هنا مسألة جوهرية في عالم الإدارة والحوكمة، وهي مسألة تطابق الكفاءات مع المهام. وعلى سبيل المثال، حيث يعمل الطبيب محاسباً والصيدلي سائقاً، مما يعكس خللًا واضحًا في نظام الحوكمة.
لماذا هذا الخلل خطير؟
تراجع الكفاءة: عندما لا يقوم الشخص بالمهمة التي يتقنها، فإن جودة العمل تقل، مما يؤثر سلبًا على نتائج مهمته الوظيفية.
الإحباط: نتابع تكليف الموظف بمهام لا تتناسب مع مؤهلاته يؤدي إلى إحباطه وتراجع دافعيته.
الفساد: في بعض الحالات، قد يكون وراء مثل هذه التعيينات دوافع شخصية أو محسوبية، مما يؤدي إلى فساد الإدارة.
فقدان الثقة: يفقد الموظفون والمستفيدون الثقة في الإدارة عندما يرون أن التعيينات تتم بناءً على المحسوبية وليس الكفاءة.
أين تكمن المشكلة في هذا المثال؟
غياب معايير واضحة للتعيين: لا يبدو أن هناك معايير واضحة تحدد من هو المؤهل لشغل كل وظيفة.
تغليب العلاقات الشخصية: يبدو أن العلاقات الشخصية تلعب دورًا أكبر من الكفاءة في عملية التعيين.
عدم وجود آليات للرقابة :لا يوجد نظام للرقابة والتقييم يضمن أن الموظفين يؤدون مهامهم على أكمل وجه.
ما هي الحوكمة الصحيحة؟
الحوكمة الصحيحة هي التي تضمن أن يتم توظيف الأشخاص المناسبين في المناصب المناسبة، وأن يتم تقييم أدائهم بشكل عادل، وأن يتم اتخاذ القرارات بناءً على معايير موضوعية.
مبادئ الحوكمة السليمة في التوظيف
الشفافية: يجب أن تكون عملية التوظيف ذات شفافية وواضحة، وأن يتم الإعلان عن الشواغر بشكل علني.
المساواة: يجب أن تتاح الفرصة للجميع للتقدم للوظائف، دون تمييز على أساس الجنس أو العرق أو الدين أو أي عامل آخر.
الكفاءة: يجب أن يكون التقييم بناءً على الكفاءات والمهارات المطلوبة للوظيفة.
الاستحقاق: يجب أن يتم اختيار المرشح الأفضل للوظيفة بغض النظر عن علاقاته الشخصية.
الرقابة: يجب أن يكون هناك نظام للرقابة والتقييم الدوري لأداء الموظفين.
خلاصة القول
المثال الذي ذكرناه يوضح بجلاء أهمية الحوكمة في أي منظمة. فالحوكمة السليمة هي التي تضمن تحقيق الأهداف وتقديم الخدمات بكفاءة وفعالية. وعندما تغيب الحوكمة، فإن النتائج تكون وخيمة على الجميع.