نشرت صحيفة التايمز البريطانية، مقالا تناول الكاتب دومينيك لاوسون فيه قضية الدعم العسكري البريطاني لأوكرانيا والعوامل التي تتحكم في هذا الدعم، ومن هو صاحب القرار فيما يتعلق باستخدام الأسلحة البريطانية من قبل القوات الأوكرانية ضد روسيا.
واستشهد لاوسون بتصريحات أطلقها رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر نهاية الأسبوع الماضي التي قال فيها “أريد أن تعلموا أننا نقف معكم مهما كلفنا ذلك ومهما تطلب هذا الأمر منا”، وهو ما يرى الكاتب أنه جاء لإثبات أن حكومة العمال الجديدة تتبنى دعم أوكرانيا بين سياساتها.
وأشار إلى حملة “ضوضاء من أجل أوكرانيا” التي أطلقها وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي، والتي تتضمن إطلاق ضوضاء من خلال تسجيل صوتي، أو ضرب الأرض بالقدم، أو الهتاف، أو الغناء، أو الضغط على بوق السيارة تعبيراً عن دعم أوكرانيا.
وتطرق الكاتب إلى أول لقاء بين ستارمر، كرئيس لوزراء بريطانيا، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي – على هامش قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في واشنطن – والتصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء البريطاني حول استخدام الصواريخ البريطانية من طراز “ستورم شادو”، إذ قال ستارمر إن “الأمر يرجع إلى أوكرانيا فيما يتعلق بكيفية نشر هذه الصواريخ”. ودفعت تلك التصريحات زيلينسكي إلى أن يقول: “سنحت لنا لفرصة لمناقشة آلية التنفيذ العملية لهذا القرار. وأشعر بالامتنان للمملكة المتحدة”.
لكن يبدو أن ستارمر قد أخطأ التعبير عندما أدلى بتلك التصريحات، إذ صدر أكثر من بيان رسمي أكد أنه “من المستحيل لرئيس الوزراء البريطاني أن يصدر هذه الموافقة دون موافقة من البيت الأبيض وشريك آخر من أعضاء الناتو”، على الأرجح فرنسا التي تنتج صواريخ من نفس الطراز.
ورغم تحذيرات صدرت من مسؤولين بريطانيين تشدد على ضرورة “توخي الحذر الشديد” من قبل بريطانيا قبل الموافقة على استخدام الأسلحة البريطانية من قبل كييف ضد روسيا خشية التصعيد من قبل موسكو، سبق أن دمرت صواريخ “ستورم شادو” مقر الأسطول الروسي في إقليم القرم الذي تعتبره الحكومة الروسية جزءا من أراضيها.
لكن هناك تصريحات رسمية أخرى تناقضت مع البيان البريطاني، والتي جاءت على لسان القائم بالأعمال الأمريكي لدى لندن ماثيو بالمر. وقال بالمر لإذاعة التايمز إن الأمر يرجع إلى لندن وكييف فيما يتعلق بشروط استخدام صواريخ ستورم شادو، مضيفاً: “لن أتدخل في هذه المحادثة”.
وتساءل الكاتب في نهاية مقاله – في ضوء التناقض بين التصريحات التي صدرت بشأن شروط استخدام الصواريخ البريطانية ضد روسيا – عما إذا كان لدى القيادة البريطانية القدرة على تقديم الدعم المطلق لكييف، “أم أن الدعم الذي أعلنه ستارمر في قمة الناتو في واشنطن مجرد ضوضاء أيضاً”.