تواجه مجلة “جويش كرونيكل” البريطانية اليهودية انتقادات لنشر كاتب لديها تقارير مفبركة داعمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حرب إسرائيل على قطاع غزة وتعطي معلومات كاذبة عن رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) يحيى السنوار.
ووفقا لتقرير بصحيفة الغارديان، فإن نتنياهو وأعضاء من حكومته وأفراد عائلته استشهدوا بتقارير تلك المجلة كما نشرها مناصروه على وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت ادّعت فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تقارير مزيفة نشرت في صحف أوروبية لدعم رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وذكر التقرير، الذي أعدّه للغارديان كاتبها بيتر بومونت، أن الكاتب المستقل إيلون بيري نشر سلسلة تقارير “حساسة” طوال الشهور الماضية عن الحرب بناء على مصادر أمنية ادعى امتلاكها، لكن عددا من وسائل الإعلام الإسرائيلية وبعض الصحفيين الذين انتابتهم شكوك بشأن محتوى تلك التقارير توصلوا إلى أنه كان “يكذب”.
وحسب بومونت، ظهرت ادعاءات خلال الأشهر الأخيرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية تفيد بأن تقارير تستند إلى معلومات مزيفة أو مُحرّفة نشرت في صحف أوروبية، منها تقرير في الصحيفة الألمانية “بيلد”، في محاولة لدعم موقف نتنياهو في مفاوضات غزة.
وقال بومونت إن تلك المجلة التي تعدّ أقدم مجلة يهودية في العالم أعلنت أنها أنهت “تحقيقا شاملا” مع الكاتب المستقل في بداية الشهر واعتذرت للقراء وقطعت علاقتها مع بيري، إلا أن بعض الصحفيين الذين ادّعوا على بيري، ومنهم بن ريف من مجلة +972 الإسرائيلية، قالوا إن هذه الخطوات لا تحل القضية.
وكتب ريف على منصة إكس “يبدو أن جويش كرونيكل تأمل إنهاء هذه القضية برمتها بطرد إيلون بيري، كأنها لم تتخذ قرارات بتوظيف صحفي مزيف ونشر 9 تقارير مفبركة دون التحقق من مصادرها، خصوصا أن هذه التقارير استخدمت مرارا لدعم ادعاءات بيبي (بنيامين نتنياهو)”.
وأشار بومونت إلى أن تقارير بيري عادة ما كانت تؤكد ادعاءات نتنياهو، وذكر كمثال على ذلك قول نتنياهو -في مؤتمر صحفي- إن السنوار قد يهرب وبعض الأسرى الإسرائيليين خارج غزة عبر محور فيلادلفيا إذا لم يكن المحور تحت السيطرة الإسرائيلية، وفي اليوم التالي نشرت جويش كرونيكل مقالا لبيري يحوّل “ادعاء نتنياهو إلى حقيقة” -وفق الكاتب- استنادا إلى مصادر أمنية، وكذّب متحدث باسم الجيش الإسرائيلي التقرير.
وذكر بومونت أن البعض شككوا في ملكية جويش كرونيكل، مشيرا إلى تعليق المحرر في صحيفة “صنداي تايمز” غابرييل بوغروند أن “عدوانية قيادة جويش كرونيكل الحالية محزنة وتضرّ مجتمعنا، فلمن تعود ملكية هذه المجلة؟ وكيف لا يعرف اليهود البريطانيون من يملك ‘مجلتهم’؟ وكيف يمكن لمجلة ألا تكشف عمن يملكها؟”، كما يتساءل بوغروند.
وتنتشر تحفظات بوغروند على نطاق واسع بين اليهود البريطانيين الليبراليين الذين يشعرون بأن هذه المجلة لم تعد تمثلهم كما كانت من قبل.