يوم فريد في مسار التوعية التنموية يعكس التفاني الخلاق للمهتمين بقضية العصر المحورية (الغذاء) التي يموت بسببها البعض نتيجة التخمة ويموت الكثيرون نتيجة الندرة والانعدام..
حيث شهدت عدن والعديد من مدن اليمن تظاهرات احتفالية نظمتها وزارة الزراعة والري والثروة السمكية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحد (FAO) والعديد من جهات الصلة والاهتمام بمناسبة الذكرى السنوية ليوم الغذاء العالمي 16 أكتوبر.
وقد انعقدت في القاعة الكبرى بجامعة العلوم والتكنولوجيا في العاصمة عدن احتفالية خطابية وثائقية بمناسبة اليوم العالمي للغذاء، بمبادرة طلابية رائدة ودعم لوجستي من قيادة الجامعة، حيث تم إلقاء كلمات ومحاضرات من قبل الأساتذة الدكتور طه عبده علي والدكتور محمد الخاشعة والمستشار أحمد عبدالملك والمهندس خالد محمد سعيد والطالبة العنود الطاهري، تطرقت إلى مفاهيم ووسائل الامن الغذائي واهمية تضافر جهود الحكومة والمجتمع المدني لتحسين مكانة الزراعة والثروة السمكية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع التجاري في تحسين مستوى التغذية والسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء بالاعتماد على الإنتاج المحلي، من خلال رفع انتاجية المحاصيل وتنمية الثروة السمكية والحيوانية وإدخال الزراعة الذكية مناخياً والاستزراع السمكي والزراعة المائية (هيدربونيك و اكوابونيك) وزراعة السطوح والحدائق المنزلية وتكثيف جهود هيئة البحوث الزراعية وهيئة ابحاث علوم البحار ومركز الأصول الوراثية ومؤسسة إكثار البذور والاتحادات والجمعيات التعاونية والخبراء المختصين في استنباط وتطوير البذور والسلالات والاصناف المحلية المحسنة وتوظيفها باتجاه تحسين ومضاعفة الإنتاج نحو تحقيق الأمن الغذائي من موارد الغذاء المحلي، وتمت الإشارة الى الدور المتنامي لوزارة الزراعة والري والثروة السمكية في الأمن الغذائي في ظل قيادة الوزير اللواء سالم عبدالله السقطري وتنسيق المهام الإنتاجية والخدمية مع الجهات ذات الصلة وفي مصافها منظمة الأغذية والزراعة للامم المتحدة (FAO) وسكرتارية الأمن الغذائي وبرنامج رفع مستوى التغذية (SUN) والجامعات والمؤسسات البحثية ورجال الاعمال والمنظمات التمويلية والتنفيذية على الصعيد المحلي والخارجي.
كما قُدِّمت قصيدة شعرية للدكتورة سمية قطبي ألقتها الطالبة العنود عبدالقوي استعرضت فيها العديد من المزايا والعوامل البناءة للقطاع الزراعي والسمكي في تأمين الغذاء وتحسين سبل العيش.
وفي ختام الحفل الخطابي جرى الانتقال إلى معرض إبداعي أعده طلاب وطالبات كلية الطب والعلوم الصحية عن الانظمة الغذائية والحِمْيَات المختلفة والفوائد المحددة من الاغذية المتنوعة وتوزيع بروشورات توعوية عن الفوائد الصحية والتغذوي للمنتجات الزراعية.
تفاوتت أوقات الاحتفاء بيوم الغذاء العالمي بين ساعة الى ساعات من كلمات وخطابات ومحاضرات وتسجيلات مرئية، وكان التميز الإبداعي فيها مقروناً بالجهود المُنظَّمة من إدارة جامعة العلوم والتكنولوجيا وطلابها المبدعين في كلية الطب والعلوم الصحية.. الخطابات والمحاضرات كانت محدودة لكن الحضور كان كثيفاً، والأداء بلغ أفضل مستواه في معرض المنتجات الغذائية ذات المنشأ المحلي، مضافاً إليها بادرة هي الأولى من نوعها متعلقة بالغذاء الصحي والمشروبات العلاجية، حيث تدهشك الطالبات والطلاب بالمعلومات الحصيفة عن تركيبة هذا المنتج أو ذاك من فيتامينات وبروتين ودهون ونشويات وكربوهيدرات وفوائد علاجية وعن الأوقات والطرق الملائمة لتناول أي منها حاراً أو ساخناً، خليطاً أم منفرداً منها على سبيل المثل احتواء البهجي (الضدح) على 38 % بروتين، فوائد الكركديه بحالتيه الساخنة والحارة المؤثرة في رفع وخفض الضغط، الكركم بتأثيراته الكبيرة في رفع المقاومة الطبيعية للجسم، خليط الليمون والشيت وتأثيراته في تحسين أداء المعدة وتقليص/ إنهاء ترهلات البطن.
الاحتفالية في جامعة العلوم والتكنولوجيا كانت مثالية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وبرغم محدودية الإمكانيات كان أدء المنظمين والطلاب مذهلاً، وانطباعات المشاركين والزائرين فاقت التصورات. سمع الجميع وشاهدوا أشياء مفيدة، وتذوقوا المأكولات والمشروبات الصحية اللذيذة، وأخذ الحاضرون مجموعة قيِّمة من المنشورات التعريفية القيِّمة عن الغذاء الصحي المفيد والأمن الغذائي المنشود، وتم فعلاً الاحتفاء والتوعية المُثلى بالغذاء والتغذية.. كان يوماً للغذاء والتغذية.. يوماً رائعاً من أيام عدن.