14 أكتوبر/ خاص :
بالأمس واليوم يتميّز جنوب الجزيرة العربية بثراء ثقافي ولغوي كبير، فعلى المستوى اللغوي، إضافةً إلى اللغة العربية تـُـستخدَم اليوم في جنوب الجزيرة العربية، وتحديدا في محافظتي المهرة وسقطرى من جنوبنا العربي وفي ظفار بسلطنة عمان، ست لغات شفوية أو محكية هي: المهرية، والسقطرية والهوبيوتية والحرسوسية، والبطحرية، والجبالية. تنتمي هذه اللغات الست إلى الفرع الجنوبي للغات السامية الغربية الجنوبية، مثلها مثل اللغات العربية الجنوبية القديمة (أو لغات النقوش)، واللغة العربية الشمالية بفرعيها الباقيين: الحجازي والتميمي، واللغات الإثيو – سامية في شرق إفريقيا. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الباحثين يستخدمون صفة الحديثة لتمييز تلك اللغات الحيّة عن اللغات العربية القديمة أو لغات النقوش التي اندثرت: المعينية والحضرمية والقتبانية والسبئية والحميرية.
اللغات العربية الجنوبية الحديثة في كتابات علماء اللغة:
يقدم الحسن بن أحمد الهمداني، في كتابه (صفة جزيرة العرب)، وصفا موجزا للتنوع اللغوي الذي كان سائدا في شبه الجزيرة العربية في القرن الرابع للهجرة. ويبدو أن وصفه كان دقيقا فيما يتعلق بالمناطق الواقعة في جنوب الجزيرة، حيث كانت (اللغة الحميرية القحة) لا تزال تستخدم في عصره في مناطق جنوب الجزيرة. وقد ذكر الهمداني أن أهل حضرموت لا يستخدمون العربية الفصيحة، وقال: «ربما كان فيهم الفصيح وأفصحهم كندة وهمدان». وذكر كذلك أن «سكان عدن لغتهم مولدة رديئة، وكذلك سكان الشحر ليسوا بفصحاء، فهم مهرة غُتُم يشاكلون العجم». ويمكننا أن نستنتج من هذه الإشارات أن اللغة العربية الشمالية - أي الفصحى - لم تصل حينذاك إلى المناطق المعزولة الواقعة في أقصى جنوب الجزيرة العربية حيث لا تزال لغات عربية جنوبية تستخدم حتى يومنا هذا. كما توجد إشارة إلى لغة المهرة «المستعجمة» في كتاب (المسالك والممالك)، الذي يقول مؤلفه الاصطخري، في القرن الثالث للهجرة: «أما بلاد مهرة، فأن قصبتها تسمى الشحر وهي بلاد قفرة. وألسنتهم مستعجمة جدا لا يكاد يُوقف عليها».
وحسب علمنا لا توجد أية إشارة أخرى إلى اللغة المهرية في كتب اللغويين العرب القدماء الذين اهتموا أساسا باللغة العربية الفصحى. وفي سنة ١٨٣٥، نشر الضابط البريطاني ريموند جيمس ويلستد تقديما لجزيرة سقطرى يحتوي على ٢٥٠ كلمة وعبارة من اللغة المستخدمة فيها، وبعد ثلاث سنوات اكتشف القنصل الفرنسي في جدة فولجانس فريسنل، وجود اللغة الجبالية (الشحرية) التي تستخدم حتى اليوم في بعض المناطق الساحلية من ظفار في عمان. وفي سنة ١٨٤٠ نشر ويلستد كلمات من اللغة المهرية في كتابه (رحلات إلى مدينة الخلفاء).
وفي سنة 1898 قامت بعثة نمساوية من أكاديمية فينا للعلوم بتسجيل مجموعة كبيرة من النصوص الشفوية والمدونة بتلك اللغات الثلاث وبلهجة حضرموت. وفي سنة ١٩٢٩، قام العالم الإنجليزي ب. توماس باكتشاف وجود لغتين عربيتين جنوبيتين حيتين أخريين تستخدمان في عمان وهما: البطحرية والحرسوسية. وفي سنة ۱۹۸۱ اكتشف توماس موير جونستون وجود اللغة العربية الجنوبية الحديثة السادسة في عمان: الهوبيوتية. وقد أكدت البعثة الفرنسية استخدام هذه اللغة في بعض المناطق الشرقية من الجنوب العربي سنة 1985.
وإذا كانت هذه اللغات الست تنتمي جميعها إلى مجموعة لغوية واحدة لامتلاكها سمات مشتركة تميّزها عن بقية اللغات السامية فهذا لا يعني أن مستخدمي إحداها يستطيعون التخاطب مع مستخدمي لغة أخرى منها؛ فالسقطري لا يفهم المهري أو الجبالي إلا بمترجم.
موقع اللغات العربية الجنوبية الحديثة بين اللغات السامية:
من خلال قراءتنا لعدد محدود من الدراسات التي أنجزت خلال الخمسين سنة الماضية حول اللغات العربية الجنوبية الحديثة وللعرض التحليلي للدراسات والأبحاث التي أنجزت حولها قبل سنة ۱۹٦٨ والذي ضمه الدكتور مراد كامل لكتابه (اللهجات العربية الحديثة)، يتبيّن لنا أن دارسي اللغات العربية الجنوبية الحديثة يذهبون في اتجاهين مختلفين عند تحديدهم لموقع تلك اللغات في إطار اللغات السامية، فمنهم من يقربها من اللغات العربية الجنوبية القديمة ويجعلها امتداداً لها، بينما يرى الآخرون أنه ينبغي الفصل بين اللغات القديمة واللغات الحديثة ويقاربون بين اللغات الحديثة ولغات سامية أخرى. وسنبدأ أولاً باستعراض بعض هذه الآراء الأخيرة.
من أهم الدراسات العلمية حول اللغات العربية الجنوبية الحديثة تلك الأبحاث التي قامت بها (البعثة الفرنسية لدراسة اللغات الحية واللهجات العربية في جنوب الجزيرة العربية) التي أنشئت في سنة ۱۹۸۲ بموجب اتفاقية تعاون بين جامعة عدن وجامعة السوربون الجديدة والمركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا. وقد انتهت الباحثة ماري كلود سيميون سينيل من إعداد كتابين يحتوي الأول منهما على نصوص مهرية، والآخر على تقديم عام للغات العربية الجنوبية الحديثة. وفي المداخلة التي قدمتها سينيل إلى (ندوة الألسنة الحية واللهجات) التي نظمها مركز البحوث والدراسات في جامعة عدن (١٤-١٥ مارس ۱۹۹۹ ) بعنوان (نتائج دراسة اللغات العربية الجنوبية الحديثة وآفاقها) والتي قمت بنشر ترجمة لها، تؤكد الباحثة ماري - كلود سيميون سينيل، على ضرورة التمييز بين اللغات العربية الجنوبية القديمة واللغات العربية الجنوبية الحديثة، وتقول: «في المستوى الذي وصلت إليه دراستنا لا نستطيع إلا استبعاد الفكرة التي تجعل من اللغات العربية الجنوبية الحديثة نتيجة لتطور اللغات العربية الجنوبية القديمة التي نعرفها من خلال النقوش التي تزين المعالم الجنوبية القديمة. ولا شك أن اللغات العربية الجنوبية الحديثة جاءت حصيلة لتطور لغات قديمة؛ لكن تلك اللغات القديمة كانت محكية شفهية، ولم يُكتشف أي أثر كتابي لها، على افتراض أنها كتبت في زمن ما من تاريخها. إضافة إلى ذلك، لا شيء يؤكد لنا أن اللغات العربية الجنوبية القديمة المدونة في الأحجار كانت لغات تستخدم في الكلام في الفترات التي تمّ التدوين بها في النقوش.
ومع ذلك، منذ اكتشاف وجود أولى اللغات العربية الجنوبية الحديثة في القرن التاسع عشر، لم يتردد عدد كبير من علماء الساميات في اعتبارها بقايا للغات العربية الجنوبية القديمة التي كانت تستخدم في عصور ازدهار الممالك الجنوبية القديمة (المعينية والحضرمية والسبئية والقتبانية) التي تنسب إليها، والتي أطلق على بعض منها اسم اللغة الحميرية. ففريسنل الذي اكتشف وجود اللغة الجبالية سنة ١٨٣٧ اعتبرها اللغة الحميرية، وكتب، في رسالة بعثها في ١٢ ديسمبر ١٨٣٧ إلى ح. موهل، يقول: «لقد اكتشفت اللغة التي كانوا يتكلمونها في عرش ملكة سبا، والتي يتكلمها اليوم البدو في المهرة. وأتمنى أن أستطيع أن أبعث إليك قريبا معجما ونحوا لها». وفي سنة ١٨٤٠، أصدر روديجر دراسة حول فريسنل واللغة الحميرية. اقترح فيها أن تسمى هذه اللغة « اللغة الحميرية العامية أو الحميرية الحديثة».
وعلى الرغم من أننا ندرك تماما صعوبة تحديد معالم الطريق الذي سلكته اللغة المهرية واللغات العربية الجنوبية الحديثة الخمس الأخرى لتصل إلى مرحلتها الحالية انطلاقا من اللغات العربية الجنوبية القديمة، فإن العدد الكبير من السمات المشتركة بين اللغات العربية الجنوبية القديمة والحديثة، لاسيما تلك السمات التي تميزها عن اللغة العربية الشمالية، تجعلنا نرى في اللغات العربية الجنوبية القديمة والحديثة أسرة واحدة في إطار الفرع الجنوبي من اللغات السامية الغربية، وليس مجموعتين منفصلتين كما يفعل بعض الباحثين العرب والغربيين.
بعض السمات الصوتية والصرفية والمعجمية للغة المهرية:
المهرية - كما ذكرنا - لغة عربية جنوبية حيّة، تقع ضمن مجموعة اللغات العربية الجنوبية الحديثة. ويُعدّ نظام الحروف الصحيحة الخاص باللغة المهرية وأخواتها الأكثر قربا من نظام الحروف الصحيحة الذي كان سائدا في اللغة السامية الأم. فمن أبرز سمات اللغة المهرية في المستوى الصوتي (والتي نجدها كذلك في اللغات الهوبيوتية والبطحرية والحرسوسية): امتلاك جميع تلك اللغات الحرف الصفيري (السين الثالث)، والذي نجد أثره في خط المسند. فإضافة إلى السين والصاد تمتلك المهرية صادا احتكاكيا جانبيا ينطق من خلال احتكاك طرف اللسان بالجانب الأيمن لتجويف الفم. وهو ما يتوافق مع حالة سامية قديمة. ومثل اللغات العربية القديمة والعبرية القديمة، حافظت اللغة المهرية على هذا الفونيم الاحتكاكي الجانبي المهموس.
وتكمن سمة صوتية أخرى للمهرية وأخواتها في وجود حروف صحيحة قذفية، أي حروف صحيحة مفخمة تنطق بواسطة إغلاق الحنجرة. وهذه السمة مهمة جدا إذ أنها تبيّن وجود الحروف القذفية في النظام الصوتي للغات السامية.
وبالنسبة لحرف العين فهو يظهر في النظام الصوتي في لهجة قشن (المهرييت)، لكن ظهورها ليس متسقا في اللهجات المهرية الغربية (المهريوت).
وفي النظام الصوتي المهري يبرز الحرف هاء في بداية بعض الكلمات نتيجة تطور ثانوي للهمزة، مثل هابواب في مكان العربية أبواب. ويمكن أن تفسر هذه الظاهرة بروز الهاء في جمع أم (أمهات) في اللغة العربية (الشمالية الحجازية أو الفصحى).
وتجدر الإشارة كذلك إلى أن تاء التأنيث التي اختفت في معظم الحالات في اللغة العربية الشفوية، ظلت ثابتة في النظام الصوتي المهري، فبينما نقول نطقا في العربية [مسرفا] أو [مسرفه]، نقول بالمهرية دائما مسرفيت، وكلمة مهرية تُنطق بالمهرية [مهرييت] في شرق المهرة أي قشن ونواحيها، وتنطق [مهريوت] في غرب المهرة، وبناء على هذين النطقين يميّز بعض اللغويين بين لهجتين رئيسيتن للغة المهرية: المهريوت في الغرب والمهرييت في الشرق. (انظر ماري كلود سيميون سينيل: مقالات في اللغات المحكية في جنوب الجزيرة العربية ترجمة بشير زندال، ص50 - 51)
وفي المستوى الصرفي، يمكننا أن نلاحظ في اللغة المهرية وجود (كاف) في محل التاء كضمير رفع للمتكلم والمخاطب المفرد في تصريف الفعل الماضي. وتجدر الإشارة إلى أن هذا التصريف لا يزال حيّا أيضا في بعض اللهجات العربية التي تستخدم في بعض مناطق الجنوب التي تتطابق مع المناطق التي قال الهمداني إن سكانها كانوا، في القرن الرابع للهجرة، يتكلمون اللغة الحميرية أو اللغة الحميرية الممزوجة بالعربية، ففي الضالع مثلا يقولون: أنا أكلك، أنت أكلك بدلا من العربية أنا أكلت أنت أكلت.
وبالنسبة لتصريف المضارع (الحاضر) تمتلك اللغة المهرية (وبعض أخواتها) تصريفا للثلاثي يحتوي على بروز حرف العلة (الواو) بعد فاء الفعل، مثلا مضارع كتب يصبح في المهرية يكوتب أكوتب (في العربية يكتب أكتب). ويمكن أن نشير إلى أن اللهجة الحضرمية تمتلك اليوم هذا التصريف الذي يقترن بإضافة معنى الكثرة على الفعل، مثلا يقول الحضارم: يضحك ويضوحك، يهذف ويهوذف، يرزح ويروزح.
وفي المستوى المعجمي لن يكون من الصعب ملاحظة وجود عدد كبير جدا من المفردات المشتركة بين اللغة المهرية ومختلف اللغات السامية، ومنها اللغات العربية الجنوبية القديمة والحديثة. من هذه المفردات كلمة (رحض) التي تعنى غسل، وهي لا توجد في اللغات العربية الجنوبية القديمة والحديثة فقط بل تستخدم كذلك اليوم في لهجة دثينة في أبين. وهناك أيضا كثير من مفردات اللغة المهرية التي يتضمنها المعجم السبئي القديم والتي رصد د. عبد الله مكياش استمرارية استخدامها كذلك في لهجة أبين (انظر عبد الله مكياش، ألفاظ يمنية قديمة في لهجة أبين، في مجلة اليمن العدد 10، 1999 ص40).
ومن بين المفردات المهرية التي كانت تستخدم في اللغة العربية الجنوبية القديمة (الحضرمية) ولا يزال الحضارم يستخدمونها حتى يومنا هذا كلمة (غَدَوْ) بمعنى هيا. وهناك كثير من المفردات المهرية التي نجدها في معاجم اللغات الأكادية والآرامية والعبرية والجعزية وغيرها من اللغات السامية الأخرى.
مستقبل اللغة المهرية:
اللغة المهرية هي الأكثر انتشاراً جغرافياً وبشرياً، إذ يستخدمها اليوم ما يقارب ثلاثمئة ألف من مواطني الجنوب العربي وظفار بسلطنة عمان، الذين ينتمون نسباً إلى مهرة بن حيدان بن عمرو بن لحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير. وهي اللغة الأم للمواطنين المنحدرين من جميع أنحاء محافظة المهرة في الجنوب. وينتشر المتحدثون بها في ظفار في مساحة أصغر تبدأ من هضبة ظفار وتنتهي بالساحل جنوبا. وفي شمال المهرة يصعب رسم الحدود؛ لأنّ البدو يتحركون باستمرار عبر الصحراء ويصلون إلى سناو وثمود في شمال شرق حضرموت.
ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا الانتشار الواسع، ينبغي علينا أن نؤكد أن اللغة المهرية واللغات العربية الجنوبية الحديثة الأخرى تتقهقر وتقترب جميعها - وبسرعات متفاوتة - من لحظة الاندثار، وذلك بسبب الزحف السريع للغة العربية لأسباب مختلفة، منها التعليم الإجباري ووسائل الإعلام المختلفة، وكذلك بسبب انتشار المواصلات الحديثة التي أنهت عزلة المناطق التي تستخدم فيها تلك اللغات. فاليوم يُرسل المهريون أطفالهم للمدارس في الساحل، ويسافر بعض البدو الذين يمتلكون سيارات في جميع الأراضي عبر الصحراء للتجارة لا سيما في الإمارات العربية المتحدة.
وبالنسبة للغة المهرية في محافظة المهرة تحديدا نلاحظ تسارع وتيرة التقهقر أمام اللغة العربية بسبب خلخلة البنية الديموغرافية لسكان محافظة المهرة التي سبّبها استقرار أكثر من مئتي ألف من أبناء اليمن فيها منذ سنة 1990. ومن المعلوم كذلك أن اللغة المهرية أصبحت منذ نحو خمسة عقود على اتصال وثيق باللغة العربية لا سيما في القرى أو المراكز الحضرية مثل قشن، والغيضة التي أصبحت مركزًا حضريًا وتجاريا وعسكريا وتعليما كبيرًا، وكذلك بشقيقتها اللغة الهوبيوتية في الشرق. أما في ظفار بعمان، فالمهرية على اتصال وثيق مع اللغات الجبالية والهوبيوتبة والعربية في الحدود مع المهرة وعلى الساحل.
خاتمة:
لقد حاولنا في هذه الدراسة تبيان الأهمية التي تكتسبها اللغة المهرية واللغات العربية الجنوبية الحديثة الأخرى لمعرفة العلاقة بين لهجات الجنوب الحديثة بالغات العربية الجنوبية القديمة، وكذلك علاقة اللغات العربية الجنوبية باللغات السامية عموما. ومن الواضح أن دراستنا للغة المهرية وأخواتها تمكننا من تفسير بعض الظواهر الصرفية والمعجمية في لهجاتنا العربية التي نستخدمها اليوم.
ومن خلال تسليطنا بعض الضوء، في هذه الدراسة المتواضعة، على علاقة اللغة المهرية باللغات السامية بشكل عام واللغات العربية الجنوبية بشكل خاص، وعلى بعض خصائصها الصوتية والصرفية والمعجمية، نأمل أن نكون قد أسهمنا في توفير بعض المعارف والمعلومات الجديدة في حقل الدراسات اللغوية المرتبطة باللغات السامية، وفي توسيع دائرة المساهمة البحثية العربية في مجال دراسة الساميات واللغات واللهجات العربية المستخدمة في بلادنا، التي كانت في الماضي قليلة بعض الشيء بالمقارنة مع إسهامات المستشرقين ومؤسساتهم في الغرب.