قبل ما يربو عن سبع سنوات مضت أعلن رسمياً عن بشرى فائقة الأهمية تمثلت بإعادة النشاط الخدمي لمؤسسة النقل البري؛ وتكرم دولة الامارات الشقيقة باهداء المؤسسة اسطولا من حافلات نقل الركاب وقد تم فعلاً استلام الحافلات بمراسيم احتفائية رسمية تمهيداً لإعادة استئناف المؤسسة نشاطها في القريب العاجل ـ آنذاك.
وها هي السنوات تمر دون ان تستأنف المؤسسة نشاطها ولا يحزنون وكأن الأمر لا يتعدى عن كونه (كذبة إبريل) أو لنقل ضحكة مازحة على ذقون العامة من الاناس الطيبين!!
ما يؤلم النفس هو أنه لا أحد من عليا السلطة أو القيادات التسلطية تجرأ وفتح فمه متسائلاً.
ترى ما العائق العويص الذي أجبر مؤسستنا العريقة ذات الباع الطويل الرائع في تقديم خدماتها لنقل المواطنين وطلاب المدارس من وإلى أثناء تنقلاتهم الداخلية لقضاء حاجياتهم والذهاب إلى مقرات أعمالهم يومياً بكل يسر وبعيداً عن الاستغلال الفاحش الذي تمارسه حافلات وباصات القطاع الخاص المحتكرة لهكذا خدمة وبشراهة وجشع فاق مسمى الظلم الفاحش.
الأمر الخفي والمخيف هو أنه لا أحد أعلن أو تساءل عن أين هذه الحافلات ـ الهدية الإماراتية ـ اين اختفت ولا من شاف ولا من درى؟ من شفطها وكيف تعمد جعلها في النسيان؟.. فصحيح القول والفعل.. انه أمر مريب ان يعلن عن استلام أسطول حافلات أكرر حافلات وليس دبابيس ثم تختفي أو تشفط الأمر لا يتطلب تبريرا.. أي تبرير حتى لو علق الأمر على ذمة مثلث برمودا.. لاننا تعودنا من صناع الفساد ان يشفطوا المال العام والوقود ولكن ان تتطور شهوات جشعهم لشفط حافلات نقل الركاب.. لا يعقل هذا إلا في حالة استخدام الفاسدين لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مما يمكنهم من شفط أو لنقل ارتشاف الحافلات.
اللهم اجعله خيراً!