية للحدود الأردنية، عقب اشتباكات مع قوات النظام في المحافظة، التي تعتبر مهد الانتفاضة الشعبية ضد النظام عام 2011.
والسبت، سيطرت مجموعات معارضة محلية على مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، جنوبي البلاد، قبل أن تسيطر على محافظة حمص، ثم دخلت فجر الأحد العاصمة دمشق.
إلى ذلك وصل قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع، الأحد، إلى العاصمة السورية دمشق.
وقال قائد "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني، الذي بدأ يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع بدلاً من لقبه العسكري، في وقت سابق في بيان بثه التلفزيون السوري الرسمي بعد سيطرة قوات "إدارة العمليات العسكرية" على دمشق، إنه لا مجال للعودة إلى الوراء، وإن الهيئة عازمة على مواصلة المسار الذي بدأته في 2011.
وقال الشرع في بيانه "المستقبل لنا".
وقبل ذلك وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الفصائل السورية، أن الرئيس بشار الأسد غادر دمشق، داعية المهجّرين في الخارج للعودة إلى "سوريا الحرة" بعد إعلانها دمشق "حرة"، فيما أصدر قائد إدارة العمليات العسكرية توجيها لقواته في دمشق بالابتعاد عن المؤسسات العامة.
وقال الشرع في بيان نشر على تطبيق "تليغرام": "إلى كافة القوات العسكرية في مدينة دمشق، يُمنع منعا باتا الاقتراب من المؤسسات العامة، والتي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق، حتى يتم تسليمها رسمياً، كما يُمنع إطلاق الرصاص في الهواء".
وقالت الفصائل في رسائل نشرتها عبر تطبيق "تليغرام" إن بشار الأسد هرب و"نعلن مدينة دمشق حرة"، مضيفة "بعد 50 عاما من القهر تحت حكم البعث، و13 عاما من والطغيان والتهجير، نعلن اليوم نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا".
هذا وقال قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع: "إلى كافة القوات العسكرية في مدينة دمشق، يُمنع منعًا باتًا الاقتراب من المؤسسات العامة، والتي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق (محمد غازي الجلالي) حتى يتم تسليمها رسمياً، كما يُمنع إطلاق الرصاص في الهواء".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب السورية إن الرئيس بشار الأسد غادر البلاد إلى وجهة غير معلومة.
وقال رامي عبدالرحمن، رئيس المرصد، إن الأسد استقل طائرة من دمشق في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد.
وجاءت تعليقات عبد الرحمن بعد أن أعلنت الفصائل السورية المسلحة دخول العاصمة دمشق، متوجين بذلك تقدما كبيرا عبر البلاد، حيث أفاد سكان العاصمة بسماع أصوات إطلاق نار وانفجارات.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها قوات المعارضة إلى دمشق منذ عام 2018، عندما استعادت القوات السورية مناطق في ضواحي العاصمة بعد حصار استمر سنوات.
وأفاد إعلام سوري بأنه تم إخلاء مطار دمشق وإيقاف جميع الرحلات الجوية.
كما أعلن المسلحون أنهم دخلوا سجن صيدنايا العسكري سيئ السمعة شمال العاصمة و"حرروا" السجناء هناك.
وفي ردود الأفعال قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، اليوم الأحد، إن الرئيس السوري بشار الأسد ترك منصبه وغادر البلاد.
ولم تذكر الوزارة في البيان مكان الأسد حاليا.
وأضافت أن روسيا لم تشارك في المحادثات في شأن رحيله.
وقالت إن القواعد العسكرية الروسية في سوريا وضعت في حالة تأهب قصوى، لكن لا يوجد تهديد خطير لها في الوقت الحالي، وإن موسكو على اتصال بجميع جماعات المعارضة السورية، وحثت جميع الأطراف على الامتناع عن العنف.
وأشار البيان إلى أن الأمم المتحدة إلى جانب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في سوريا، يجب أن تبادر بتنظيم مفاوضات شاملة بين الأطراف السورية بشكل عاجل في جنيف.
وفيما يتعلق بالوجود الروسي في سوريا، أكدت روسيا أن القواعد العسكرية الروسية في حالة تأهب قصوى لضمان سلامة المواطنين الروس هناك، مشيرة إلى عدم وجود تهديد خطير في الوقت الحالي لسلامتهم.
ويأتي بيان الخارجية الروسية في وقت تتزايد فيه التكهنات عن الوجهة الجديدة للرئيس السوري السابق بشار الأسد بعد مغادرته سوريا في وقت مبكر من صباح الأحد.
من جهتها قالت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الأحد، إن مصير سوريا هو مسؤولية الشعب السوري وحده ويجب أن يتحدد دون فرض أجنبي أو تدخل هدام، وذلك بعد ساعات من إعلان المعارضة السورية الإطاحة بالرئيس بشار الأسد والسيطرة على العاصمة دمشق.
ودعت إيران، في بيان لوزارة خارجيتها، إلى «إنهاء الصراعات العسكرية على الفور ومنع الأعمال الإرهابية وبدء حوار وطني بمشاركة جميع فئات المجتمع السوري».
وأكدت طهران دعمها قرار مجلس الأمن 2254 لمواصلة المسار السياسي في سوريا وتواصل التعاون مع الامم المتحدة في هذا الصدد.
وأشارت إلى أن حماية «جميع المواطنين السوريين والأماكن المقدسة وأيضاً الخفاظ على الـماكن الدبلوماسية والقنصليات وفق القوانين الدولية ضروري للغاية».
وأضاف البيان: «نتوقع استمرار العلاقات السورية الايرانية الودية وفق الاشتراكات والمصالح المشتركة والاتفاقات القانونية»، مشيرًا إلى أن طهران سوف تتخذ المواقف والأساليب المناسبة وفق سلوك الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي السوري.
وأكدت إيران أنها لن تتدخر جهدا للمساعدة في تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا كونها دولة مؤثرة في المنطقة.
كما قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية إن طهران أجرت اتصالات مع الأطراف الفاعلة في مجريات سوريا، مضيفا: «أبلغنا تحذيرنا القوي لما تعرض مقر سفارتنا وطالبنا بعدم تكرار ذلك».
وأضاف أنه تم اتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية العاملين في السفارة الايرانية بدمشق، مشيرًا إلى «أن جميعهم بخير».
جاء ذلك بعدما أفادت محطة «برس تي.في» الإيرانية الناطقة بالانجليزية، اليوم الأحد، بأن سفارة طهران في دمشق تعرضت للاقتحام من المعارضة السورية بعد السيطرة على المدينة وإعلان إنهاء حكم الأسد الذي استمر نحو ربع قرن.
وفي لبنان أعلن الجيش اليوم الأحد، تعزيز وحدات مراقبة الحدود مع سوريا بعد دخول فصائل مسلحة العاصمة دمشق، وإعلانها إسقاط الرئيس بشار الأسد.
وأوضح الجيش اللبناني في بيان له: «في ظل التطورات المتسارعة والظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، تتابع قيادة الجيش الوضع على الحدود وفي الداخل منعًا لأي تهديد للسلم الأهلي».
وتابع: «في هذا السياق، جرى تعزيز الوحدات المكلفة مراقبة الحدود الشمالية والشرقية وضبطها بالتزامن مع تشديد إجراءات المراقبة، كما تنفذ الوحدات المنتشرة على مساحة لبنان تدابير استثنائية لحفظ الأمن وحماية السلم الأهلي».
في السياق، نقلت وكالة رويترز عن مصدران أمنيان لبنانيان، الأحد، أن حزب الله سحب كل قواته من سوريا أمس السبت لدى اقتراب قوات من الفصائل السورية من العاصمة دمشق.
فيما رصد مراسل فرانس برس عند نقطة المصنع الحدودية بين لبنان وسوريا، ازدحاما كبيرا لسيارات تقلّ سوريين عائدين إلى بلدهم.
من جهة أخرى، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية أن رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، تابع الأوضاع الأمنية في البلاد، ولاسيما على الحدود مع سوريا في خلال اتصال مع قائد الجيش، العماد جوزيف عون، وقادة الأجهزة الأمنية.
وشدد ميقاتي، خلال الاتصالات، على أولوية التشدد في ضبط الوضع الحدودي والنأي بلبنان عن تداعيات المستجدات في سوريا.
وفي سوريا قال زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع المكنى «أبو محمد الجولاني»، في بيان بثه التلفزيون السوري الرسمي بعد سيطرة قوات الهيئة والمعارضة المتحالفة معها على دمشق، إنه لا مجال للعودة إلى الوراء وإن الهيئة عازمة على مواصلة المسار الذي بدأته في 2011 (عام قيام الثورة في سوريا).
وأضاف الجولاني في بيانه الذي نقلته وكالة «رويترز»: «المستقبل لنا».
كانت المعارضة السورية أعلنت، في وقت سابق اليوم، دخولها العاصمة دمشق وسقوط نظام بشار الأسد الذي فر إلى جهة غير معلومة.
وقال الجولاني، في وقت سابق اليوم الأحد إن المؤسسات العامة ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق محمد الجلالي حتى يتم تسليمها، بما يعكس بذل جهود تهدف إلى ضمان انتقال منظم للسلطة بعد أن أعلنت القوات إنهاء حكم الأسد.
جاء هذا في بيان حمل توقيع القائد أحمد الشرع وهو الاسم الحقيقي للجولاني. وحظر البيان على القوات العسكرية في دمشق الاقتراب من المؤسسات العامة أو إطلاق الرصاص في الهواء.
من جهته رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأحد، بنبأ سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، وقال إن باريس ستظل ملتزمة بأمن الجميع في الشرق الأوسط.
وذكر ماكرون في منشور على منصة "إكس": "سقطت الدولة الهمجية، أخيرا. أشيد بالشعب السوري وشجاعته وصبره. وفي هذه المرحلة من عدم اليقين، أتمنى لهم السلام والحرية والوحدة".
وتابع "ستظل فرنسا ملتزمة بأمن الجميع في الشرق الأوسط".