نشرت صحيفة (الغارديان) البريطانية مقال رأي كتبته أروى مهداوي بعنوان مطول تقول فيه: “خطاب كامالا هاريس كان بمثابة اختبار لحياتها السياسية. وقد نجحت فيه، لكن ستكون هناك قضايا أخرى يستوجب عليها النجاح فيها أيضاً – على الأقل غزة”.
وتقول الكاتبة إن كامالا هاريس أعدت واستعدت بشراسة لإلقاء أهم خطاب في حياتها، كمرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية في المؤتمر الوطني للحزب في شيكاغو، والذي مثّل لحظة محورية في حياتها السياسية.
وتضيف الكاتبة أن كامالا هاريس أصبحت امرأة مختلفة؛ فقد ولى عهد نائبة الرئيس المتحدثة الخجولة، وحضرت كامالا القيادية التي تشع بالبهجة والمفعمة بالحيوية والنشاط.
وقد استهلت خطابها بالقول “حسناً، هيا إلى العمل”، مضيفة وهي تنظر مباشرة إلى الكاميرا: “أعلم أن هناك أناساً من وجهات نظر سياسية مختلفة يشاهدون الليلة. وأريدكم أن تعلموا: أعد بأن أكون رئيسة لجميع الأميركيين”.
وللتأكيد على هذا الوعد، قدمت هاريس نفسها كأميركية عادية يمكن للكثيرين أن يتعاطفوا مع نشأتها المتواضعة، على عكس دونالد ترامب.
وبدأت بالحديث عن حياتها المبكرة في حي جميل من الطبقة العاملة، ووالدتها المهاجرة “الرائعة والمبدعة”، التي علمتها “ألا نشكو أبداً من الظلم، بل أن نفعل شيئاً حيال ذلك”. وأوضحت كيف قررت أن تصبح محامية تنصر الضعفاء، بعد أن أخبرتها صديقتها في المدرسة الثانوية أنها تعرضت للاعتداء الجنسي من زوج والدتها.
كما ركزت في خطابها على مستقبل الولايات المتحدة مع “طبقة متوسطة قوية ومتنامية”، مؤكدة أن “بناء هذه الطبقة المتوسطة سيكون هدفاً محدداً” لفترتها الرئاسية. وتركيزها على الطبقة المتوسطة يعكس، من وجهة نظر الكاتبة، أجندة السياسة الاقتصادية الشعبوية.
وسواء كانت قادرة بالفعل على القيام بكل هذا من عدمه، فالمهم هو أن ما قالته يُعد رسالة تتردد في الحزب، رغم أن جوهر رؤية كامالا هاريس للمستقبل، بحسب المقال، لا يتعلق برغيف خبز أرخص بقدر تعلقه بديمقراطية أكثر أمانا، تهددها عودة ترامب لفترة ولاية ثانية، بحسب وصف وتحذير نائبة الرئيس من عواقب حدوثها.
ومع ذلك، تقول الكاتبة إنه بات من الواضح اليوم أن الأمريكيين من أصل فلسطيني، ومن يقاتلون من أجل حقوق الفلسطينيين، غير ملائمين للحزب الديمقراطي ورسالته المتمثلة في الوحدة.
فعلى الرغم من الدعوة اللفظية التي قدمتها كامالا للأزمة في غزة، ودعوتها إلى وقف إطلاق النار، إلا أن ما قالته عن القضية في خطابها لم يكن بنفس أهمية عدم منح أمريكي من أصل فلسطيني منبراً للتحدث على المسرح الرئيسي في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، برغم مناشدات الأعضاء المؤيدين للفلسطينيين في الحزب.