استمرار العدوان على (غزة).. قصف إسرائيلي مدفعي عنيف يستهدف (دير البلح)
غزة / 14 أكتوبر / متابعات :
في اليوم الـ 322 من العدوان على قطاع غزة، استهدف قصف مدفعي إسرائيلي، في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، عدة مناطق بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وأكدت الأنباء استهدف القصف المدفعي المكثف محيط دوار أبو ميري والقسطل ودوار طواشي جنوب شرقي بلدة المصدر وشرق دير البلح وسط القطاع.
وأضافت: كما استهدف القصف الإسرائيلي أبراج القسطل شرقي مدينة دير البلح.
وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الخميس، العدوان على قطاع غزة، مخلفة أكثر من 40 شهيدًا وإصابة 163 آخرين خلال الساعات الماضية.
ففي خان يونس بالجنوب، أفاد مراسل الغد بارتقاء 4 شهداء وإصابة عدد آخر جراء استهداف مجموعة من المدنيين قرب دوار بني سهيلا شرقي المدينة.
كما وصل جثمان شهيد إلى مجمع ناصر الطبي بعد تعرضه لإطلاق نار قرب مدينة حمد، فيما تم انتشال جثمان شهيد من ميناء القرارة غرب مدينة خان يونس.
واستهجنت المديرية العامة للدفاع المدني في قطاع غزة رفض الاحتلال الإسرائيلي التنسيق للسماح لطواقمها بإجلاء المصابين من عائلة «أبو هدروس» المحتجزين داخل منزلهم الذي دمرته قوات الاحتلال فوق رؤوسهم وهم بداخله أمس في منطقة حمد بخان يونس.
كما أدانت المديرية صمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، رغم المناشدات والاتصالات العديدة التي وصلتهم لإنقاذ حياة المصابين والمفقودين في منزل أبو هدروس.
كما تواصلت عمليات القصف الإسرائيلي، خاصة من القوات المتوغلة في أحياء الصبرا والزيتون وتل الهوى في محيط مفترق الكويت.
وأشارت الأنباء إلى إطلاق المسيرات الإسرائيلية من طراز «كواد كابتر» النار على تجمعات الفلسطينيين في شارع صلاح الدين بعدة مناطق.
كما أفادت الأنباء من دير البلح بأن جيش الاحتلال كثف غاراته على وسط القطاع، ما أسفر عن استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة عدد آخر بجراح مختلفة، وتم نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى.
من جهتها كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» أن إسرائيل أجبرت 250 ألف فلسطيني بقطاع غزة على النزوح قسرًا خلال أغسطس الجاري، من خلال إصدارها 12 أمر إخلاء.
وذكرت «الأونروا» في منشور عبر حسابها على منصة «إكس» أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية في غزة خلال أغسطس وصلت إلى 12 أمرًا ما تسبب في نزوح قسري لنحو 250 ألف شخص.
وأضافت: أصبح لا مفر من هذه الدوامة المرهقة في قطاع غزة.
وحذرت الوكالة الأممية من أن سكان غزة باتوا عالقين في دوامة نزوح قسري متكرر، حيث تواصل العائلات الفرار وسط العمليات العسكرية وحر الصيف اللاهب.
يُذكر أنه في بداية العام، دفعت أوامر الإخلاء الفلسطينيين الفارين من الحرب إلى اللجوء إلى مناطق تبلغ مساحتها نحو 33% من القطاع، وفقًا للأمم المتحدة؛ والآن انخفضت هذه المساحة إلى 11% فقط من غزة.
وتقلص المساحة المتاحة للفلسطينيين تسبب في تفاقم المخاوف بشأن تفشي الأمراض وتدهور الظروف المعيشية في الجيوب الصغيرة المتاحة للمأوى.
وأعلنت العديد من الجهات، بما فيها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، أنه لا مكان آمنًا في قطاع غزة، الذي لا تزال قوات الاحتلال تستهدفه بالقصف منذ ما يزيد على 10 أشهر، مما دعا العديد من السكان إلى النزوح مرات ومرات، هربًا من نيران القصف، وسعيًا للنجاة من آلة الحرب الإسرائيلية التي لم تجد حتى الآن من يوقفها.
ومع كل أمر إخلاء تصدره سلطات الاحتلال، يقف النازحون الفلسطينيون في حيرة من أمرهم، لا يدري أحدهم إلى أين يتجه، ليس بوسعهم شيء إلا الاستجابة لأوامر الإخلاء بدلًا من البقاء تحت القصف الذي أزهق أرواح عشرات الآلاف، لكن
سرعان ما تزداد حيرتهم حين يفكرون في وجهتهم المقبلة، لا سيما وأن قطاع غزة لم يعد يضم مكانًا آمنًا يمكنهم النزوح إليه، والمكوث به حتى تضع هذه الحرب المستعرة أوزارها.
وفي السياق نفسه، طالبت منظمة «أنقذوا الأطفال»، الحكومة البريطانية بتعليق فوري لجميع مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل «لخطورة استخدامها بارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي».
وقالت المنظمة الدولية، التي تتخذ من بريطانيا مركزا لها، على منصة (إكس): «نشعر بحزن شديد عندما نرى أن 6 أطفال بينهم 4 توائم في العاشرة من العمر، وأمهم، هم أحدث ضحايا الغارات الجوية الإسرائيلية في غزة».
وأضافت: «نحن ببساطة لا نستطيع قبول العنف الذي لا يزال الأطفال الفلسطينيون يواجهونه كأمر طبيعي».
ودعت المنظمة: «حكومة المملكة المتحدة إلى التعليق الفوري لجميع مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، نظرًا للخطر الواضح المتمثل في أنه قد يتم استخدامها لارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي».
وقالت المنظمة في بيانها: تستمر أوامر الإخلاء التي أصدرتها السلطات الإسرائيلية في 13 و15 و16 و21 أغسطس في عرقلة عمليات الإغاثة، مما يؤثر على عدد من الوكالات بما في ذلك منظمة إنقاذ الطفولة، وميرسي كور، والمجلس النرويجي للاجئين، وأطباء بلا حدود، ومنظمة التضامن الدولية، والمساعدات الطبية للفلسطينيين، وأوكسفام، والإنسانية والإدماج، والعمل ضد الجوع، والإغاثة الإسلامية، ومشروع الأمل، ودان تشيرش إيد، والمساعدات الكنسية النرويجية والشركاء، والشركاء الفلسطينيين لمنظمة أكشن إيد، وور تشايلد، والمجلس الدنماركي للاجئين، وأطباء العالم، وتحالف أطفال الشرق الأوسط، ووي ورلد.
وأضافت: أصبحت المجتمعات المحلية منقطعة عن المساعدات الحيوية، حيث يواجه الموردون الذين يسلمون المواد الأساسية مثل المياه، تحديات في الوصول إلى المواقع القريبة من المناطق التي أُمر الناس بمغادرتها.
وأشارت: يجب السماح للجهات الفاعلة الإنسانية بتقديم المساعدات على أساس الحاجة وليس بناءً على تحديد مناطق آمنة من قبل أحد أطراف النزاع.
وقال جيريمي ستونر، المدير الإقليمي لمنظمة إنقاذ الطفولة في الشرق الأوسط: حتى لو سمحت السلطات الإسرائيلية بدخول لقاحات شلل الأطفال، مع تنقل أكبر المستجيبين في غزة من مكان إلى آخر باستمرار، فكيف يمكننا تنفيذ حملة فعّالة والوصول إلى الأطفال الذين هم في أمس الحاجة إلى هذه الحماية؟ إذا كنت تريد أن تفهم وضع الوصول، فهذا هو الحل – وليس القليل من الشاحنات المسموح لها بالدخول بشكل استثنائي.
وأضاف: لقد تم اقتلاع الفلسطينيين في غزة بلا هوادة، وأُرغموا على الانتقال من منطقة “آمنة” إلى أخرى، وتحملوا مشقة وخسائر لا يمكن تصورها. ومن بينهم عمال إنسانيون شجعان يخاطرون بحياتهم كل يوم لإنقاذ الآخرين. إن قدرتنا على تقديم مساعدات ذات مغزى في أي جزء من غزة لا تلبي طموحاتنا، ناهيك عن الاحتياجات الهائلة. إن دير البلح، التي أُعلنت ذات يوم منطقة إنسانية، تتعرض الآن للهجوم والقصف على عتبة دارنا، قالت سالي أبي خليل، المديرة الإقليمية لمنظمة أوكسفام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأوضحت سوزي فان ميجن، المديرة المؤقتة للمجلس النرويجي للاجئين في فلسطين: نحن منظمة إنسانية نحاول تقديم الخدمات الإنسانية في المنطقة التي أعلنتها إسرائيل من جانب واحد “منطقة إنسانية”. هذه الظروف لا تعاقبنا فحسب، بل تؤثر أيضًا على المدنيين الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدة.
وأتمت: لقد أصبح الوضع خطيرًا بشكل لا يصدق. هناك قتال مستمر، وأصوات القصف والانفجارات مسموعة بوضوح. تنتشر الأمراض الجلدية بسرعة. أصبحنا جميعًا نخشى أن نصاب بالعدوى. والثمن الجسدي حقيقي. كنت أعاني من آلام شديدة في المعدة، ربما بسبب المياه الملوثة التي نضطر إلى شربها. لا أعرف إلى متى يمكننا البقاء على قيد الحياة على هذا النحو، قالت لينا*، أحد موظفي ميرسي كور في غزة.
وفي الضفة الغربية أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان له اليوم الجمعة، بإصابة شاب فلسطيني برصاص الاحتلال خلال اندلاع مواجهات عقب اقتحام البلدة القديمة في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
كما شن جيش الاحتلال حملة مداهمات في البلدة القديمة في مدينة نابلس، حيث ذكرت مصادر محلية أن الاحتلال داهم منازل وفتش أخرى دون أن تسفر عن اعتقالات.
وقالت كتائب شهداء الأقصى وكتيبة نابلس من سرايا القدس في سلسلة بيانات متتالية إن المقاتلين الفلسطينيين نفذوا عمليات إطلاق نار استهدفت قوات راجلة وآليات عسكرية إسرائيلية في إطار التصدي للاقتحام.
وفي بلدة جبع جنوب جنين، اعتقل جيش الاحتلال شابين عقب اقتحام البلدة بعدد من الآليات العسكرية ومداهمة منازل وسط انتشار القناصة.
وعزا مراقبون وخبراء تصعيد الهجمات الإسرائيلية على مناطق شمال الضفة الغربية، خاصة مخيمات بلاطة وجنين وطولكرم ونور شمس، إلى محاولة القضاء على المقاومة في تلك المناطق.
ووفقًا لمنظمات دولية معنية بالشأن الإنساني، بما في ذلك هيئات تابعة للأمم المتحدة، فقد فرض الاحتلال منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي حصارًا مكثفًا على شمال الضفة، مما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان.
واعتبر نائب رئيس المجلس التشريعي الأسبق، حسن خريشة في مداخلة له عبر شاشة الغد، أن تهجير الفلسطينيين من مخيمات شمال الضفة الغربية، مثل طولكرم ونور شمس، يأتي ضمن محاولات تفريغ هذه المناطق من سكانها، بسبب تصنيفها ضمن «بؤر المقاومة».
وأضاف خريشة أن هذه العمليات تهدف إلى دفع السكان للتخلي عن المقاومة، من خلال القتل والانتقام والضغط على الحاضنة الشعبية، «إلا أن هذه الأساليب لا تؤدي إلا إلى تعزيز الصمود الفلسطيني».
ووفقًا لتقييم أجراه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة يوليو الماضي، فقد تضرر ما لا يقل عن 200 منزل خلال عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم نور شمس للاجئين (طولكرم) في الثاني من يوليو.
وبحسب تقرير للأمم المتحدة في مارس الماضي فإن أكثر من 84600 شخص في مخيم نور شمس للاجئين ومدينة طولكرم تأثروا بالعمليات العسكرية الإسرائيلية.
وأشار التقرير إلى أن غالبية النازحين من مناطق الضفة (93% منهم) في مخيمات نور شمس وطولكرم وجنين.