جيش الاحتلال الإسرائيلي يدعو الفلسطينيين إلى إخلاء أحياء في المنطقة الإنسانية
واشنطن / غزة / 14 أكتوبر / متابعات :
قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، اليوم السبت، إن الولايات المتحدة تعمل بشكل مكثف على إتمام محادثات وقف إطلاق النار بين الاحتلال وحماس في غزة، وفقا لتصريحات نشرتها وكالة رويترز.
والخميس، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن شدد خلال لقائه مع نتنياهو على الحاجة لسد الفجوات من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
كما أكد بايدن على ضرورة إزالة العقبات أمام تدفق المساعدات، إلى جانب حماية أرواح المدنيين خلال العمليات العسكرية.
وكانت صحيفة هآرتس، نشرت تقريرا أمس الجمعة، قالت فيه إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو يدفع عن عمد نحو أزمة في المحادثات مع حماس في محاولة لتحسين موقفه السياسي.
وأكد أحد كبار المفاوضين في الصفقة للصحيفة، إن شروط نتنياهو التي تتعلق بإقامة آلية تمنع عبور المسلحين لشمال القطاع يشكّل ضربة كبرى للمفاوضات الجارية مع الحركة.
ووفقا للصحيفة، فإن رئيس جهاز الشاباك رونان بار واللواء نيتسان ألون عارضا مغادرة الوفد الإسرائيلي إلى قطر حتى ترد «إسرائيل» أولًا على تعليقات حماس بشأن الخطوط العريضة المقترحة.
إلى ذلك شهدت الساعات الماضية تكثيفا غير مسبوق للعدوان الإسرائيلي على غزة، حيث تواصل القصف الجوي والبري والبحري على مختلف مناطق القطاع، مصحوبا بعمليات نسف المنازل وتطويق المناطق بأحزمة النيران.
والوضع في قطاع غزة، أصبح أكثر دموية، مع حصار الفلسطينيين تحت ضغوط قاسية من غياب أبسط متطلبات الحياة، وفرض النزوح الاجباري المتواصل من منطقة إلى أخرى، بينما القصف الصاروخي والمدفعي يستهدف الآلاف يوميا من المواطنين الأبرياء.
من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي استعادة جثث خمسة أشخاص خلال عملية في خان يونس بينهم امرأة وجنديان قتلوا جميعاً خلال هجوم حركة "حماس" على إسرائيل ونقلوا إلى القطاع
ودعا الجيش الإسرائيلي اليوم السبت الفلسطينيين إلى إخلاء الأحياء الغربية جنوب خان يونس فوراً والتوجه إلى المنطقة الإنسانية المستحدثة في منطقة المواصي،
مضيفاً أن المنطقة أصبحت "منطقة قتال خطرة" وقواته ستعمل "بقوة" فيها ضد عناصر حركة "حماس".
واتهم الجيش "حماس" بوضع "بنى تحتية إرهابية داخل المنطقة التي صنفت منطقة إنسانية".
كما أعلن الجيش أن قواته استهدفت على مدار الساعات الـ24 الأخيرة، عشرات الأهداف التابعة للفصائل المسلحة في غزة، "من بينها مبان عسكرية وخلايا مسلحة وبنى تحتية إرهابية أخرى"، وفق ما جاء في بيان.
في السياق أفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 180 ألف فلسطيني اضطروا إلى النزوح خلال أربعة أيام من القتال العنيف حول مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة في ظل عملية عسكرية إسرائيلية لاستعادة جثث رهائن من المنطقة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن "الأعمال العدائية المكثفة" الأخيرة في منطقة خان يونس عقب أكثر من تسعة أشهر على بدء الحرب بين إسرائيل و"حماس" أسفرت عن "موجات جديدة من النزوح الداخلي في جميع أنحاء غزة".
وأضاف المكتب أن "نحو 182 ألف شخص" نزحوا من وسط خان يونس وشرقها بين يومي الإثنين والخميس في حين "لا يزال مئات آخرون عالقين في شرق خان يونس".
وأصدر الجيش الإسرائيلي الإثنين الماضي أوامر بإخلاء أجزاء من المدينة الجنوبية، معلناً أن قواته "ستعمل بقوة" هناك، بما في ذلك في منطقة أعلنت في السابق أنها آمنة.
والأربعاء الماضي أعلن الجيش الإسرائيلي استعادة جثث خمسة أشخاص خلال عملية في خان يونس بينهم امرأة وجنديان قتلوا جميعاً خلال هجوم حركة "حماس" على إسرائيل ونقلوا إلى القطاع.
ومنذ بدء المعارك الأخيرة في خان يونس هذا الأسبوع قال الجيش الإسرائيلي إن قواته "قضت تقريباً على 100 إرهابي" في المدينة.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي إن جثث الرهائن انتشلت من أنفاق وجدران مخفية تحت الأرض.
وأضاف هاليفي في بيان أصدره الجيش الإسرائيلي أن قواته "كانت قريبة من جثث هؤلاء الذين سقطوا قتلى في الماضي، ولم نكن نعرف كيف نصل إليها" حتى هذا الأسبوع.
وقال شهود وعناصر إنقاذ إن معارك عنيفة استمرت أمس الجمعة حول شرق خان يونس. وأفاد مستشفى ناصر بأنه نقل 26 جثة إلى المرفق الطبي.
ووفقاً لأرقام الأمم المتحدة فإن الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة نزحوا مرة واحدة في الأقل بسبب القتال.
إلى ذلك قُتل خمسة فلسطينيين وأصيب آخرون، اليوم السبت في قصف إسرائيلي استهدف شمال مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر محلية قولها إن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلاً مأهولاً بالسكان لعائلة المصري في منطقة مصبح بشمال مدينة رفح، ما أدى لمقتل خمسة مواطنين وإصابة العشرات.
وتشن إسرائيل حرباً شاملة ضد قطاع غزة عقب الهجوم الذي شنته الفصائل الفلسطينية المسلحة، وفي مقدمتها حركة «حماس»، على القواعد والمستوطنات الإسرائيلية فيما يعرف بغلاف غزة يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
سياسيا يتوقع أن تصل وفود من مصر والولايات المتحدة وقطر وإسرائيل غداً الأحد إلى روما في إطار المحادثات الهادفة إلى إرساء هدنة في غزة، وفق ما نقلت أمس الجمعة قناة "القاهرة نيوز" القريبة من الاستخبارات المصرية عن "مسؤول كبير".
وقال المسؤول إن "اجتماعاً رباعياً يضم مسؤولين مصريين ونظراءهم الأميركيين والقطريين، في حضور رئيس الاستخبارات الإسرائيلية، سيعقد في روما غداً الأحد للتوصل إلى اتفاق على هدنة في غزة".