عدن / 4 اكتوبر/ خاص:
شهدت العاصمة عدن، امس ، انعقاد ندوة ثقافية نظمها فريق الحوار الوطني الجنوبي في المجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك تحت عنوان «اللغتان المهرية والسقطرية، جذور تاريخية وأبعاد ثقافية جنوبية راسخة ومتجددة»، بحضور اللواء سالم السقطري وزير الثروة السمكية.
وجمعت الندوة نخبة من الباحثين والأكاديميين المهتمين بالتراث اللغوي والثقافي، حيث تم تسليط الضوء على أهمية اللغتين المهرية والسقطرية كجزء أصيل من الهوية الجنوبية، وتناقش جذورهما التاريخية وارتباطهما بالبيئة والتاريخ والثقافة في المنطقة.
وألقى علي عبدالله الكثيري القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس الجمعية الوطنية، كلمة في الندوة التي حضرها فادي حسن باعوم عضو هيئة الرئاسة، ومساعد الأمين العام للأمانة العامة محمد أحمد حيدرة الشقي، وعدد من رؤساء الهيئات المساعدة ودوائر الأمانة العامة، نقل فيها تحايا اللواء عيدروس الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة رئيس المجلس الانتقالي .
وأكد فيها على أن هذه الندوة ستكون باكورة لعمل يترجم كافة مخرجات الميثاق الوطني الجنوبي، والذي يرعى التنوع الثقافي لكل محافظات ومناطق الجنوب ويتعاطى معه بصفته ثراء وإثراء ؛ مشيرا إلى أن الملامح التي باتت تتشكل اليوم في الجنوب لتُطمئن الجميع بأن الخصوصيات الثقافية مستوعبة وسيتم رعايتها في إطار جنوب فيدرالي؛ لافتا الى ان الندوه هي رسالة واضحة دالة على عظم ما أنجزه فريق الحوار وما توافق الناس عليه في إطار الميثاق الوطني الجنوبي.
كما تحدث عباس ناصر الزامكي عضو فريق الحوار في الندوة بكلمة عن فريق الحوار الوطني الجنوبي، رحب فيها بالحضور، موضحاً أن الندوة تأتي في إطار جهود المجلس الانتقالي الجنوبي للحفاظ على الهوية الثقافية الجنوبية، وتجسيدًا لمخرجات الحوار الوطني الجنوبي ؛ مشيرا الى أهمية اللغتين المهرية والسقطرية كجزء أصيل من التراث الجنوبي، ودورهما في بناء مستقبل واعد للجنوب.
فيما قدم الدكتور مسعود عمشوش، رئيس لجنة الثقافة والإعلام في هيئة المستشارين، ورقة عمل قيمة حول اللغة المهرية، و سلط عمشوش الضوء على أهمية هذه اللغة ودورها المحوري في التنوع اللغوي والثقافي بجنوب الجزيرة العربية، داعياً إلى تكثيف الجهود البحثية في هذا المجال الحيوي.
وفي ورقة عمل أخرى بعنوان «ثراء الحقل الدلالي في اللغة السقطرية»، استعرض صالح حسين الفردي، نائب رئيس فريق الحوار الوطني الجنوبي، تاريخ جزيرة سقطرى العريق وثراءها الثقافي .
وتخللت الندوة نقاشات مثمرة حول سبل الحفاظ على هاتين اللغتين، وتطويرهما، وقد طرح المشاركون العديد من الأفكار والمقترحات، مثل إنشاء معاهد لغوية متخصصة، وتطوير مناهج تعليمية جديدة، وإنتاج مواد تعليمية باللغتين المهرية والسقطرية، وتشجيع البحث العلمي في هذا المجال.
و خرجت الندوه بتوصيات تدعو الى ضرورة تضافر الجهود للحفاظ على اللغتين المهرية والسقطرية، وتشجيع استخدامهما في الحياة اليومية، وتدريسهما في المدارس والجامعات. كما أوصت الندوة بإنشاء مركز متخصص لدراسة اللغات الجنوبية العربية، وتطوير برامج إعلامية تهدف إلى التوعية بأهمية هذه اللغات.
وتعتبر هذه الندوة خطوة مهمة في طريق الحفاظ على التراث اللغوي والثقافي للجنوب، وتأمل أن تساهم في تعزيز الوعي بأهمية هاتين اللغتين.